الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

السفير سعيد أبو علي: اغتيال شيرين أبو عاقلة جريمة متكاملة الأركان

صورة من تأبين الشهيدة
صورة من تأبين الشهيدة يتوسطهم النقيب الصحفيين والسفير سعيد ا

عقدت نقابة الصحفيين تأبينًا مساء أمس للراحلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة.

 

قال ضياء رشوان نقيب الصحفيين، إن النقابة والدولة المصرية مع حقوق الشعب الفلسطيني، ولن تتخلف ثانية واحدة في كل عهود النقابة منذ إنشائها، وعند النكبة عام ١٩٤٨ لم تتراجع النقابة في أي عهد عن دعم القضية الفلسطينية، ولن تفعل ذلك.

 

وأكد خلال حفل تأبين بنقابة الصحفيين، للصحفية الفلسطينية الراحلة، قرار الجمعيات العمومية المتعاقبة من حظر كل أنواع التطبيع مع أي شيء يخص الكيان الصهيوني، لافتًا إلى أن النقابة لم تتخاذل يومًا نقيبًا أو مجلسًا عن معاقبة ومحاسبة كل من يخترق هذا القرار، ويتجرأ على التطبيع.

 

أكد السفير سعيد أبو علي الامين العام المساعد ورئيس قطاع شؤون فلسطين بجامعة الدول العربية ان فاجعة اغتيال شيرين أبو عاقلة، التي جرت بالمكان والزمان والكيفية، على مرأى من هذا العالم بكل بشاعتها (جريمة متكاملة الأركان) منذ طلقة الاحتلال القاتلة بمخيم جنين، ومحاولاته تسويق رواية مخترعة يكذبها الواقع والحقيقة، للتحلل من المسؤولية، وصولًا إلى جريمة الاغتيال الثانية بالمستشفى الفرنسي بالقدس لجثمان الشهيدة. جاء ذلك اثناء تأبين الشهيدة شيرين أبو عاقلة بنقابة الصحفيين.

 

 

واشار إلى ان الاجماع على مهنية شيرين وتميزها، إنسانيتها، وموضوعيتها، وكان استفتاء لقيم النضال، لوطنيتها والتزامها كمدافعة عن الحق والحقيقة، عن قضية شعبها، تفضح جرائم الاحتلال، بكشفها عن الرواية الحقيقية. وكانت باستشهادها توحد صفوف شعبها بكل فئاته وقواه وأديانه وطوائفه واجياله، تقدم الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة، وتذكي روح الصمود والمقاومة، وتؤكد العمق العربي القومي لقضية شعبها، وتعزز أوسع تضامن عالمي مع هذه القضية العادلة، وتعيد طرح الموضوع الفلسطيني، ملتهبا على جدول اعمال العالم.

 

قال السفير ابو علي: إن أعمق الرسائل، وابلغ المعاني، التي صاغها استشهاد شيرين، تلحق العار والهزيمة بقاتلها، وتفضح طبائعه ومخططاته. بل تضيف إلى موازين الحق والعدالة والإنجاز، لقضية شعبها، على طريق النصر والحرية، والاستقلال القريب.

وقال ان الشعب الأبي الفلسطيني الذي يواصل صموه ونضاله ويقدم التضحيات الغالية بكل سخاء على امتداد العقود الطويلة، إصرارًا منه على استعادة حقوقه الوطنية الثابتة وتحقيق النصر. كان يبادل شيرين بجنازتها التاريخية، كل حُبٍ وتقديرٍ وامتنان، بوعيه الجمعي وحسه العفوي. كان مدركًا منحازًا مقدرًا وفيًا، ومكرمًا لشيرين ودور شيرين، لمكانة الاعلام والإعلاميين، لمكانة المرأة، وقدسية الوطن لكل أبنائه مسلمين ومسيحيين. وها هي الشجاعة الملتزمة شيرين، ايقونة من ايقونات شعب، يكرم باستشهاد ابنته، كل فرسان الاعلام والاعلاميين. 

واكد ان شيرين، لم تكن شهيدة الإعلام الأولى، وهي تنضم لأكثر من خمسين شهيدًا من فرسان الكلمة، تضاف إلى سجلات الخالدين، لأكثر من مائة ألف شهيد فلسطيني منذ النكبة، التي نعيش هذه الأيام ذكراها الرابعة والسبعين. وفي مخيم جنين أحد عناوين النكبة واللجوء والإصرار على العودة.. استشهدت بجنين الأبية لتوارى ثرى القدس، مدينتها، عاصمة دولة فلسطين الأبدية.. فكانت القدس تعيش مع جنازة شيرين يومًا من أيام عروبتها انتصارًا على التهويد.

لقد أكدت سلطة الاحتلال بهذه الجريمة الجديدة طبيعتها الدموية العنصرية الاستعمارية، وكشفت مدى استهتارها بالروح الإنسانية وحجم مخزونها من الحقد والكراهية، كما أكدت استمرار حربها الممنهجة على الوجود والحقوق والمقدسات الفلسطينية، ومحاولاتها البائسة، لتصفية القضية، واغتيال الحق والحقيقة، شهودها ورواتها، لمحاولة تغيب الرواية الاصلية الحقيقية، لهذا الصراع الطويل. وذلك ما يستحضر في الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة، محاولات سلطات الاحتلال، لتقويض وكالة الاونروا، الشاهد التاريخي الحيّ على النكبة، من حيث إن الاونروا، وعدا عن كونها عنوان الالتزام السياسي والإنساني الدولي بقضية اللاجئين الفلسطينيين، فإنها الشاهد الدولي على سرقة وطن وتهجير شعب بالقوة الجبرية وحافظة الرواية الحقيقية للنكبة الفلسطيني، التي بقيت هدفا محددًا، لمحاولات إسرائيلية متواصلة، لإنهاء وجودها بالتحريض والتشويه والافتراء. 

فيما تُصّعد سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها وتواصل ارتكاب الانتهاكات الجسيمة والجرائم المنظمة الواسعة ضد الشعب الفلسطيني، والامعان في القتل والقمع والتشريد والاعتقال، في الاستيطان والتهويد والاعتداء على المقدسات وتدنيسها في الحرم الإبراهيمي، وكنيسة القيامة، والمسجد الأقصى المبارك بالعنف والإرهاب المنظم، انتهاكا صارخًا للقـانون والشرعـية الدولية.

وأضاف ان استمرارية النكبة المؤكدة باستمرار وتواصل أدوات ووسائل النكبة وجرائم النكبة في سلوان وحي الشيخ جراح في القدس وفي النقب حين هدمت قرية عراقيب 193 مرة ومسافر يطا بالخليل حيث تزمع سلطة الاحتلال هدم اثنتي عشرة قرية فلسطينية وتشريد أكثر من أربعة آلاف مواطن.. انها جرائم التطهير العرقي والآبارتهيد والاستيطان الاستعماري الذي تكثف بصورة غير مسبوقة لسرقة الأرض والاستيلاء عليها حيث تمت المصادقة مؤخرًا على بناء أربعة آلاف وحدة استيطانية جديدة.

وأضاف: تلك الجرائم الموثقة، التي طالما سجلتها شيرين بالصوت والصورة، والتي طالما رفضتها وادانتها دول ومنظمات العالم، بما فيها المنظمات المختصة، وصنفتها جرائم حرب ضد الإنسانية، وفق احكام القانون الدولي. الامر الذي نقدره ونشكره، لكنه يثير التساؤل بنفس الوقت، حول جدية ترجمة هذه المواقف المعلنة، بملاحقة ومساءلة الجناة، وعدم افلاتهم من العقاب، الذي كان ولأمد طويل، محفزًا لهم لمواصلة ارتكاب جرائمهم، بل والتمادي في ارتكابها، وهو التساؤل المشروع حول جدية المجتمع الدولي، ممثلًا بمنظماته وخاصة مجلس الامن، في تبني معايير القانون الواحدة، والانتهاء من الكيل بمكيالين والتمييز والمعايير المزدوجة، الذي حال دون انفاذ قراراته ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، رغم الفيض الكبير من قرارات الشرعية الدولية، المواكبة لضراوة العدوان وجسامة الانتهاكات الإسرائيلية، لحقوق الشعب الفلسطيني. تلك الحقوق التي اقرتها وكفلتها ذات المنظومة الدولية.

وأعرب عن عميق التقدير، للمواقف الدولية المنددة باغتيال شيرين أبو عاقلة، والمطالبة بالانتصاف لها امام العدالة الدولية، فإن تحقيق العدالة لشيرين، لن يكون فقط، بتشكيل لجنة التحقيق المستقلة، المطلوب تشكيلها بكل تأكيد، أو بتقديم ملف الجريمة لمحكمة الجنايات ومجلس حقوق الإنسان فحسب، على أهمية ذلك وضرورته المؤكدة، بل بتأكيد تقديم الجناة، ومرجعياتهم القيادية، للقضاء الدولي الناجز. ومساءلة الاحتلال عن كل جرائمه ووضع حد لها بتوفير الحماية الدولية.

