عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حرب روسيا لتجويع العالم والهجمات الإرهابية في سيناء

حرب روسيا لتجويع العالم والهجمات الإرهابية في سيناء

لا شك أنه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي ضد أوكرانيا، فإن العالم أصبح في أتون حرب تجويع تستهدف غذاء سكان الكرة الأرضية، خاصة بعد أن أسهمت جائحة كورونا على مدى عامين في توقف معظم المصانع الكبرى عن الإنتاج في ظل شهور الإغلاق وحظر التجوال ولجوء العديد من الدول للاستعانة بالمخزون الاستراتيجي لديها من السلع.



 لتأتي حرب روسيا ضد أوكرانيا لتعيد شبح الجوع للعالم من جديد فروسيا العظمى بقوتها العسكرية الضخمة وقوام جيشها المليون فرد في الخدمة العسكرية الفعلية، والذي يضعها كثاني أكبر قوة عسكرية في العالم بعد الصين في عدد أفراد قواتها المسلحة، وهي تملك أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم قادر على تدمير نصف العالم خلال ساعة.

لن نكون متشائمين إذا قلنا إن العالم مقبل على كارثة وحرب تجويع لسكانه إذا ما استمرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وأصبحت مخاوف عدد من الجيوش هي تأمين سفن السلع في البحر خشية السطو عليها من قبل جماعات أو دول أخرى، كما أن دولا كثيرة بدأت في اتخاذ خطوات فعلية للحفاظ على مخزونها من المواد الغذائية كالهند التي قررت منع تصدير القمح، وهي ثاني أكبر منتج للقمح في العالم بعد روسيا، الأمر الذي ينذر بارتفاعات أخرى في الأسعار العالمية نتيجة نقص المعروض، وإندونيسيا أكبر منتج ومصدر لزيت النخيل في العالم، والتي توفر 52% من احتياجات العالم من زيت النخيل، قررت منع التصدير منذ أيام وما حدث في إيران من نهب وسرقة للمحال التجارية ومخازن السلع هو البداية لنيران الجوع، التي بدأت تشتعل في العالم مع نقص المعروض وارتفاع الأسعار، ولذلك يجب أن نسعى نحن كعرب وكدول إفريقية وكدولة مصرية لحل هذه المشكلة وإيقاف الحرب ومنع استمراره، لأننا جزء من العالم، وللصراع تأثير علينا بشكل مباشر أو غير مباشر.

فروسيا أكبر دولة في العالم بمساحة أكثر من 17 مليون كيلو متر مربع، لديها ثاني أكبر أسطول من الغواصات الحاملة للصواريخ البالستية، وهي البلد الوحيد باستثناء الولايات المتحدة، التي تمتلك قاذفات قنابل استراتيجية حديثة، رابع أكبر منتج للطاقة النووية عالميا وثالث أكبر منتج للكهرباء في العالم، وخامس أكبر منتج للكهرباء المتجددة، وتُعدّ روسيا من أكبر الدول المنتجة للنفط الخام، كما أنها تملك مصادر هائلة من الطاقة، خاصة النفط والغاز الطبيعي الذي بات سلاح روسيا الجديد لإخضاع أوروبا والغرب لها، حيث تعتمد أوروبا على 50% تقريباً من احتياجاتها من الغاز الطبيعي الروسي، والذي تدفع مقابله 400 مليون دولار يومياً فبدون غاز وبترول روسيا ستتوقف نصف مصانع أوروبا ومحطات الكهرباء بها عن الإنتاج، بما يهدد الأمن الغذائي العالمي إذا استمر الغرب في العناد ضد روسيا التي على ما يبدو تعلم ما تخطط له جيداً لكي تكسب الحرب، كل ذلك يجعلها من الغرور بمكان أنها لن تنهى الحرب إلا منتصرة مهما كلفها ذلك ومهما كلف نصرها العالم حتى إن اضطرت لاستخدام الأسلحة النووية، والتي قد يصلنا غبارها النووي والإشعاعي إذا ما استخدمها أي من طرفي الصراع سواء روسيا وحلفاءها أو أوكرانيا وأوروبا وحلف الناتو وأمريكا.

