في ذكرى تأسيسها
إذاعة القرآن الكريم أول إذاعة إسلامية للحفاظ على كتاب الله ونشر الوسطية
سلوى عثمان
احتفلت أمس إذاعة القرآن الكريم، بمرور 58 عاما علي تأسيسها، حيث تم الإعلان عنها في 25 مارس 1964، وقد كان لتأسيس الإذاعة سبب جوهري، وهو الحفاظ على كتاب الله وعدم تحريفه، حيث ظهر في ذلك الوقت مصحف فخم تم تداوله، وتم اكتشاف أخطاء فادحة متعمدة لتشويه وتحريف هذا الدين الحنيف، والذي حفظه الله من فوق سبع سنوات، حيث قال الله تعالي (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، حيث لوحظ في هذه النسخة آيات محرفة.
لذا تم عقد اجتماع موسع من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت وهيئة كبار العلماء والأزهر الشريف ومشايخه، وقد أسفر الاجتماع عن عمل أسطوانات للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم وهي القراءة الأشهر في مصر برواية بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، وتم توزيعها على كل أنحاء العالم والمراكز الإسلامية بها ليكون ذلك أول جمع للقرآن صوتيا بعد جمع القرآن في عهد أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، والذي اضطر لجمع القرآن الكريم، حيث كان مفرقا ولم يكن مجموعا، حيث كان الاعتماد الأساسي على الحفظ فقد كان صحابة رسول الله يحفظونه عن ظهر قلب، ولكن بعد أن استشهد كثير منهم في الغزوات خشي الصحابة من ضياع القرآن، وعدم جمعه، لذا قرروا جمعه.
وكان الجمع الصوتي يعد حلا مفضلا في وقته إلى أن ظهرت سلبياته، وأنه لن يحقق الهدف المرجو منه، وهو وصول الأسطوانات للجميع، حيث إن هناك دولا فقيرة لم تستطع تنفيذ الفكرة وتعميمها للشعب، فبدأت مصر في التفكير في حل آخر للحفاظ على كتاب الله، وذلك من خلال تخصيص موجة قصيرة، وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل، وهذا ما قررته وزارة الثقافة والإرشاد القومي، والمسؤولة عن الإعلام في ذلك الوقت، برئاسة الدكتور عبد القادر حاتم، وتم إرسال خطاب للرئيس جمال عبد الناصر بهذا الشآن ووافق علي الفور، وبدء إرسال إذاعة القرآن صباح يوم ١١ من ذي القعدة لمدة إرسال قدرها ١٤ ساعة.
ومن جانبه يؤكد الدكتور رضا عبد السلام رئيس شبكة إذاعة القران الكريم، أن إذاعة القرآن الكريم تعد أول what is إذاعة القرآن الكريم على مستوى العالم، وأنشئت بهدف الحفاظ على كتاب الله من التشويه والتحريف.
ويضيف عبد السلام، أن إذاعة القرآن الكريم أسهمت في نشر الإسلام الوسطي المعتدل والدعوة للوسطية التي تخرج من الأزهر الشريف، والمتمثلة في "أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، مؤكدا أن الإذاعة من بين وأهم أهدافها إيصال الرسالة الدينية والإعلامية لكل شرائح المجتمع، سواء العلماء أو العامة.
ويوضح رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم والملقب بكبير المذيعين، حيث يعمل بالإذاعة قرابة الثلاثين عاما، مؤكدا أنه يفخر دائما بعمله في هذه الإذاعة العريقة، لافتا إلى أبرز البرامج التي قام بتقديمها، سواء برامج حوارية وغيرها مثل برنامج قطوف من السيرة، ومع الصحابة وبشر الصابرين، بالإضافة إلى نقل شعائر الصلاة من البيت الحرام في رمضان ونقل المسابقة الكبرى بدبي.
وكشف عبد السلام، أن الخريطة الرمضانية هذا العام ستكون مميزة، حيث تتضمن برامج وأفكار جديدة تتواكب مع المستجدات، وتجيب عن تساؤلات المستمعين، من خلال برنامج السائل والفقيه، ولنشر الأجواء الرمضانية فقد تقرر عمل بث مباشر يوميا لنقل صلاة العشاء والتراويح من المساجد الكبرى وكذا إذاعة برنامج رمضان عبر العصور، وكذا برنامج "الصالحون في رمضان".
ومن جانبها تمنت الدكتورة هاجر سعد الدين رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم الأسبق _ والتي تعد أول امرأة تحتل هذا المنصب _ مزيدا من النجاح والتوفيق لشبكة إذاعة القرآن الكريم، والتي تعد منارة للعالم الإسلامي أجمع.
وأكدت سعد الدين، أن شبكة إذاعة القرآن الكريم دائما ما تحرص في نشر البرامج التي تحمل مضمونا هادفا، متماشيا مع القضايا المعاصرة وطرحها بمنظور إسلامي.
وقالت رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم الأسبق، إن الحفاظ على اللغة والهوية العربية من أهم سبل النجاح، حيث إنها لغة القرآن وعن انتشار القنوات الفضائية والبرامج الدينية بها اعتبرته سعد الدين حافزا ومشجعا لإذاعة القرآن الكريم لكي تهتم بالكيف وليس بالكم.
وتتذكر الدكتور هاجر سعد الدين أول برنامج لها عام ١٩٧٢ بعنوان دين ودنيا، لافته إلى أنها اهتمت ببرامج المرأة، حيث قدمت برنامج "مسلمات حول الرسول وفقه المرأة ونساء ذكرن في القرآن وموسوعة الفقه الإسلامي".
واختتمت سعد الدين حديثها بقولها إنها قامت بالمشاركة في الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، حيث تم نقل صلاة العشاء بثا مباشرا من الكعبة المشرفة، وكذا نقل صلاة الفجر من المسجد الأقصى في ذلك اليوم، وكذا تم بث أدعية الشيخ محمد متولي الشعراوي بعد الأذان مباشرة.
جوجل نيوز
