الآبار القابضة لأرواح الأطفال.. "ريان" جديد في ليبيا
أميرة عبدالفتاح
بعدما طال الحزن المجتمع العربي بشكل خاص والدولي بشكل عام، بسبب وفاة الطفل "ريان المغربي" الذي وافته المنية إثر سقوطه في بئر يبلغ عمقه 32 مترًا تحت الأرض، في المغرب، هذه المأساة تكررت مرة أخرى يوم السادس من فبراير الجاري لكنها في دولة ليبيا الشقيقة.
كان الطفل الليبي هيثم مسعود حيدر قد تعرض لمأساة بشعة يوم 6 فبراير الجاري، عندما سقط في أحد الآبار السطحية وهو ما يعرف في ليبيا بالـ"ماجن" الخاص بأحد مساجد المنطقة الشرقية في حي "دريانة".
وانتشر خبر اختفاء الطفل عندما قام مسعود حيدر والد الطفل هيثم بكتابة منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك طالب فيه بمعرفة مصير ابنه الذي فقده وفي وقت سابق ولم يعرف وجهته، قال فيه "اللي يشوف اولدي هيثم يقولي من بدري طالع"، ليتبين لاحقا أنه سقط في البئر ليفارق الحياة على أثر ذلك، وأثارت حادثة وفاة الطفل الليبي "هيثم" جدلًا على منصات التواصل الاجتماعي الليبية والعربية، مع وجود موجة من ردود الأفعال الغاضبة عن إهمال بعض الدول للآبار المكشوفة التي تحصد أرواح الكثير من الأطفال.
يذكر أن الليبيين قاموا بالربط بين حادثتي "هيثم" و"ريان" الذي قد توفي بعد أن قضى 5 أيام في البئر وعجزت فرق الإنقاذ رغم جهودها عن إخراجه وهو على قيد الحياة نظرا للعمق الكبير الذي وصل إليه ريان أو لضيق الحفرة التي لم تتعد 45 سم.
وقد حالت طبيعة التربة المتحركة وغير الثابتة دون توسيع قطر الثقب وسط مخاوف من سقوط الأتربة والأحجار على الطفل وإيذائه. وفي النهاية اعتمدت الفرق آلية الحفر الجانبي للوصول إلى نقطة موازية لمكان وجود الطفل، وحفر ممر نحوه بعد ذلك. ومنذ نهاية اليوم الثاني لسقوط ريان كانت أمتار قليلة تفصل بينه وبين فرق الإنقاذ لكن الطبيعة الجغرافية جعلتها أشبه بكيلومترات. وفي عصر يوم الجمعة، أعلن التلفزيون المغربي أن فرق الإنقاذ أنهت حفر خندق عمقه 31 مترًا يوازي البئر.
وأُحضرت أنابيب إسمنتية بقطر متر واحد حيث تمت الاستعانة بها في عملية الحفر الأفقي التي كانت تسير بوتيرة بطيئة في الأمتار الأخيرة لتفادي أي انجراف في التربة.
وكذلك وصلت معدات تابعة لفرق الحماية المدنية، لاستخدامها في إخراج الطفل ريان عند الوصول إليه كما جُهزت طائرة مروحية لنقله إلى المستشفى فور إنقاذه.
وعلى الرغم من التعاطف العربي والدولي الذي لاقاه ريان بالإضافة إلى المجهود الكبير الذي بذلته الحكومة المغربية ممثلة في فرق الإنقاذ إلا أن مشيئة الله كانت قد نفذت ورحل ريان عن عالمنا تاركا جرحا عميق للإنسانية.