خلال شهور ستتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا إذا ما استمرت الحرب حتى بداية الشتاء المقبل، وتوقف إمدادات الغاز يعني توقف إنتاج مصانع الأسمدة، الأمر الذي سيكون له انعكاس خطير على نقص إنتاجية الفدان الزراعي، وبالتالي نقص في المحاصيل ونقص في الإنتاج الحيواني والداجني.

علاوة على أن أوكرانيا التي تواجه صعوبات في تصدير محاصيل موسم الشتاء من القمح والشعير وإنتاج دوار الشمس بعد إغلاق روسيا لجميع موانئ أوكرانيا على البحر الأسود يواجه مزارعوها أزمة أخرى في حصاد محصول القمح نتيجة الحرب، كما أن ذلك يجعل هناك صعوبات في زراعة المحصول الجديد العام المقبل، وكذلك الأمر بالنسبة للذرة الصفراء التي هي العصب الرئيسي للزيوت وأعلاف الماشية المنتجة للحوم الحمراء، حيث توفر أوكرانيا مع روسيا ما يقرب من 80% من استهلاك العالم من زيت الذرة وزيت عباد الشمس، الأمر الذي ينذر بكارثة في ظل توقف مصانع الزيوت الأوكرانية عن الإنتاج وصعوبة التصدير للخارج، وبدأت ملامح هذه الكارثة تظهر مع الارتفاع الجنوني لزيوت الطعام في أوروبا، بما يجعلنا في مصر يجب أن ندق ناقوس الخطر بضرورة الاقتصاد للحفاظ على ما لدينا من مخزون مع البحث عن مصادر أخري لتفادى الارتفاع الجنوني لأسعار الزيوت خاصة أننا في مصر نستورد ما يقرب من 97% من استهلاكنا من الزيوت من الخارج.

وفي مصر نوجه إرهابًا يستهدف أمننا الغذائي مع تفاقم الأزمة العالمية وهذا الإرهاب شاهدناه باستهداف محطة رفع المياه غرب قناة السويس، والتي تساهم في توصيل المياه لأكثر من 50 ألف فدان في سيناء مما نتج عنه استشهاد خيرة من شبابنا وجنودنا الأبطال في جيش المصري، وهذه العملية الإرهابية تستهدف إيقاف خطط مصر للتعمير وتوفير الغذاء للشعب المصري، في ظل ما يحدث في العالم في محاولة لوضعنا في أتون الحرب، وكمحاولة لإيقاف الجهود الكبيرة التي تقوم الحكومة من التوسع في الرقعة الزراعية في الدلتا الجديدة والصحراء الغربية والمليون ونصف فدان غرب المنيا وسيناء في ظل نهج انتهجه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم بالسعي لتحقيق الأمن الغذائي لأكثر من 100 مليون نسمة باستغلال كل الإمكانيات المتاحة، سواء من خلال البحيرات العزبة وتطويرها لإنتاج الأسماك أو إقامة المزارع السمكية أو إنشاء أكثر من 100 ألف صوبة زراعية ثم استغلال مياه الصرف ومعالجتها لزراعة وخلطها بالمياه العزبة لزراعة أكثر من 500 ألف في سيناء.

ونحن الآن في موسم حصاد القمح ومع توقع مراكز أبحاث أمريكية بارتفاع إنتاج مصر من القمح 9% هذا العام يجب علينا أن ننتبه فمن يرصد ما نقوم به من جهود لتوفير غذائنا ربما يخطط لتدمير محاصيلنا فيجب أن نضع خطط لحماية صوامع الغلال ومزارع الحبوب ومخازن السلع ومراكز التخزين الكبرى، ويجب أن نبدأ في التوعية بضرورة الاقتصاد في الطعام فهذا ليس عيبًا، فالعالم كله مقبل على أزمة غذاء عالمية، بحسب منظمة الفاو، ولذلك يجب العمل على توفير طرق جيدة للتخزين لتقليل المهدر والفاقد من المنتجات الزراعية التي تصل نسبة الهادر فيها نتيجة التداول غير السليم للمنتجات الزراعية والسلع إلى 30% نتيجة سوء التخزين وعدم الاعتماد على منظومات التبريد والتعبئة الجيدة.

 حمى الله مصر وشعبها ورئيسها.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز