عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فن الدبلوماسية.. إتيكيت (المشي والجلوس)

فن الدبلوماسية.. إتيكيت (المشي والجلوس)

يعتبر المشي والجلوس من سمات كاريزما الشخص سواء للمرأة أو الرجل، ولمختلف المناصب والوظائف، وكثيراً ما يتساءلون عن وضعية الأرجل في الجلوس بالمناسبات الرسمية والاجتماعية، وهل توضع الرجل الواحدة فوق الاخرى أو أن تكون متلاصقة وإيهما أفضل، وهنا تلعب مدارس علم النفس الأجتماعي دوراً اساسياً في وضع مفاهيم وعلامات لغة الجسد ( المشي والجلوس)، والتي تعتمدها المدارس الدبلوماسية كثيراً لأنها تعطي إنطباعاً على الشخص المتسلط أو الشخص العادي الهادئ، وسوف نتطرق بمقالنا هذا الى أهم النقاط التي تعكس كاريزما المواطن بحياته اليومية بإتيكيت المشي والجلوس، وغالباً ما نلاحظ على شاشات التلفاز أغلب الضيوف الأجانب عدم إكتراثهم بعادات وتقاليد المجتمع العربي أو الإسلامي وهو عدم وضع الرجَل الواحدة فوق الأخرى بالمقابلات الرسمية مع هرم الدولة رغم أخبارهم بذلك، وهذا من سلبيات المقابلات لكبار الشخصيات مع هرم الدولة، بينما في بلدهم يعتبر من العادات والممارسات الاعتيادية.



 تطرق القرآن الكريم إلى مفردة المشي بأعتبارها من أهم مفردات لغة الجسد قال تعالى في محكم كتابه: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا) سورة الآسراء37 ، وقال تعالى : (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) ٢٥ سورة القصص. 

والتي لها أهمية كبيرة في علم الفراسة وإنعكاس للشخصية، وتعتبر هذه الآيات الكريمة نظريات ومراجع للغة الجسد في إتيكيت المشي لما تعكسه من شخصية الإنسان، ونلاحظ في الآيات الكريمة أنها تعطي صورة واضحة لا تقبل الشك حول صفة المتكبر والمختال والمتجبر من خلال المشي ورفع الرأس إلى الأعلى، وكذلك الخجل والهدوء والمشي البطيء. 

 

تعتبر نظريات علم النفس الاجتماعي بأن هيئة المشي لا تكشف أسرار شخصيتك فقط بل في الواقع تعكس صورة حياتك اليومية، أحياناً ترتبط وضعية المشي بالمزاج فقد تكون عادة تسير برأس مرتفع لكنك حين تشعر بالإحباط والاكتئاب تميل لإحناء الرأس والكتفين. الوضعيات المؤقتة ليست من المؤشرات التي تقاس عليها الشخصية، بل هي حالات عابرة، ما نتحدث عنه هو الوضعية الدائمة التي يعتمدها إتيكيت المشي حيث  يختلف الناس والأجناس في مشيهم وإشاراتهم، وهذا الاختلاف قد يكون له أسباب متصلة بقواهم ومواهبهم وهناك وسائل أستدلال قد لا تكون 100% صحيحة ولكن تعطي أنطباعاً، قد يكون له الأثر الكبير في إظهار بعض معالم الشخصية. 

 تركز المدارس الدبلوماسية الأجنبية وخاصة الغربية منها على تعليم أفراد الكادر الدبلوماسي، وكذلك كبار الشخصيات حديثي العهد كالرؤساء المنتخبين الذين تربعوا على هرم الدولة بأن عليهم إتباع تعليمات لغة الجسد فيما يخص إتيكيت وأنماط المشي والذي له أهمية كبيرة في انعكاس لهوية الإنسان، وبالتالي فإن الخطوات تكون محسوبة بكل دقة. تستند خطوات السير أو المشي بالأساس على مايلي؛ ( الرأس هل يكون منتصباً أم مائلاً إلى الأمام؟  الكتف هل يكون محدباً إلى الأمام أم منفتحاً ومستقيماً؟ الجذع والظهر هل يكون مستقيماً أم مائلاً إلى الأمام؟  والأرجل هل تكون متلاصقة أثناء المسير أم متباعدة؟ وكذلك الأقدام فاجزائها هي (كعب القدم، راحة القدم،  والأصابع) . 

