بحضور خبراء وإعلاميين..
ننشر تفاصيل مؤتمر "الإعلام وتجديد العقل المصري" بالأعلى للثقافة
متابعة محمد خضير
ضمن خطة نشاط وزارة الثقافة، وتحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وبحضور الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى الثقافة، انعقد مؤتمر «الإعلام وتجديد العقل المصري»، الذي نظمته لجنة الإعلام بالمجلس بحضور مقررها الإعلامى الدكتور جمال الشاعر، بالتعاون مع لجنتى: حماية حقوق الملكية الفكرية، والثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية.
تناول المؤتمر عدة محاور مختلفة تتصل مع مجال الإعلام، وشارك فيه نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والمتخصصين فى الإعلام والثقافة؛ فشارك فى الجلسة الأولى كل من: الدكتور هشام عزمى، الذي تمحورت كلمته حول موضوع: آفاق التعاون بين وزارة الثقافة والمؤسسات الإعلامية المختلفة، والدكتور حسام بدراوى، الذي تناول: دور الإعلام فى صناعة الوعى بأهمية التقدم والحداثة.
كما تحدث الدكتور وسيم السيسى، الذي تحدث حول: الإعلام والهوية المصرية والاغتراب، والمهندس زياد عبدالتواب، الذي تناول موضوع: الإعلام وتحديات الثورة الرقمية، وأدار الجلسة الدكتور جمال الشاعر.
فيما شارك فى الجلسة الثانية كل من: الدكتور سمير مرقص، وتحدث حول الإعلام والجمهورية الجديدة، والنائب الإعلامى محمود مسلم، الذي تناول: رؤية مختلفة لصناعة المحتوى الإعلامى، والدكتور حسام لطفى، وتحدث حول: دور التشريعات الإعلامية فى تحديث الخطاب الاعلامى، وأدارتها الدكتورة منى الحديدى؛ الأستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
وافتتح فعاليات المؤتمر الدكتور هشام عزمى، الذي تحدث قائلًا: "فى الحقيقة إننى سعيد جدًا لعدة أسباب، السبب الأول أن هذا هذا المؤتمر يُعد تكريس لما تم الاتفاق عليه مع السادة مقررى اللجان، فى بداية انعقاد الدورة الثانية للمجلس الأعلى التي انطلقت منذ أقل من شهرين، ونحن متفائلون جدًا أن هذه الدورة بإذن الله سيكون لها صدى كبير.
وقال الدكتور عزمى: "الفترة الماضية كما تعلمون كانت فترة استثنائية تعرضنا فيها جميعًا للجائحة، وكانت الظروف غير مواتية للانعقاد بشكل دوري بالصورة التي نتمناها، لكن فى الحقيقة هناك شهادة حق أود أن أقولها بالنسبة للجان فى الدورة الأولى؛ فعلى الرغم من كل الظروف المعاكسة حرصت كل اللجان على الانعقاد بصورة أو بأخرى، وكان هناك استغلال جيد جدًا لمنصات التواصل الاجتماعى".
وقال الدكتور عزمى، أنه فى الحقيقة اللجان اجتهدت واجتمعت، وبحمد الله إن الأمور تتحسن تدريجيًا، وبدأنا نعود إلى الحالة الطبيعية، وبالفعل قد نظمت لجان المجلس العديد من الفعاليات والمؤتمرات المهمة مؤخرًا".
وتابع مؤكدًا أن الإعلام والثقافة يمثلان وجهان لعملة واحدة، وأوضح أن اللغة تمثل الوعاء الثقافى الذي يلعب دورًا مؤثرًا.
وفى مختتم حديثه أكد أهمية الربط الثقافى مع مفهوم الانتقال نحو الجمهورية الجديدة التي لابد أن تحمل فكرًا ثقافيًا جديدًا؛ فهذا الانتقال لا يُعد مجرد انتقالًا ماديًا، بل فى واقع الأمر تكمن أهميته فى المقام الأول فى مسألة الانتقال نحو ثقافة وفكر جديدين.
ثم تحدث الدكتور حسام بدراوى قائلًا: "نحن لا نصنع وعى جديد للإنسان المصري، وإنما نفتح له آفاقًا جديدة، وهذا الأمر يأتى بالتعليم والممارسة الفعلية والتجارب، والمعلومات التي يكتسبها الإنسان فى حياته؛ فيتشكل لديه الوعى، الذي هو حالة من الإدراك العام، يكونه التعليم بجانب الثقافة والإعلام وتذوق الفنون والآداب".
وتابع مؤكدًا أن نشأة الطفل الصحيحة تكون منذ البداية، وهنا تكمن أهمية دور الإعلام من حيث اعطاء المعلومات السليمة، التي إن كانت منقوصة ستسبب تكوين وجهة نظر مغلوطة، وتقع على الدولة مسؤولية كبيرة فى هذا الأمر، تتمثل فى خلق إعلام يحمل قيم المجتمع الأصيلة بعيدًا عما يثار عبر منصات التواصل الاجتماعى، التي عادة ما تحمل وجهات نظر تخص أشخاص بعينهم".
عقب ذلك تحدث الدكتور وسيم السيسى، عالم المصريات، حول مفهوم الهُوية الذي يشير إلى التشابه بين أفراد المجتمع الواحد.
وأشار الدكتور السيسي، إلى قيمة الهُوية المصرية المتأصلة منذ فجر التاريخ، موضحًا أنه لم يجد شعبًا متماثلًا ظاهريًا بل فى طباعه وأخلاقه مثل الشعب المصري.
وتبع مشيرًا إلى العديد من الاحصائيات العالمية التي تؤكد أن الجين المصري يحمله الأوروبيون والآسيويون منذ نحو خمسة وخمسين ألف عام.
وتابع مشددًا على أهمية دور الإعلام الذي يتمثل فى إضائة المساحات والمناطق المظلمة، وهو ما اصطلح عليه بالتنوير؛ فيجب على الإعلام أيضًا نشر الوعى الخاص بهويتنا وتاريخنا المصري، لكى يعرف كل المصريين عظمة هويتهم المصرية، وهو ما سينعكس بطبيعة الحال على ثقة الفرد المصري فى نفسه لكى نسترجع عظمتنا مجددًا أو حتى نحظى بشرف المحاولة.
وتحدث فى ختام الجلسة الأولى المهندس زياد عبد التواب قائلًا: "إن الاعلام الرقمى يحتوى عدد من الصحف العالمية والمحلية، والتي تقدم المحتوى بناء على الطلب "On Demand"، وفى التوقيت الذي نختاره، وربما تقوم تلك المنصات باقتراح المواد المناسبة لنا بناءً على ما سبق أن شاهدناه وتفأعلنا معه، وذلك من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى، وقد أدى ذلك إلى حدوث تطوير فى شاشات العرض وإمكانية دخولها على شبكات المعلومات مباشرة؛ حيث يمكن الاستغناء عن البث المحلى أو البث من خلال الأقمار الصناعية، بصورة جزئية أو كلية بناءً على رغبات المشاهدين وتفضيلاتهم".
وفى مختتم حديثه تساءل قائلًا: "إذا كان ما سبق ذكره على مستوى العالم أجمع؛ فماذا عن مستقبل الصناعة وأساليب التواصل والإعلام وخلافه؟".
ثم بدأت الجلسة الثانية؛ فتحدث الدكتور سمير مرقص مؤكدًا أهمية دور الإعلام، مشيرًا إلى الإعلام الهادف يتمحور دوره حول العمل على التفكير المستقبلى، والتقاط الظواهر أولا بأول ومناقشتها، وكذلك تطبيقه لثقافة التساؤل والابتكار ومواجهته للمسكوت عنه.
وأشار إلى انه يجب أن يمتلك الإعلام جرأة التراجع والمراجعة المستمرة لكل ما يطرح، وكذلك البعد عن السطحية والرؤية الأحادية للأمور، وعدم احترام الآخر والابتذال والخروج عن الآداب، ولن يتأتى هذا إلا بواسطة إعمال القانون وتطبيق مبدأ المواطنة والمؤسسية، بهدف الوصول إلى الحرية الاعلامية، التي تنشدها مصر فى استراتيجيتها نحو عام 2030.
عقب ذلك تحدث الإعلامى محمود مسلم، مشيرًا إلى ضرورة تكاتف جميع جهود مؤسسات الدولة تجاه تعزيز مفهوم الوعى على أرض الواقع، كما يقع أيضًا جزء كبير من هذا الأمر على عاتق الإعلام؛ فعليه دائمًا نشر الحقائق.
وتابع موضحًا أهمية دور الإعلام المصري بما يمثله من قوة ناعمة، وأذرعه الرئيسية التي تدعم جهود التنمية وتصويب الصور المغلوطة ومواجهة حملات الدعاية المشبوهة، التي يشنها البعض بغرض التشويه المستمر لكل إنجاز، وتصدير حالة من الاحباط للمواطنين.".
وختامًا تحدث الدكتور حسام لطفى قائلًا: "علينا أن نراهن على ثقافة المواطن، ونحن كرجال قانون نرفع العلم ونقول أيها السادة القانون واضح، نحن ننظم البيئة الإعلامية، ونحمى المحتوى الإعلامى، وندافع عن الطيف الترددى الذي تملكه مصر، ونرشد استخدامه نحو تعظيم المكاسب.
وقال الدكتور لطفى: "علينا أن نعترف أن مشكلتنا تكمن فى أننا لا نستثمر فى صناعة الثقافة والإعلام الاستثمار الكافى، وكذلك لا نتيح مصادر المعرفة بالقدر الكافى، مما خلق نوعا من الفوضى، نأمل أن تصدر توصية تؤكد أهمية انضمام مصر للتشريعات الدولية الجديدة فى مجال حقوق الملكية الفكرية".