في ذكرى وفاته الأولى.. كيف فسر النقاد أعمال سمير غانم؟

يصادف اليوم الذكرى الأولى لوفاة الفنان سمير غانم الذي مضى عام على وفاته في مستشفى بالقاهرة عن عمر ناهز 84 عاما بعد إصابته بفيروس كورونا.

وداعا "سمورة" كما يحلو لعشاقه على امتداد العالم العربي تسميته، والذي التحق بكلية الزراعة وتخرج منها، وهناك قرر رسم مسيرة فنية، بدأها من المسرح الجامعي، وقدر لها أن تحفر عميقا في وجدان المشاهدين لسنوات طويلة.

ابن أسيوط، الذي ولد عام 1937، ذاعت شهرته من خلال الأعمال الفنية لفرقة "ثلاثي أضواء المسرح" الكوميدية، قبل أن يمضي في مسيرة حافلة في التليفزيون والمسرح والسينما، وتمتعت فرقة ثلاثي أضواء المسرح، التي كانت تضم الممثلين الكوميديين الضيف أحمد وجورج سيدهم، بشعبية كبيرة في الستينيات من القرن العشرين، ومن أبرز الأعمال المسرحية للفرقة: "طبيخ الملائكة" و"فندق الأشغال الشاقة". ومن الأعمال السينمائية التي شاركت الفرقة فيها "30 يوم في السجن" و"الزواج على الطريقة الحديثة".

واستعاد الناقد أحمد سعد الدين أهم المحطات من مسيرة سمير غانم، قائلا: "سمير غانم نجح في السينما والمسرح والتلفزيون، بدأ عام 1960 مع الثلاثي مع المخرج محمد سالم مع انطلاقة التليفزيون، وكانوا يقدمون مسرح فقط واستمر سمير غانم في التركيز على المسرح حتى بعد رحيل الضيف أحمد عام 1970، وظل مستمرا مع جورج سيدهم حوالي 12 سنة بعد رحيل الضيف أحمد وقدما سويا مسرحية المتزوجون وغيرها".

 

ويضيف الناقد الفني: "وفي عام 1985 قدم سمير غانم أول مسرحية بمفرده وهي "جحا يحكم المدينة"، ومن هنا جاءت انطلاقة سمير غانم المسرحية بمفرده، والتي تعد المرحلة الثالثة في حياته وخلال هذه الفترة قدم العديد من المسلسلات والأفلام، ولكن البصمة الكبيرة جدا كانت عن طريق الفوازير، وهنا يرجع الفضل إلى مخرج الفوازير الشهير الراحل فهمي عبد الحميد وقدم شخصية فطوطة وهي شخصية صعبة للغاية في وقت لا يوجد فيه (جرافيك)".

ومضى الناقد أحمد سعد الدين، يقول: "من ذكاء سمير غانم أنك عندما تنظر إلى وجهه تضحك وهو يعرف كيف يخرج الضحك من الجمهور، وكذلك يعرف كيف يخرج من الممثل ما يضحك الجمهور وظهر كذلك عندما استعان بالمطرب الشعبي الراحل شعبان عبد الرحيم". 

وتابع الناقد الفني: "سمير غانم هو مصدر البهجة ويعتمد على نفسه في الأساس، إلا أنه كان يترك مساحات كبيرة لكل الممثلين الذي يشاركونه أعماله ولعل أبرز تلك المساحة هي التي أعطاها للفنانة شيرين في مسرحية المتزوجون لاسيما وأنها كانت في بداية مشوارها الفني".

ويضيف: "الموهبة وحدها لا تكفي وسمير غانم كان يدرس ويطور من نفسه ويعرف متى يقول الإيفيه والنكتة وطريقة الأداء، فهو كان ملك المسرح كذلك على المسرح لم يلتزم بالنص مائة بالمائة ولكن كان يأخذ المحاور الأساسية وينطلق في الارتجال، ولكن ارتجال داخل النص وليس خارج حدود النص".

 

وفي الوقت الذي احتل فيه اسم الزعيم عادل إمام الكثير من العناوين بما أنه يوافق عيد ميلاده الـ82، تحدث الناقد حول العلاقة التي تجمع الزعيم وسمورة، بقوله: "عادل إمام وسمير غانم بدايتهما كانت واحدة وفي نفس التوقيت وقدما الكثير من الأعمال سويا وعندما يتم توجه سؤال إلى عادل إمام للحديث عن سمير غانم كان يشكر فيه جدا والعكس، وهما ملوك الكوميديا".

وقدمت الفرقة الكثير من الأعمال المسرحية والتليفزيونية والإذاعية، كما شاركت في أعمال لكبار نجوم السينما المصرية، مثل فريد شوقي وحسن يوسف، وذلك حتى انفصال الفرقة عقب وفاة الضيف أحمد، الذي كان وراء تأسيسها، في عام 1970.

وشملت مسيرة سمير غانم الفنية أفلاما مثل: الرجل الذي عطس، والبعض يذهب للمأذون مرتين؛ ومسرحيات مثل: موسيقى في الحي الشرقي، والمتزوجون والأستاذ مزيكا؛ ومسلسلات مثل: حكاية ميزو، والكابتن جودة، وتبقى تجربة الفوازير التي قدمها غانم خلال مرحلة الثمانينيات، بشخصية "فطوطة" هي الأكثر رسوخا في ذاكرة المشاهدين المصريين والعرب، كما شارك سمير غانم في عدد من الأعمال مع زوجته الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز وكذلك مع ابنتيه الممثلتين دينا وإيمي.