الأراضي الجديدة تهل بخيرها.. الرجال يحققون الوعد
أميرة عبدالفتاح
خطت الدولة المصرية خطوات كبيرة نحو العمل على زيادة المساحات المنزرعة بالقمح والاعتماد بشكل متزايد على ما تخرجه أرض مصر الطيبة من نواتج هذا المحصول الاستراتيجي، حيث سيتم إضافة 400 ألف فدان بمنطقة الضبعة ضمن مشروع الدلتا الجديدة ليصبح الإجمالي العام 1.2 مليون فدان، بإجمالي إنتاجية مستهدفة 3 ملايين طن قمح.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، فجر اليوم الخميس، قد شهد بدء موسم حصاد في منطقة توشكى بمحافظة أسوان، بعد مضي أربعة أشهر من افتتاح مزرعة توشكى وجاء ذلك تأكيدًا على العهد الذي قطعه المسؤولون بالدولة المصرية على أنفسهم بالسعي ومحاولة سد الفجوة الغذائية من المحاصيل الهامة والأساسية وخاصة محصول القمح.
وبحسب تصريحات اللواء أركان حرب وليد حسين أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية شهدت المناطق المستصلحة زراعة 220 ألف فدان من محصول القمح بتوشكى والعوينات والفرافرة وعين دله بإجمالي إنتاجية مستهدفة تصل إلى 550 ألف طن تخزن بصوامع وزارة التموين والتجارة الداخلية وشركة "سايلو فودز".
مشروع 1.5 مليون فدان
وتستهدف شركة الريف المصري الجديد المالكة لمشروع 1.5 مليون فدان تنفيذ خطة للنهوض بمساحة محصول القمح خلال الموسم المقبل "نوفمبر 2022 – مايو 2023" لكي تصل إلى 10 آلاف فدان مقابل ألف فدان حاليًا.
وكانت وزارة الزراعة ممثلة في الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح بمركز البحوث الزراعية، قد أصدرت تقرير يشير إلى وجود خطة من 3 محاور لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح.
وأوضح التقرير أن المحور الأول يتمثل في توفير التقاوي الجيدة لزيادة إنتاجية الفدان لكي يتساوى مع القمح المنزرع في الحقول الإرشادية التي تشرف عليها وزارة الزراعة وتحقق 24 إردبا مقابل 19.5 إردب في عموم مصر، لافتا إلى أن هناك 12 صنفا من قمح الدقيق فضلا عن 5 أصناف لقمح المكرونة. وأشار التقرير إلى أن المحور الثاني من الخطة يتضمن الوصول إلى أقصى توسع أفقي في الأراضي الجديدة من خلال إضافة 2 مليون فدان في أراضي الدلتا الجديدة وشمال سيناء وأراضي المليون ونصف المليون فدان وتوشكي سيضاف أغلبها خلال الموسم المقبل الذي يبدأ في نوفمبر 2022.
وكشف التقرير أن المحور الثالث والأخير يتضمن نشر تقنية زراعة القمح على مصاطب بدلا من الزراعة التقليدية لأنها ترفع إنتاجية الفدان بقيمة %30 كما تعمل على تقليص المياه المستخدمة بواقع %25 لافتًا إلى أن إجمالي المساحة حاليا تصل إلى مليون فدان قمح مصاطب. يذكر أن حجم استيراد مصر من القمح 14.5 مليون طن من عدة دول وتسعى للإسراع في خطة الاكتفاء الذاتي من القمح، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية بعد اعتماد مصر على الدولتين في تدبير %80 من القمح المستورد.
من جانبه قال الدكتور محمد القرش معاون وزير الزراعة المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي اليوم الخميس، أن المحصول الاستراتيجي الأهم في هذه الفترة هو محصول القمح، موضحا أن الوزارة حريصة على دعم مزارعي القمح بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح القرش أن هناك زيادة في عملية التوريد للقمح الموسم الحالي، في ضوء زيادة السعر وتوفير حافز إضافي لتشجيع المزارع على توريد القمح، وحصول المزارع على أمواله خلال 24 ساعة وبحد أقصى خلال 48 ساعة من عملية التوريد.
وأضاف أن موسم توريد القمح بدأ هذا العام مبكرا 15 يومًا عن الموعد الطبيعي، وتم زيادة نقاط تجميع القمح من الفلاحين، والتي تجاوزت الـ 400 نقطة تجميع لمساعدة الفلاح للتوريد بسهولة ولمنع أي تكدسات.
وأوضح معاون وزير الزراعة أن هدف الوزارة تأمين احتياجات المواطن من جميع السلـع، لافتًا إلى أن الدولة المصرية تنفق مئات المليارات من الجنيهات في دعم ملف القمح.