
"المجري" مصطفى عبده

شيماء حلمي
تقدم بوابة روزاليوسف لقرائها خلال شهر رمضان ، إمساكية رياضية نستعرض بها قصة أو أسطورة رياضية، في إمساكية اليوم السابع من رمضان، نتناول أسطورة جديدة من أساطير النادي الأهلي، صاروخ لا يتوقف، قطار الكرة المصرية ونجم كرة القادم السابق مصطفي عبده.
نشأته
ولد مصطفى عبده، الذي يعد أحد نجوم الفريق الذهبي للنادي الأهلي، الذين احتكروا جميع الألقاب بحى شبرا عام ١٩٥٣، وكعادة أساطير الرياضة ورموزها ظهر عليه الشغف بكرة القدم منذ صغره، ومارسها بحب في شوارع شبرا رفقة جيرانه، ويعد نادي شمال القاهرة المحطة الأولي التي شهدت انطلاقة صاروخ الكرة المصرية مصطفى عبده، الذي ابتسم له الحظ فى إحدى دوريات المناطق أمام الترسانة، الذي كان أحد أكثر الأندية شهرة فى ذلك الوقت، وكانت المباراة بمثابة ولادة للنجم القادم مصطفي عبده، حيث أظهر خلالها مهارة عالية، وتمكن من احراز ٣ أهداف مكنت فريقه من الفوز بنتيجة ٣-٢ ، وذاع اسم مصطفي عبده في الأوساط الرياضية لتبدأ محطته التالية بانضمامه لقطاع الناشئين بالأهلي.
قطاع الناشئين بالأهلي
عقب فوزه علي الترسانة، تقدم مصطفي عبده لاختبارات ناشىي الأهلي، وحسمت مهاراته وسرعته وقوته البدنية العالية انضمامه لناشئين الأهلي، فلم تفوت موهبة عين خبيرة مثل عين مصطفي حسين، مكتشف المواهب بالقلعة الحمراء فى ذلك الوقت، ورغم صعوبة الاختبارات إلا أن مصطفي عبده تمكن من تجاوزها بمهارة عالية، ليضمه أبو الأشبال (مصطفى حسين) إلي ناشئى القلعة الحمراء .
قرار صالح سليم
ظهر مصطفي عبده مع قطاع الناشئين بالأهلي بشكل مميز ، نظراً لسرعته الفائقة وقدرته علي المراوغة وصنع تمريرات متقنة، وشهدت إحدي المباريات الودية أمام منتخب دبي باستاد مختار التتش حضور صالح سليم، وبعد مشاهدته مصطفى عبده أمر بتصعيده علي الفور إلي الفريق الأول، وكان مصطفى عبده أحرز هدفين مكنا الأهلي من الفوز علي نظيره منتخب دبي بنتيجة ٣-١ .
وداخل جدران القلعة الحمراء بدأت محطة جديدة في حياة مصطفي عبده كللت بالعديد من البطولات، فضلاً عن استمراره كأفضل جناح أيمن علي الساحة الكروية بمصر لسنوات عديدة.
مشاركاته مع المنتخب
كان من الطبيعي أن ينضم مصطفي عبده إلي المنتخب الوطني، إثر تألقه الكبير مع النادى الأهلي، وتعود بداية مشاركته مع المنتخب إلي سنة ١٩٧٤، بعدها ضمه المدير الفني للمنتخب آنذاك الألماني ديتر كرامر، لقاىمة المنتخب المشاركة في بطولة أمم إفريقيا ١٩٧٤.
ويعد أحد أهم البطولات التي قاد فيها مصطفي عبده المنتخب القومى للفوز بالتتويج، بطولة أمم إفريقيا ١٩٨٦، والتي انتهي وقتها الأصلي بالتعادل، وحسمها المنتخب القومى بركلات الجزاء الترجيحية، ورفع مصطفي عبده قائد المنتخب درع البطولة .
إنجازاته
وإنجازات مصطفي عبده يمكن أن نحصيها بعدد الجوائز والبطولات التي توج بها مع المارد الأحمر، بينما لا يمكن إحصاء عدد التمريرات المتقنة التي صنعها مصطفي عبده لزملاءه طوال فترة تواجده بصفوف الفريق الأول للنادى الأهلي أو المنتخب. توج مصطفي عبده مع الأهلي علي المستوي المحلي بعشر بطولات دوري ممتاز، أحرز خلالها ٣٥ هدفاً، كما توج بخمسة بطولات كأس مصر، وعلي المستوي القاري ساهم في فوز الأهلي بـ ٣ بطولات أبطال كؤوس وبطولة دوري أبطال إفريقيا مرة واحدة.
ألقابه
علي مدار مسيرته الكروية تميز مصطفي بسرعته التي لم يظهر لها مثيل أنذاك، ولقبه الجمهور بعدد من الألقاب منها الصاروخ الذي لا يتوقف، والجناح الطائر، وصاحب التمريرات القاتلة، إلا أن أحب ألقابه إليه فهى "المجري"، الذي يعود إلي شيخ النقاد الرياضيين نجيب المستكاوي، وأسماه المجري نسبة إلى القطار السريع الذي جاء إلي مصر من المجر عام 1967، وكان مميزا وقتها بالسرعة العالية مقارنة بباقى أسطول السكك الحديدية.