رمضانك في الجنة.. بطل المزرعة الصينية وأيوب العسكرية المصرية
عادل عبدالمحسن
"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قضى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "، يأتي العاشر من رمضان هذا العام، وقد انتقل إلى رحمة الله تعالي واحد من أبرز صانعيه وقاد سفينة الوطن، في أحلك ظروفها في وقت كانت تتلاطمها الأمواج والمؤامرات من كل متآمر، وحاقد، ومتربص، حتى عبر بها إلى بر الأمن ويواصل تلاميذه من بعده رحلة إنقاذ مصر.
ربما يعجبك
إنه المشير محمد حسين طنطاوي، الذي تولي منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي يوم20 مايو 1991.
ورقي إلى رتبة المشير في 4 أكتوبر 1993، وخلال أعصب فترات مصر، تولي منصب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي حكم البلاد الفترة من 11 فبراير 2011 حتى 30 يونيو 2012.
ولد المشير محمد حسين طنطاوي، يوم 31 أكتوبر 1935، بحي عابدين في القاهرة، ودرس في مدارسها حتى التحق بالكلية الحربية المصرية ليتخرج منها 1956برتبة ملازم، كما ألتحق بالكلية القادة والأركان خلال مسيرته الأكاديمية.
وشارك في حرب 1967 م، حرب الاستنزاف وفي حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973م، وقاد الكتيبة 16 مشاة بالفرقة 16، وكبد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة في معركة الصينية، بسيناء، ذكرها الإسرائيليون في شهاداتهم عن الحرب.
للإطلاع على تفاصيل معركة الصينية وشهادات الإسرائيليين عنها “اضغط هنا ”
وبعد الحرب حصل على نوط الشجاعة العسكري ثم عمل في عام1975ملحقا عسكريا لمصر في باكستان ثم في أفغانستان. تدرج في المناصب حتى أصبح وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في عام 1991م.
وحصل على رتبة المشير في 1993م، تولى رئاسة مصر بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك في 11 فبراير 2011م، قاد البلاد وكانت مثل كرة النار إن تركها تحترق مصر، وبحنكته وخبرات السنين أنقذها من مؤامرة الإخوان التي أفصح عنها المعزول محمد مرسي، في تسجيل فيديو للقاء بين المشير طنطاوي واللواء عبد الفتاح السيسي آنذاك، والذي بث يوم السبت في الحلقة الثامنة من مسلسل "الاختيار 3"، هدد خلالها محمد مرسي بحرق البلاد ردًّا على احتمال خسارته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2012.
رجل الدولة واللص
وعرض التسجيل، الذي أثار حالة مِن الجدل وردود الفعل الغاضبة بشكل واسع من المصريين، ضد جماعة الإخوان الإرهابية، وتوالت الدعوات بالرحمة والمغفرة وجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة للمشير محمد حسين طنطاوي.
ويظهر التسجيل بالصوت والصورة محاولة مرسي جعل الاجتماع مع المشير مُنفردًا، إلا أن الأخير يؤكد أن السيسي مثل ابنه ووجوده ضروري، وبعدها تُعرض مَشاهد حقيقية من هذا الاجتماع وحديث المشير مع مرسي عن السيسي، بأنّه يستطيع تحمّل مسؤولية دولة بأكملها.
وعرضت الحلقة "فيديو" مِن اللقاء الحقيقي بين المشير ومحمد مرسي في حضور السيسي، الذي كشف عن العديد من الأمور الخطيرة، منها أن المشير طنطاوي حذر مرسي بأنه إذا حدث وقامت جهة بإضرام النار في البلد "هتبقى مصيبة"، ولا داعي لمثل هذه التصرفات، ويرد مرسي بأن ما يحدُث شعور تلقائي شعبي وليس مخططًا له، ليقاطعه المشير طنطاوي بأن هناك تخطيطًا بالفعل.
وخلال التسجيل، يعترف مرسي بمسؤولية الإخوان عن إحداث الشغب، قائلًا: "النتيجة "يقصد نتيجة الانتخابات" لا تتغير، وإذا حدث ذلك، ليس لها من دون الله كاشفة، والموجة الموجودة هي موجة إضرام النيران، لمن يقدر المسؤولية".
ويطلب مرسي من طنطاوي انعقاد مجلس الشعب، ليردّ طنطاوي بالرفض، قائلًا: "أنا أصارحك القول، هل أنا أقدر أعمل حاجة دلوقتي في مجلس الشعب! ليرد مرسي بـ"نعم" حضرتك تقدر تلغي القرار"، ويجيب طنطاوي: "لأ أنا ماقدرش ألغي القرار، وليس من سلطتي ألغي القرار، ويرد مرسي: "حضرتك اللي أصدرت القرار، ليجيب طنطاوي بأنه قرار محكمة"، وظهر المشير طنطاوي كرجل دولة يحرص على احترام مؤسساتها بينما تعامل مرسي كاللص الذي يريد سرقة مصر للجماعة الإرهابية.
كان المشير محمد حسين طنطاوي قد رحل عن عالمنا يوم 21 سبتمبر 2021، وسط الدعوات له بالرحمة والمغفرة ويجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة على ما تحمل وقدم لمصر حربًا وسلامًا.
يذكر أن رئاسة الجمهورية نعت المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق صباح اليوم الثلاثاء الموافق 21 سبتمبر الماضي قائلة: "فقدت مصر رجلا من أخلص أبنائها وأحد رموزها العسكرية الذي وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن.. المغفور له المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق".
جوجل نيوز
