عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مهرجان (كان)  واليورو بـ(كام)!!

مهرجان (كان) واليورو بـ(كام)!!

السينما واحدة من أنماط العشق، وعندما يقترب موعدى مع مهرجان (كان) أجد أن ساعتى (البيولوچية) تستيقظ مؤكدة على الموعد، مَهما بدأ العقل مستيقظًا وهو يراجع محذرًا من المشقة المادية المتوقعة التي تزداد عامًا بعد آخر، بسبب زيادة قوة (اليورو)، فى مواجهة الجنيه، كنت قبل أقل من أسبوع قد عدتُ من مهرجان (مالمو) بالسويد هذا المهرجان الحميم الذي تسيطر عليه اللغة العربية، بينما مهرجان (كان) متعددة اللغات والسيادة طبعًا للفرنسية، به أيضًا أفلام عربية وفى المسابقة الرسمية يشارك مخرج مصري الأصل سويدى الجنسية طارق صالح بفيلم (ولد من الجنة)، وكذلك الجزائرى رشيد بو شارب فى العروض الخاصة، وأيضًا هناك عددٌ آخر فى التظاهرات الموازية (أسبوع النقاد) و(أسبوعا المخرجين) عدد من الأفلام العربية.



فى السنوات الماضية كان الوفد المصري من النجوم والمخرجين كبيرًا، وكثيرًا ما كنت أشاهد العديد من الفضائيات المصرية وأيضًا ماسبيرو من خلال (نايل سينما) تغطى الحدث، ولكن تضاءل العدد، أتصورها تحمل نوعًا من العدوَى، كانت مثلًا فيفى عبده فى التسعينيات من أكثر الفنانات حضورًا، وكانت تصطحب معها عادة مصورًا فوتوغرافيًا وآخر بالفيديو، وبعد أن تتمكن من الحصول على تذكرة للصعود على سلم (لوميير) تنشر لها عشرات من الصور، كما أن تلك المادة التليفزيونية يتم توزيعها فضائيًا على اعتبار أن فيفى تغزو (كان).

تعوّدنا فى الماضى أن لنا جناحًا على شاطئ (الريفييرا) يعلو فوقه العَلم المصري، والحكاية بدأت منذ منتصف الثمانينيات فى زمن سعد الدين وهبة واستمرت، مع حسين فهمى وعزت أبوعوف وصولًا إلى ماجدة واصف، وكانت بين الحين والآخر تتوقف ثم توقفت مع محمد حفظى فى السنوات الأربع التي تولى فيها الرئاسة، افتقدنا الجناح، «حفظى» وجد أن توفير النفقات لإقامة الجناح لصالح المهرجان، وبالطبع فإن الرئيس الجديد لمهرجان القاهرة حسين فهمى قد حسبها جيدًا هو أيضًا، ووجد أن تكلفة إقامة الجناح سوف تلتهم القسط الأكبر من الميزانية، ولهذا يتم الاكتفاء بإقامة مؤتمر صحفى وحفل يتم خلاله الإعلان عن الدورة المقبلة من المهرجان.

أتمنى أن نفكر من الآن فى العام المقبل وتشارك وزارة السياحة مع الثقافة مع غرفة صناعة السينما مثلما كان يحدث فى الماضى ليعود الجناح  المصري، الأمر قطعًا يستحق.

عدد كبير من الدول العربية لديها أجنحة ثابتة؛ الأردن والجزائر والمغرب وتونس، وفى السنوات الأربع الأخيرة صارت السعودية تحرص على أن يصبح لها جناح دائم تعقد فيه أيضًا ندوات ولقاءات.

عرفتُ مهرجان (كان) بعد أن تجاوز عمر المهرجان وليس عمرى أنا الأربعين، أول مرّة ذهبتُ إليه عام 92 فى دورته رقم 45 والآن 75، ولا أتابع فقط الأفلام؛ ولكنى ألاحظ أيضًا الوجوه، أرى شحّاذة فى مدينة (كان) وهى تحمل طفلًا عمره عام وبعد مرور 30 عامًا لا يزال الطفل طفلًا، إنها تُذَكرنى بالشحّاذين فى بلادى؛ حيث يؤجرون طفلًا رضيعًا ويظل للأبد رضيعًا، أرى القاعات والأشخاص حتى الذين لا أعرفهم شخصيًا إلا أننى أراهم باعتبارهم من ملامح حياتى، فى مهرجان (كان) تستمع إلى هتاف يسبق عرض أى فيلم ألحظ فيه اسم «راؤول» ناقد فرنسى راحل تعوّد أن ينطق بصوت مسموع باسمه قبل عرض الأفلام، وبعد رحيله لا يزال زملاؤه القدامى يهتفون بمجرد إطفاء نور القاعة قبل العرض باسمه «راؤول.. راوؤل».

فى المهرجانات نكتب عن الأفلام والندوات واللقاءات وحتى الكواليس بكل تفاصيلها، لكننا لا نكتب عن أنفسنا، وعمّا نشعر به لأننا لسنا آلات تذهب لتغطية المهرجانات، وأتمنى يومًا ما  أن أجد وقتًا لكى أكتب لكم بالتفصيل عن تلك المشاعر الدفينة!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز