"مصطفى حمزة".. طالب شرقاوي يقتنص ذهبية بمسابقة آيسف للعلوم والهندسة
الشرقية_ مي الإزمازي
تُعد الانهيارات الأرضية من الكوارث الطبيعية التي يندر حدوثها و ترجع أسبابها إلى الطبيعة الجيولوجية للأرض التي تتراكم المياه بها وتعمل على إذابة الصخور التي تؤدي إلى تشققات مع مرور السنوات حتى تفقد السيطرة على تحمل أحمال تعلوها فتحدث الكارثة.
ربما يعجبك
استطاع الباحث الصغير "مصطفى أنور حمزة" 16 عامًا، طالب بالصف الثاني الثانوي بمدرسة السادات الثانوية العسكرية بنين بديرب نجم محافظةالشرقية، مواصلة الليل بالنهار لشهور عدة من الأبحاث والدراسات العلمية والتعمق في مجال "الروبوتات" أن يقوم بعمل مشروع بحثي تحت عنوان "نظام التنبؤ بالانهيارات الأرضية" من خلال التطوير في ذلك النظام بأفكار جديدة لأول مرة يستطيع من خلالها التنبؤ بتحديد الأماكن المعرضة لانهيارات أرضية قبل حدوثها بأيام، والذي حصد من خلاله المركز الأول وميدالية ذهبية بمسابقة معرض آيسف مصر للعلوم والهندسة 2022، تحت رعاية الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.
أكد "مصطفى" أن فكرة مشروع البحث جاءته من خلال تواجده ضمن فريق عمل تحت مسمى "معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات" الذي يضم عددا من المهندسين من داخل مصر وخارجها، تم الانضمام اليهم بعد خضوعه لعدة اختبارات أهلته لذلك، ومن خلاله علم بمسابقة أعلنتها وكالة "ناسا" الفضائية عن "نظام التنبؤ بالانهيارات الأرضية"، اشترك بها أساتذة متخصصون من كليتي الهندسة والعلوم بجامعة الزقازيق، وفي التصعيد العالمي كانت النتيجة هي الخسارة، وبعدها حصل على موافقة من فريق عمل المهندسين بالمشروع باستكمال العمل على البحث بمفرده، وبعد التوصل لنتائج ناجحة تقدم بالمشروع بمسابقة معرض آيسف مصر للعلوم والهندسة بحسب روايته.
وأوضح الطالب بمدرسة السادات الثانوية العسكرية، أن المشروع قائم على 3 عوامل "جيولوجية" منها التكوين الجيولوجي للأرض ، قائلاً "منذ عدة سنوات حدث انهيار أرضي في هضبة المقطم بسبب انفجار مواسير الصرف الصحي بالهضبة المكونة من الأحجار الجيرية ما أدى إلى تفاعل كيميائي بينهما فحدث الانهيار الذي راح ضحيته العديد من المواطنين آنذاك"، لافتًا إلى لتفادي حدوث المشكلة يتم عن طريق الأقمار الصناعية، وللوصول إلى التكوين الجيولوجي للأرض يتم من خلال خرائط توجد على مستوى العالم لافتًا إلى أن مياه الأمطار تتجدد كل 3 ساعات في الأقمار الصناعية بحسب وكالة ناسا الفضائية.
ولفت "مصطفى" إلى أنه يستخدم 3 استشعارات أساسية، الأول مسؤول عن تسريب المياه، والثاني لقياس الإزاحة التي تحدث في الأرض وبناء عليه يتم معرفة حجم الزيادة لاحتمالية حدوث انهيار أرضي، والثالث عبارة عن ميكروفون يتم من خلاله التنبؤ قبل حدوث الانهيار بوضعه تحت الأرض بعمق محدد يصدر أصواتًا يتم من خلالها تحديد ما إذا كان المكان معرضا للانهيار أم لا، باستخدام معدات وبرمجيات وبناءً عليه يتم إعداد خريطة لحصر الأماكن الأكثر احتمالاً لحدوث تلك الانهيارات الأرضية.
وتابع: أنه قام باستئجار آلة من أحد المواقع الإلكترونية تعمل بالذكاء الاصطناعي وتستخدم في الاستطلاع على نسبة حدوث احتمالية الإنهيارات، بجانب القيام بتطبيق الاختبارات داخل معامل كلية الهندسة، مؤكدًا الاستعانة بمصادر وأساتذة متخصصين من كليتي الهندسة والعلوم بجامعة الزقازيق لمساعدته في حالة مواجهة أي صعوبات خلال فترة عمله بالبحث والتي استغرقت 7 أشهر من العمل والتجارب حتى الانتهاء منه وتنفيذ الماكيت الخاص بالمشروع الذي بلغت تكلفته نحو حوالي 500 جنيهًا، لافتًا إلى أنه يتم التنبؤ بالانهيارات الأرضية من خلال البرمجيات قبل حدوثها بحوالي 4 أيام ومن خلال المعدات قبلها بـ7 أيام.
واستكمل الطالب مصطفى أنور حمزة، أن المشروع خلال خضوعه لعملية التجارب وصلت قدرته على استطلاع النقاط المعرضة لحدوث انهيار أرضي بنسبة دقة 96% من خلال قياس درجات ونسب احتمالية حدوثها، مضيفًا أنه يمكن الاستفادة بالمشروع من خلال عمل استكشافات بالأماكن الأكثر تهديدًا لاحتمالية حدوث انهيارات أرضية للنهوض بإنقاذ المواقف والعمل على علاجها قبل حدوث الكارثة التي في الغالب ينتج عنها خسائر لا حصر لها أو قبل إقامة أي مشروعات أعلى سطح الأرض، لافتًا إلى أنه لم يتم العمل بهذه الاستكشافات بشكل مكثف نظرًا لارتفاع تكاليفها.
وأشار "مصطفى" بدأت المسابقة محليًا عن طريق "الاونلاين" مع 15 مشروعا تم تصفيتهم إلى 8 مشروعات تم تصعيدها للمنافسة على مستوى الجمهورية، لافتًا إلى تلقي الدعم من قبل محمد رمضان وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالشرقية، والدكتور أمين منصور مدير الإدارة التعليمية بديرب نجم، ومختار عبد الرازق البسطويسي منسق آيسف بالإدارة التعليمية، وهالة عبد الله المسلمي معلمة حاسب آلي بمدرسة السويدي الرسمية للغات، ومحمود إبراهيم الدسوقي معلم حاسب آلي ومنسقي مسابقة آيسف بالمحافظة، مشيرًا إلى أنه لم يكن يتوقع الحصول على هذا المركز فضلاً عن شعوره هو وفريق العمل التطوعي بمسابقة آيسف بالمحافظة بسعادة غامرة فور سماعهم النتيجة ليسجد منسق آيسف بالإدارة التعليمية بديرب نجم شكرًا لله.
واختتم الطالب مصطفى أنور حمزة حديثه لـ“بوابة روزاليوسف" بأن مثله الأعليىهو شقيقه الأكبر الذي دائمًا يقوم بدعمه وتشجيعه، مشيرًا إلى أمنيته بالحصول على منحة دراسية بأمريكا أو ألمانيا نظرًا لاهتمامهما البالغ بالعلوم والأبحاث.
جوجل نيوز
