عاجل
الأحد 17 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

د. إيمان ضاهر تكتب: "محيط واحد" إنقاذ للكوكب الأزرق

د. إيمان ضاهر
د. إيمان ضاهر

تدفع "قمة محيط واحد" مرة أخرى العلاقات الثنائية والودية والمميزة  بين فرنسا ومصر، وتشمل تعاون  الجمهورية الجديدة في قرارات تاريخية تبنتها "قمة برست" الفرنسية لتحقيق نتائج ايجابية وفعالة على الأرض فيما يخص حماية البحار والمحيطات، ولمواجهة تغييرات المناخ السلبية في كل مكان. 



دول الاتحاد الأوروبي السبع وعشرين،  وأكثر من13 رؤوساء دول وحكومات، تعهدوا ببذل أكبر الجهود لحماية المحيطات والبحار، وشدد الرئيس الفرنسي ماكرون، قائد الحملة، على أنه لا يمكن أن نحمي ما نجهله، وعلينا سن تشريعات وقوانين لحماية أعالي البحار التي لا تخضع لسيادة أي دولة.

" قمة محيط واحد" التزام مصري كبير مرحب به، فالجمهورية الجديدة  تعمل منذ سنوات عدة، للتكيف مع تغيير المناخ، أهداف حتمية، وقرارات صارمة تنبع من السياسة الذكية للرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل إعمار الحياة، وتفاني مصر، مصر الحاضر والمستقبل في تجسيد الهوية الحضارية والثقافية والإنسانية، وردع التلوث في شتى أنواعه، ومعاقبة مرتكبيه، فالكوكب الذي يؤوينا  يتألم في باطنه من كيد وجبروت الإنسان عليه، فلنحمه ولنحبه برعاية واعية وتقدم مستدام . 

وهبنا الله عز وجل، المحيطات والبحار، كنوزاً الطبيعة تحيط بنا وتذهلنا بأسرارها وجمالها الخارق، أليست الداعم الأكبر للحياة على الأرض؟ 

ماذا لو اختفت المحيطات والبحار؟

أيعقل أن تكون مكباً لـ ٨ مليارات طن أو أكثر من البلاستيك منذ سبعينات القرن الماضي؟!

" قمة محيط واحد" 

مبادرة عالية الطموح، للرئيس القائد، من أجل المحافظة على الطبيعة الأم وسكان الكوكب الأزرق، ومن أجل العيش باستقرار مناخي، والتخفيف من  الكوارث والمصائب البيئية، ومن أجل تأمين الغذاء للبشر أجمع. 

والتوقيت هام جداً على صعيد مشاكل المناخ الكبيرة في العالم بأسره،  وبالأخص فى البلاد التي لاتملك الإمكانيات اللازمة للمواجهة.. ربما يجهل الإنسان أن البحار تمثل 70% من مساحة الأرض، وفيها كما يقول الرئيس القائد :"ينمو الرباط الإنساني بين الشعوب والثقافات لبقاء الحياة في مختلف نشاطاتها الصناعية والتجارية والغذائية"، ومصر في تطورها وامتلاكها لقناة السويس لابد أن تكون أول الأمم التي تناشد بالحفاظ على البحار والمحيطات، والموارد البحرية الغنية بالتنوع البيولوجي، والزاخر بكنوز الطبيعة، فالأعشاب البحرية مورد واعد يقدم حلولاً تساعد على مكافحة المجاعات، وهي سلاح البشرية الجديد. 

حان الوقت لمواجهة التحدي، لبناء التوازن بين الإنسان والنظم البيئية، أن نحب الملايين من الحيوانات والنباتات، ومن هنا التجلي الأعظم للحضارة البشرية.

" محيط واحد" تدعونا قائلة: "أيها الإنسان، أنت حارس الطبيعة وليس صاحبها، أيها الإنسان الحر، ستعتز دائما بالبحار والمحيطات، آملاً بتوجيه الأشرعة دون أن تشتكي من الريح، وأن تنتصر على تبعات المناخ بالطاعة للطبيعة.. لا تبحث عن الأخطاء، إنما عن العلاج، تجول على سطح أحد المحيطات لتنعم بالصفاء والطمانينة، والانغماس فيها، هو الانفتاح على ملاحظتها وفهم أعماقها، لتسمح لك بالاقتراب من عالم أحلامك." 

وأخيراً.. إننا لا نرث الأرض من أبائنا، إنما نستعيرها من أبنائنا، إنه لأمر محزن أن نرى الطبيعة تتحدث إلينا، والبشرية لا تنصت إليها.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز