أكدوا أن أوروبا لا تستطيع تنفيذ التهديد لأنها ستكون خاسرة
خبراء اقتصاديون يوضحون.. ما هو نظام سويفت المصرفي الذي تهدد أوروبا به روسيا؟
عيسى جاد الكريم
بعد اندلاع العملية العسكرية للقوات المسلحة الروسية ضد دولة أوكرانيا وفي مواجهة استمرار الضربات الروسية العسكرية لأوكرانيا، هددت أمريكا وأوروبا بإيقاف التعامل بنظام سويفت المصرفى بينها وبين روسيا، وضبط روسيا والبنوك الروسية من نظام سويفت، فما هو هذا النظام وما تأثيره حال تنفيذ أوروبا وأمريكا تهديدهم وهل أوروبا قادرة حاليًا على تنفيذ هذه الخطوة وتأثير هذا القرار على الاقتصاد الروسي والأوروبي، وهل استعدت روسيا للتغلب على نظام سويفت حال إيقافه؟!
نظام سويفت
ويقول محمد عبد الوهاب المحلل الاقتصادي والمستشار المالي للاتحاد العربي للتطوير والتنمية التابعه لمجلس الوحدة الاقتصادية، التابع لجامعة الدول العربية، أن نظام سويفت، SWIFT، هو نظام الدفع المالى الإلكتروني العالمي (سويفت)، وهو نظام تشفير أو ترميز استحدث في 1973 ليحل في الاستخدام محل نظام التلكس المعمول به في البنوك في وقتها لتسهيل حركة التدفقات النقدية العالمية، ولجعلها أكثر سهولة وأمان واستخدم النظام رسميا فى عام 1977 والمقر الرسمي له جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك في بروكسل ببلجيكا، ومنذ ذلك الوقت اصبح سويفت هو بمثابة العمود الفقرى للنظام المالى العالمى، حيث وصل عدد المستخدمين يوميا للنظام قرابة 42مليون مستخدم عبر 11000 الف مؤسسة مالية تغطي جميع دول العالم.
الربط بين البنوك والمؤسسات
وأشار عبد الوهاب إلى أن النظام مستخدم للربط بين البنوك والمؤسسات المالية داخل حدود الدولة وخارجها، حيث لا تستطيع إجراء أي عمليات تحويل أموال دون الحصول على كود السويفت، المكون ما بين 8 و11 رقم من اليسار 4 خانات، تمثل رمز المؤسسة المالية، ثم خانتان اسم الدولة، وخانتان اسم المدينة، ثم اسم البنك اوخ رمز الفرع، والتلويح بالطرد منه يعني الحرمان من آلية التداول العالمية للأموال.
وأشار عبد الوهاب، إلى أنه في فترة سابقة تم التلويح، باستخدام آلية الطرد خارج ذلك النظام كنوع من الردع الاقتصادي القاسي في 2014 أثناء حرب القرم، وتم استخدامه فعليا خلال الفتره ما بين 2012 و2016 كعقوبة على إيران.
ولفت عبد الوهاب، إلى أنه إذا ما استخدمت القوى الكبرى تلك العقوبة الاقتصادية، فهى ستكون قاسية جدا على الاقتصاد، وسوف تصيبه بالشلل، خاصة اقتصاد مثل الاقتصاد الروسي الذي يأتي في المرتبة الثانية، من حيث مستخدمي النظام عبر 300 مؤسسة مالية بعد الولابات المتحده الأمريكية، وستكون عقوبة قوية جدًا سوف تضع الاقتصاد الروسي والحكومة الروسية في مأزق حقيقى أكثر من باقي العقوبات الاقتصادية الأخرى.
وأكد عبد الوهاب، لن هذا التصور يكون صحيح في حالة أن روسيا لم تنتبه لذلك ولم تستعد، ولكن روسيا أعتقد أنها استعدت لتلك العقوبه هي الأخرى، حيث أطلق البنك المركزى الروسي نظام مشابه لذلك في 2014 عرف باسم SPFS وتم استخدام النظام بشكل فعلي، وتم الإعلان أن عدد الدول المشاركه في النظام، والتي تتعامل من خلاله بلغت 23 دولة من الدول الحليفة، صاحبة المصالح المشتركة هذا إلى جانب إطلاق الصين الحليف الاستراتيجى لورسيا نظامها في عام 2015 وهو يعرف باسم CIPS وتم الإعلان عن الربط الفعلي بين النظامين في 2019 هذا إلى جانب إعلان روسيا عن دخولها سوق العملات الرقمية.
المعركة الاقتصادية
وكشف عبد الوهاب أن روسيا استعدت وحلفاؤها بشكل جيد للمعركة الاقتصادية، التي دوما ما تلوح بها أمريكا والدول الأوروبية في مواجهة الدولتين، والتي اعتقدت أن تلك العقوبات الآن لن يكون لها التأثير الكبير على تلك الدول.
النظام العالمي الجديد
وشدد عبد الوهاب على أن النظام الاقتصادي العالمي، سوف يشهد تغيرًا كبيرًا في المرحلة المقبلة وأمريكا الضعيفة صاحبة اليد المرتعشة وأوروبا العجوز لن تفلح صرخاتهم في مواجهة موجة التغيير القوي، ووجب عليهم الاستعداد للنظام العالمي الجديد، ووجب علينا أن نحدد على أى طرف يجب أن نكون وفق مصالحنا وأهدافنا الاستراتيجية.
ومن جانبه قال محمد عبد العال الخبير المصرفي، إن تهديد أوروبا وأمريكا لروسيا بشطبها من النظام المصرفي سويفت سيكون له تداعيات اقتصادية على الطرفين، وسيكون الكل خاسرًا، خاصة فى ظل الارتباط الاقتصادي بين أوروبا وروسيا كاقتصاد كبير، يصدر لأوروبا الطاقة (الغاز الطبيعى والبترول) والسلع الغذائية كالقمح وغيرها.
المعاملات الروسية
ففي حال تم شطب روسيا من نظام سويفت فإن المعاملات الروسية مع أوروبا ستتوقف، وستوقف ضخ الغاز الطبيعى لأوروبا خاصة في ظل الاعتماد على الغاز الروسي بحوالى 40% مثلا لإيطاليا الشيء الذي يرفع فاتورة استيراد الطاقة على أوروبا، وستحاول أوروبا البحث عن بدائل للغاز، وهو العودة لاستخدام الفحم، وهو شىء مكلف بيئياً وترفضه أوروبا، وقد يصل برميل النفط لما يقرب من 150 دولارا، ما يزيد من معاناة الناس في أوروبا والمعاناة من زيادة التضخم الذي يتراوح بين 5 إلى 7% لأن الأسعار سترتفع نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة المؤثرة على كل شىء، وإنتاجه من مصانع أوروبا.
نظام مالي خاص
وأشار محمد عبد العال إلى أن روسيا على ما يبدو، استعدت في مواجهة القرار الذي ربما يتم اتخاذه بإخراجها من نظام سويفت بعمل نظام مالي خاص بها وربطه بالنظام المصرفي الصيني، وتم ربط العقود التجارية بين الصين وروسيا والتي تمتد حتى عام 2030 ليكون 20% منها باليورو ويكون 80% منها بالحيوان الصيني خاصة في ظل وجود اليوان كعملة عالمية لها قوة كبيرة وحتى لو تم تطبيق العقوبات الاقتصادية على روسيا فإن تأثيرها سيكون ضعيفا لسلاح العقوبات الاقتصادية تأثيره فقط على الدول الصغيرة وليس الدول الصناعية الكبيرة مثل روسيا، وقد سبق أن تنفيذ هذا التهديد ضد إيران عام 2014، كما تم تنفيذه ضد بعض البنوك الروسية بعد ضم القرم، ولم يكن سلاح العقوبات الاقتصادية سلاحًا فعالًا.