الإعلام المصرى.. والمسئولية الوطنية

عندما تقرّر هيئة المكتب بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إيقاف برنامج «الحياة أحلى» على قناة الحدث اليوم، وإحالة المسؤولين بالقناة للتحقيق، بعد أن رصدت لجنة الرصد بالمجلس قيام البرنامج ببث محادثة هاتفية كاذبة مع العالم الجليل الدكتور مجدى يعقوب أحدثت تضليلا وتحايلا وخرقا للمصداقية المهنية التي من المفروض أن تعمل فى إطارها وسائل الإعلام المختلفة، فلا تُحدثنى هنا عن حرية الرأى، خاصة فى وجود برامج أخرى وإعلاميين كبار -فى الآونة الأخيرة- يتعمدون كل يوم بتناول جرائم وموضوعات من داخل محافظات مصر على أنها ظاهرة، وهى لا تتعدى كونها حوادث فردية، مثل انتحار بنت أو اثنين بسبب ابتزازها بنشر صورها على النت، أو زوجة قتلت زوجها، أو زوج ذبح زوجته وأولاده، وكأنه لا يوجد فى العالم كله دولة بها حوادث من هذا النوع إلا فى مصر، ناهيك عن التغنى بما يحدث فى مجتمعات دول شقيقة أخرى من تقدم وتغيير، مع تناسى التاريخ المصري المشرف، والتطور الكبير الذي يشهده المجتمع المصري حالياٌ فى جميع المجالات -عن عمد أو عن غير عمد- وهو ما يُثير غضب المواطن المصري -وأنا منهم- ناهيك عن إثارة البعض الآخر من الإعلاميين بعض القضايا الحساسة والمرتبطة بالدين، مثل قضية ضرب المرأة والتي أثيرت مؤخراً، وأحدثت نوعًا من الفتنة بين بعض مؤسسات الدفاع عن المرأة ومؤسسة الأزهر الشريف، وهنا أنا لا أمنع ولا أعترض على مناقشة مثل هذه القضايا الشائكة، ولكن مناقشتها يجب أن يكون بحذر وحنكة، للحفاظ على وحدة المجتمع المصري وأمنه واستقراره، وبهذه المناسبة كان هناك رسالة علمية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا فى «2020» أكدت على أن مصر الآن فى أمس الحاجة لاستراتيجية إعلامية قومية مهنية ووطنية، تناسب المتغيرات المعاصرة والتهديدات المتنوعة التي يتعرض لها الوطن، تنطلق من مفهوم الأمن القومى الشامل والمعاصر، الذي يعتبر الإعلام أقوى وأهم أسلحته، بحيث ترتكز هذه الاستراتيجية على الجهود التي ينبغى أن تقوم بها المنظومة الإعلامية فى مصر، على أن تقوم بالتحرك فى عدة دوائر، المحلية والإقليمية والدولية، وترتكز على عدة مبادئ أهمها ان تعكس الحقيقة الكاملة، وفى نفس الوقت تحقق السبق الإعلامى، وتواكب الثورة العلمية فى تكنولوجيا الاتصالات، وتحقق متطلبات الأمن القومى فى الداخل والخارج..

 

وفى النهاية لابد أن نقر بأن الإعلام يهدف دائماً إلى الوصول إلى أكبر مساحة من الحرية، ولكن يجب أن نمارس الحرية المسؤولة فى إطار القانون.. وتحيا مصر.

 

 

عن مجلة روزاليوسف