 

وهناك عدة أنماط من المشي لها بعض الدلالات التي يمكن أن نستفيد منها في تحليل شخصية الإنسان وأهم هذه الأنماط: 

المشي الملكي: أن تكون الخطوات بطيئة جدًا والمسافة بين خطوة وأخرى  متقاربة لا تزيد على 10سم بين الأقدام ويكون منتصب القامة، ويكون كعب القدم هو المسند الرئيسي للمشي لما له دلالة على الأحترام والثبات والحزم وحب المستقبل، وهو النموذج الراقي والمستحسن أتباعه. 

عارضات الأزياء: حيث تكون الخطوات واسعة وكبيرة ومتباعدة لإظهار معالم الفستان وطبيعة الألوان حيث يكون المشي مستنداً على كعب القدم، وليس على الأصابع فهذا دليل الثقة بالنفس والثبات والعزيمة. 

 

سرعة المشي: حيث يرافقها اندفاع الجسد ورأس منتصب يدل على أنه يملك شخصية إيجابية، متزن في عمله، كما أنه من النوع المنتج. يعتمد المنطق والذكاء، يملك الكثير من المشاعر، يحب التنافس والوصول لهدف. 

 

متوسط السرعة أو الاعتيادي: تسير وصدرك مدفوع إلى الأمام وكتفاك إلى الخلف وترفع رأسك عالياً في سيرك وتتفاعل كثيراً مع الآخرين وتميل للابتسام لمن تعرفه ولمن لا تعرفه، شخصية محبوبة ومنفتحة تحب العلاقات العامة والاجتماعية. 

   المشي البطيء: يرافقه إرتخاء اليدين وتحريك الكتفين ويدل على إتمام العمل والإحساس بالرقة والرحمة وحب التظاهر، تسير بخطوات قصيرة وبطيئة، شخصية هادئة لا يحب الاستعجال أو التعدي على مساحة الآخرين الخاصة، لذلك فإن الذراعين عادة ما تكون متلاصقة بالجسد.

 

 أما إتيكيت الجلوس فنحن ليس بصدد معناها اللغوي البحت ولكن نتكلم بخصوص أنماط الجلوس في مختلف المناسبات والاوقات لمختلف الشخصيات فهناك عدة أنماط  علينا الانتباه والأقتداء بما هو إيجابي وأغلبها هي:

 

 يفضل الجلوس بأن تكون الأرجل متلاصقة مع بعضها البعض الجلوس مع يدين مفتوحتين إشارة إلى الصدق والصراحة والبراءة/ تحريك أو اهتزاز الساقين فهذا يدل على نفاد الصبر/ الجلوس مع وضع الأرجل واحدة فوق الاخرى  يدل على الشعور بالملل وكثرة الأفكار المشوهة وحب الظهور وفرض الرأي على الآخر/ الجلوس والأرجل متباعدة  دليل استرخاء وراحة والأستماع الى الآخرين/  الجلوس على حافة الكرسي وخاصة عندما تهتز الأرجل يدل على التوتر والقلق وربما الغضب أيضاً / الجلوس والظهر مستقيم والارجل والأقدام متقاربة دليل على دقة الملاحظة وحب الاستماع/ الجلوس والظهر مستقيم مع ثبات القدمين، دليل استقلال الشخصية وحب الأصغاء والأستماع للآخرين.

 

دبلوماسي سابق

كلية عُمان للإدارة والتكنولوجيا  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز