عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حكاية النحاس في الميثولوجيات الإفريقية

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

من خلال المنظور الأيديولوجي لدى شعوب وقبائل غرب إفريقيا فإن الذهب يُعتبر الأخ الأصغر للنحاس. يقول ه. دوشان: "ومن المعادن المقدسة عند الدوجون معدن النحاس والذهب، إذ يعتبرونهما ملكا لهم، وفي عرفهم أن الذهب هو الأخ الأصغر للنحاس. وتعتقد بعض قبائل غينيا أن الذهب كائن حي تكمن فيه قوة رهيبة، واستخراجه من باطن الأرض يوجب القيام بشعائر دينية. 



 

وفي بلاد توجو يسود الاعتقاد بأن الحياة تجري فيه ويسمونه الذهب الحي، ويزعمون أن هناك حيوانا وحشيا أشبه بالقط يعيش في باطن الأرض يتغذى بالدماء، ويفرز مادة الذهب" (دوشان: ص39). 

 

ويرجح أنه نظرًا لوفرة الذهب أكثر من غيره من المعادن في بلادهم، ولذلك ربما كانوا يجعلون الذهب- رغم قيمته- في مرتبة أدنى من النحاس. بينما تؤمن بعضُ القبائل الأخرى في غرب إفريقيا بأن الذهب يبدو في صورة ميثولوجية أخرى، فيُمثَل في هيئة كائن حي، ويُعتقد أن حيوانًا وحشيًا يسكن جوف الأرض يتغذى على الدماء، وهو يفرز مادة الذهب من جسده. 

 

ويرى البعض أن تلك "الفكرة غير بعيدة عن ذات "الفكرة الميثولوجية" التي تصورها أُسطورة "الثُعبان بيدا". ويبدو ذلك التصور فريدًا من نوعه من حيث قدُرة الشعوب الإفريقية على ابتكار أنماط من التصورات الإبداعية المتنوعة التي تتلاءم مع ثقافتهم، ورؤيتهم حول أصل معدن الذهب، وارتباط ذلك ببعض الحيوانات ك"الثعبان المقدس"، أو الحية، وهي "الكائنات الحامية"، واعتقادهم بأنها السبب في ظهور معدن الذهب في جوف الأرض في بلادهم، ومن ثم أظهروا لها الاحترام والتقديس.   

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز