عملات تذكارية للتوثيق والربط بين الأجيال

نعم من حق أجيالنا القادمة أن تعلم في ظل تطورات عصرنا الحالي، ما تم إنجازه للحفاظ على تراثنا وحضاراتنا، حتى تكون موعظة لهم، ليستمروا في الحفاظ على الموروثات التاريخية، مثلما حافظ عليها الأجداد، والأجيال المتعاقبة.

واليوم أتحدث عن مشروع العملات الفضية التذكارية غير المتداولة، فئة الخمسين جنيهاً، والتي وافق على إصدارها مجلس الوزراء منذ أيام قليلة، وستحمل تصميماً يجسد عمليات ترميم طريق الكباش بالأقصر. وأيضاً قيام مصلحة الخزانة العامة وسك العملة، بسك عملة متداولة فئة الجنيه الواحد بمناسبة احتفالية افتتاح الطريق بعد ترميمه، والتي تم تنظيمها بشكل فريد يعكس مكانة مصر، وريادتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

تمثل العملات التذكارية مناسبات خاصة لها بصمة في التاريخ المصري، وصلة بمناسبات تاريخية وسياسية وأدبية وفنية واجتماعية واقتصادية.

ولا جدال في أن تلك الخطوة تمثل نقطة مهمة نحو توثيق أحد الأحداث المهمة التي تم اتخاذها في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تعكس رؤية القيادة السياسية والدولة نحو الحفاظ على آثارنا وحضارتنا المهمة، وجعل تطوير طريق الكباش بمحافظة الأقصر "متحفًا مفتوحاً"، فهو يعد أهم مشروع أثري في القرن الحادي والعشرين. ومن قبله أيضاً وفي حفل مهيب نقلت مومياوات 22 شخصية ملكية مصرية قديمة من المتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، شرقي القاهرة.

إلى جانب أن تلك العملات تظل دائماً مصدراً لنقل المعلومات، وإحياء ذكرى نقطة جديدة في تاريخنا باليوم والسنة والحقبة الزمنية، حيث تعكس مناسبات خاصة في تاريخنا المصري لا يمكن إغفالها، إلا أنها تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الهوية الوطنية على مر التاريخ القديم والحديث، وترسيخ للوعي الثقافي والفكري السليم. وتمثل مقتنيات تاريخية ثقافية للأجيال المقبلة.

فما أحوجنا إلى إصدار المزيد من العملات التذكارية، وليس من الضروري أن تكون عالية التكلفة، حتى يتمكن الجميع من اقتنائها، والتعرف عليها والمساهمة في نقل وحفر معلوماتها في الذاكرة الثقافية، الآن وللأجيال المتعاقبة، والربط بين الأجيال بصورة متوالية.

أولستم معي في أن هناك حاجة دائماً لاتخاذ كافة الوسائل لتعريف الأجيال القادمة بالإنجازات التي يتم تحقيقها على كافة المستويات، سواء الحضارية أو الثقافية أو الاقتصادية، وغيرها، حتى تعي ما تم تحقيقه، وتعمل جاهدة على الحفاظ عليه والدفاع عنه، بل والعمل على الإضافة إليه، بما يرفع إسم مصرنا الغالية عالياً دائماً، ومواجهة قوى الشر التي تحاول النيل من تاريخ وعظمة بلادنا، أو تشوه بصمتها عبر التاريخ.