شهداء مصر نجوم تلمع في سماء الوطن.. وأشهرهم أربعة
أميرة عبدالفتاح
يوافق اليوم الـ 9 مارس، يوم الشهيد الذي تحتفل فيه الدولة المصرية من كل عام تخليدًا لذكري شهداء الوطن من القوات المسلحة والشرطة، وذلك حتى يتعرف الأجيال الجديدة على التضحيات العظيمة التي قدمها أبناء مصر من أجل حمايتها والحفاظ على أرضها والقضاء على الإرهاب.
في هذا التقرير نرصد سيرة أربعة من أبرز الشهداء في تاريخ مصر المعاصر، هم: الفريق "عبد المنعم رياض"، والعميد "إبراهيم الرفاعي" والرئيس "محمد أنور السادات " والعقيد "أحمد المنسي".
الفريق "عبد المنعم رياض"
أول قائد عسكري مصري يشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المصرية المسلحة، كما شغل منصب رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة، وفي عام 1964عين رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة، وفي حرب 1967 عين قائد عام للجبهة الأردنية.
للشهيد العديد من المشاركات الحربية منها، شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين ما بين عامين 1941و1942، وحرب فلسطين 1948، والعدوان الثلاثي 1956، وحرب الاستنزاف 1967.
واستشهد الفريق "عبدالمنعم رياض" يوم الـ9 من مارس عام 1969، وذلك أثناء إشرافه علي تنفيذ الخطة الموضوعة لتدمير خط برليف، وبدأت القوات المصرية بإطلاق الرصاص علي الجنود الإسرائيليين لتكبدهم أكبر قدر من الخسائر ويعد هذا أكبر اشتباك قبل اندلاع حرب الـ"6 من أكتوبر"، وقرر الفريق أن يذهب في صباح اليوم الثاني ليشارك الجنود في مواجهة الموقف، ووصل إلي أكثر المناطق قربا من الجبهة الصهيونية، وبعدها انهالت علي الفريق والجنود نيران العدو بدأت المعركة التي قادها الفريق لمدة ساعة ونصف إلي أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عامًا قضاها في خدمة والدفاع عن مصر وحفظ أمنها.
العميد "إبراهيم الرفاعي"
ورث عن جده لوالدته حب العمل العسكري الأميرال "عبد الوهاب لبيب" ورغبته في التضحية من أجل الوطن، أول مشاركاته الهامة كانت في الدفاع عن مدينة بورسعيد، وتعد معارك بورسعيد من أهم مراحل حياة إبراهيم الرفاعي، إذ عرف مكانه تماماً في القتال خلف خطوط العدو.
برزت قدرته القتالية العسكرية في حرب اليمن عندما تولي منصب قائد كتيبة الصاعقة، ونتيجة لمجهوده وقدراته الكبيرة صدر قرار بترقيته ترقية استثنائية تقديرًا للإعمال التي قام بها في الميدان اليمني.
بعد معارك 1967 وفي يوم 5 أغسطس 1968 بدأت قيادة القوات المسلحة في تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء، باسم فرع العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الحربية والاستطلاع كمحاولة من القيادة لاستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن، وبأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق وقع الاختيار على إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة، فبدأ على الفور في اختيار العناصر الصالحة.
قامت هذه المجموعة بعمل أكثر العمليات العسكرية فتكًا بالعدو الصهيوني ورغم عددها الصغير إلا انها أنزلت الرعب في قلب العدو الإسرائيلي.
وتتوالى عمليات الرفاعي الناجحة حتى أحدثت رأياً عاماً مصرياً مفاده "أن في قدرة القوات المصرية العبور وإحداث أضرار في الجيش الإسرائيلي" بل إنها دبت الرعب في نفوس الإسرائيليين حتى أطلقوا على الرفاعي ورجاله مجموعة الأشباح.
ومن أبزر مهام المجموعة 39 بقيادة إبراهيم الرفاعي عندما استشهد الفريق أول عبدالمنعم رياض، كلف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر برد فعل سريع وقوي حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصري باستشهاد قائده، فكلف الرفاعي بالمهمة وعبروا القناة واحتلوا موقع المعدية 6 الذي أطلقت منه القذائف التي كانت سبباً في استشهاد الفريق رياض وأباد كل من كان في الموقع من الضباط والجنود البالغ عددهم 44 عنصرًا إسرائيليًا.
وتوالت أعمال مجموعة الرفاعي في استهداف العدو حتى أن المخابرات الحربية، كانت تمنحه تسجيلات مكالمات رعب الإسرائليين من المجموعة 39 بقيادة الرفاعي، وحتى جاء اليوم الموعود بانطلاق حرب 6 أكتوبر 1973، وأبلى رجال الرفاعي بالاً حسنًا في نصر أكتوبر وعندما حدثت الثغرة أتصل الرئيس السادات، شخصيًا بالرفاعي قائلًا: يا رفاعي النصر في خطر فاتجاه الشهيد على الفور إلى الإسماعيلية لمواجهة القوات الإسرائيلية وأصيب بشظية أودت بحياته فحمله مساعدة "محي نوح"، متعه الله إلى المستشفى، ليلقى وجه الله في العشر الأواخر من رمضان، يوم 19 أكتوبر 1973.
الرئيس "محمد أنور السادات"
السادات هو ثالث رؤساء جمهورية مصر العربية، وقائد حرب السادس من أكتوبر التي انتصرت فيها مصر على العدو الإسرائيلي وردت شبه جزيرة سيناء مرة أخري إلى مصر، وحاصل على جائزة "نوبل" في السلام بعد معاهدة السلام التي أقامها مع إسرائيل.
استشهد السادات يوم 6 أكتوبر عام 1981، على يد الجماعات المتطرفة دينيًا أثناء احتفاله بنصر أكتوبر ، حيث قاموا بإطلاق الرصاص على الرئيس السادات مما أدى إلى إصابته برصاصة في رقبته وأخرى في صدره وثالثة في القلب.
العقيد "أحمد المنسي"
أحمد صابر المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة المتمركزة في مدينة العريش، خلال مسيرته العسكرية اشتهر بقيادته لعدة حملات لإنفاذ القانون مكونة من أفراد الصاعقة المصرية بهدف القضاء على التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء.
استشهد المنسي يوم 7 يوليو 2017 خلال أحداث هجوم كمين "البرث" نتيجة إصابته بطلق ناري، حيث كان فوق سطح المبنى يطلق النيران على العناصر الإرهابية التي هاجمت الموقع ليلفظ أنفاسه الأخيرة، متشبثًا بموقعه.
الإسرائيليون وجماعة الإخوان الإرهابية وجهان لعملة واحدة
الملاحظ أن الشهيدين الأول عبد المنعم رياض، والثاني إبراهيم الرفاعي، استشهدًا على يد الإسرائيليين، بينما استشهد الثالث محمد أنور السادات، والرابع أحمد صابر منسي، على يد الجماعات المتطرفة دينيًا، التي تنطوي تحت عبائة جماعة الإخوان الإرهابية.