كما ان العدالة لشيرين، لن تنتهي بهذا المستوى من الانصاف، بل بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال أساس الداء والبلاء، وتمكين الشعب الفلسطيني من حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

واشار إلى أن الصراع العربي الإسرائيلي، يبقى التحدي الأول لأمتنا العربية، وجوهر كافة القضايا، وسبب حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة، طالما لم يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لهذا الصراع، وفق مبادئ وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. الأمر الذي يستدعي في المقام الأول، التأكيد على مسؤولية الأمم المتحدة ومنظماتها ذات العلاقة، وضرورة تفعيل دور هذه المنظمة الدولية، في دعم الحق المقدس والشرعي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، لقد حان الوقت لينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله، كي يعيش كبقية شعوب الأرض حرًا فوق أرضه الحرة وفي وطنه المستقل، حان وقت تحرك المجتمع الدولي لإنفاذ قراراته ذات الصلة بعيدًا عن المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين.

وفي ختام كلمته توجه بتحية الاكبار والاعتزاز للشعب الفلسطيني الابي وقيادته وننحني اجلالًا لتضحياته العظيمة لأرواح شهدائه، لروح شيرين، وأرواح جميع شهداء قضية فلسطين، لنؤكد موقف الامة الراسخ دولًا وشعوبًا، ان فلسطين التي بقيت في وجدان كل إنسان عربي ستبقى قضية الامة المركزية وفي مقدمة أولوياتها مهما كانت التحديات التي تجابهها الامة، داعمًا وشريكًا في تعزيز الصمود والنضال لإنهاء الاحتلال وتمكين دولة فلسطين وعاصمتها القدس من الحرية والسيادة والاستقلال.

عشتم فرسان الصحافة والاعلام، عاشت فلسطيننا حرة عربية وعاشت أمتنا المجيدة

 

وجه السفير دياب اللوح سفير فلسطين بمصر ومندوبها لدي جامعة الدول العربية الشكر لشهداء مصر من الجيش والشرطة الذين استشهدوا على ارض فلسطين دفاعا عن القدس وعن فلسطين مشيرا بأن مصر لها دين كبير في اعناقنا.

 

وقال ان الرئيس محمود عباس ممنون لمصر قيادة ورئيسا وشعبا على كل ما قدمته للفلسطينيين وما زالت مصر الشقيقة الكبرى صاحبة اليد النظيفة التي قدمتها لفلسطين وكافحت وناضلت من اجل ان تنال فلسطين حريتها واستقلالها. 

واكد ان فلسطين والقدس وجنين ودعت الاربعاء الماضي الشهيدة شيرين وسوف تظل مفصلا تاريخيا ليس حركة في تاريخ الشعب الفلسطيني فقط بل في تاريخ المنطقة والامة العربية. 

وقال ان شيرين دشنت باستشهادها مرحلة من الكفاح الوطني الفلسطيني مشيرا إلى أن شيرين تركت رسالة كبيرة ومن هذا المكان التاريخي العريق وهو نقابة الصحفيين ترسلون ليست رسالة واحدة انما رسائل كثيرة اهمها نحن جمعيا كشعبين المصري والفلسطيني سوف نظل على درب الشهداء حتى تحرير كامل لتراب الوطني الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. 

وأكد ان اغتيال شيرين هو جريمة اسرائيلية بشعة مكتملة الاركان ولن نسكت عن حقها وبتوجيهات الرئيس محمود عباس بوضع ملف الشهيدة شيرين امام المحكمة الجنائية الدولية لجلب المجرمين للمحاكمة والقضاء الدولي مشيرا انه سوف نلاحقهم ونجلبهم للمحاكمة وقال ان دم شيرين لن يذهب هدر.

وقال إن اغتيال شيرين هو اغتيال للحقيقة والحقيقة تنقلها شيرين. 

وفي نهاية كلمته قال حق عودة 7 ملايين مواطن فلسطيني نازح ولاجئ من حقهم العودة لديارهم اخرجوا منها قسرا منذ حرب 1948 وهو حق جماعي لا تراجع فيه بموجب الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام نعاهد الشهيدة شيرين بأن نواصل العمل والكفاح حتى تعود الحقوق الثابتة ولندشن مرحلة جديدة عنوانها الشهيدة شيرين.

واقترح نقيب الصحفيين، على مجلس النقابة، إنشاء جائزة ضمن جوائز الصحافة المصرية باسم الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، باسم "جائزة الصحفية شيرين أبو عاقلة لتغطية شؤون الوضع الفلسطيني"، بالإضافة إلى جائزة الشهيد للتغطية الميدانية، وهي جائزة مستمرة.

تم نسخ الرابط