مدينة كومبي صالح: أقدم العواصم في غرب إفريقيا

    تعد هذه المدينة من أقدم المدن التي تم تأسيسها في منطقة غرب إفريقيا، وهذه المدينة كانت عاصمة مملكة غانة القديمة، وتذكر إحدى روايات الأسطورة أن مؤسس مدينة "كومبي" Kumbi عاصمة غانة القديمة.

وصل إلى ذات الموضع الذي أقيمت عليه المدينة، حيث كانت توجد بها بئرٌ، ثم دخل إلى أحد المواضع وكان معه حارس خاص لهذه المنطقة. ومن اللافت أن ذلك الحارس هو الثعبان المقدس "بيدا"، وربما يُشير بشكلٍ أو بآخر إلى الأصل الأول لهذا "الثُعبان الحامي". 

وتذكر بعضُ الروايات أن "المؤسس الأول" لمدينة "كومبي" (صالح) كان يُدعى: "الملك دينا"، وقد اختُلف في أصل هذا الملك. 

قصور حكام غانة: 

تذكر المصادر أن غانة ويقصد بها العاصمة (كومبي صالح) مدينتان، إحداهما يسكنها الملك، بينما المدينة الأخرى يسكنها التجار والرعية. 

ويعتبر هذا التصنيف العمراني والاجتماعي والطبقي من التقاليد القديمة التي لم تظهر في الدول الإسلامية إلا في حالات استثنائية خاصة حيث كانت المدينة النبوية الشريفة لا تتبع هذا النظام، بينما اتبعته القاهرة في عصر الدولة الفاطمية حين بنى جوهر الصقلي العاصمة الارستقراطية للخلفاء الفاطميين.

وتصف المصادر بيوت عاصمة المملكة بأن البيوت والمنازل بها كانت تمتد إلى نحو ستة أميال متصلة دون انقطاع. وهو ما يشير إلى مدى عمران عاصمة مملكة غانة في ذلك الوقت. وكانت المدينة التي يقطنها العامة والرعية بها جامع كبير، وبها مساجد كثرة، وكان بها الأئمة والمؤذنون والفقهاء. 

وتصف المصادر مدينة ملك غانة (وكان اسمها: الغانة) بأنه كان بها قصر عظيم، وبها القباب، وكان يحيط بالقصر سور. 

ومن الروايات اللافتة أن الحميري يذكر في روايته أن قصر ملك غانة كانت به لبنة ضخمة من الذهب، وكان وزنها ثلاثون رطلًا "خلقها الله تعالى خلقة تامة من غير أن تسبك في نار، وهي مربط فرس الملك". ولعل ذلك يشير لمدى ثراء ملوك هذه البلاد بالذهب، ولنا أن نتخيل قصور ملوك غانة، إذا كانت لبنة واحدة منها من الذهب على مثل هذا الوصف المبهر.

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي