عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد فايز يكتب: عيد الفصح أو عيد القيامة المجيد في روسيا

أحمد فايز
أحمد فايز

عيد الفصح أو عيد القيامة المجيد، هو واحد من أهم الأعياد الدينيّة لدى الإخوة المسيحيين، وهو احتفال بذكرى "قيامة السيد المسيح"، ويُعدّ أحد الفصح أكثر أيام العام توهجًا للكنائس، وأداء الصلوات فيه يعتبر فرحةً من المسيحيين بقيام نبي الله عيسى عليه السلام.



 

وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعيد الفصح في بداية الربيع، الذي يأتي هذا العام في الرابع والعشرين من شهر إبريل 2022، وتُقيم الكنائس الأرثوذكسية في هذا اليوم طقوس الصلاة الاحتفالية ويستقبل الروس بعضهم البعض بعبارة "قام المسيح"، التي عادة ما تكون الإجابة عليها بعبارة "حقًا قام"، ويُصنع خبز ويتم شراء كعك عيد الفصح ويتم تلوين البيض خصيصًا لعيد الفصح، ويحتفل به بعد انتهاء صوم يستمر لمدة 40 يومًا (الصوم الكبير)، يقوم الروس بجميع الأعمال التي كانوا يقومون بها قبل عيد الفصح خلال الأسبوع الأخير قبل العطلة، الذي يعرف أيضًا باسم أسبوع الآلام، يلونون البيض ويزينونه في يوم السبت، ويقوم الجميع بطهي طعام عيد الفصح، ولا يُسمح لأولئك الذين يصومون بتذوقه أثناء الطهي، ومن الشائع أيضًا أن يبارك الطعام في الكنيسة أثناء الخدمة الليلية من قبل الكهنة.

 

هذا ومن بين مظاهر عيد الفصح في روسيا عملية إضاءة الشموع في الكنائس بالنار المقدسة، فكما يُعتقد في الديانة المسيحية أن عشية عيد الفصح تحدث المعجزة الرئيسية للعالم المسيحي، وهي انبثاق النار المقدسة من القبر المقدس في كنيسة القيامة في القدس، ويتم إرسال جزء من هذه النار المقدسة إلى روسيا على متن طائرة خاصة، ومن ثم تضاء بها كنائس المدن الكبرى في منتصف الليل، وينقل التليفزيون الروسي على الهواء مباشرة مراحل انتقال النار المقدسة من القدس إلى روسيا، ومن ثم إلى الكنائس، وتشهد الكاتدرائية الأرثوذكسية الرئيسية الروسية في موسكو (كاتدرائية المسيح المخلص)، قداسًا إلهيًا يترأسه بطريرك موسكو وسائر روسيا "كيريل"، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى عدد من الساسة والنشطاء الاجتماعيين الآخرين، كما يشارك في قداس هذه المناسبة آلاف المسيحيين الروس، وهم يحملون الشموع التي أضيئت بالنار المقدسة التي تنبثق سنويا داخل كنيسة القيامة في مدينة القدس.

 

عادة ما يكون احتفالًا رائعًا في روسيا مع أضواء الشموع والهتافات الليتورجية، التي يحضرها حتى أولئك الذين لا يحضرون كثيرًا إلى الكنيسة، ثم يبدأ بعد ذلك قداس أحد الفصح عند منتصف الليل بتجمّع المصلين خارج الكنيسة لإنشاء الترانيم قبل دخولهم إلى قُدّاس بهيج، وبعدما يُمنح المصلون البركة والغفران، ويبدأون المراسم الاحتفالية بموكب حول الكنيسة وتقرع أجراس الكنائس للإعلان عن قيامة السيد المسيح، ويقول الكاهن "المسيح قام"، ومن المفترض أن يرد عليه المصلون "لقد قام حقا"، ثم يدخل جميع المشاركين في الموكب إلى الكنيسة، حيث تستمر الهتافات الإلهية حتى الصباح.

 

ومن العادات والتقاليد الأكثر شعبية في روسيا خلال عيد الفصح هي الرسم على البيض المسلوق وتلوينه وزخرفته باستعمال الألوان الطبيعية، ثم تبادله مع الأهل والأقارب والجيران،  ذلك يرمز إلى القيامة والحياة الجديدة والمحبة، وكذلك يأكلون "خبز كوليتش" كما يطلق عليه بالروسية، أو خبز عيد الفصح، هذا الخبز الذي يرفع من الخميرة غني بالبيض والزبدة، مرصع بالفواكه المجففة، مزين بزبيب، لوز، فانيلا وفواكه مسكرة، وجوزة الطيب، والزعفران، والجبن، وله شكل هرمى وأحيانًا دائرى، وهو بمثابة إشارة احتفالية لمعنى آخر في عيد الفصح وهو الإعلان عن نهاية الصوم الكبير (أربعين يومًا من الصيام يمتنع الصائمون خلالها عن تناول كل منتجات الألبان أو اللحوم).

 

ويرمز عيد القيامة إلى قيامة السيد المسيح وانتصاره على الموت، وهو ما يمثل للمؤمنين انتصارًا للخير على الشر عبر معاني الإخاء والتسامح والوفاء والسلام.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز