عاجل
الخميس 12 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
شكرًا منتخبنا ولا عزاء لـ"كيروش"

شكرًا منتخبنا ولا عزاء لـ"كيروش"

لم يتوقع أحد على الإطلاق، سواء كان من الخبراء والنقاد والمحللين الرياضيين أو من الجماهير، أن يتأهل منتخبنا الوطني إلى الدور النهائي لكأس الأمم الإفريقية الـ٣٣ التي أقيمت بالكاميرون، وكانت أقصى الطموحات والتوقعات تشير إلى أننا سنخرج من دور الـ١٦ أمام كوت ديفوار أو أمام المغرب في دور الثمانية، وذلك بعد الأداء العقيم الذي لعب به المنتخب في الدور الأول رغم سهولة مجموعته.



ومع ذلك انتفض رجال المنتخب في الأدوار التالية بداية من دور الـ١٦ وحتى الوصول إلى المباراة النهائية أمام السنغال، متخطين كوت ديفوار بضربات الترجيح، ثم المغرب في دور الثمانية بهدفين لهدف، وهي أفضل مباراة للمنتخب في البطولة كلها، وذلك أيضًا بعد وقت إضافي، ثم جاءت المعركة الأصعب أمام منتخب الكاميرون الذي أطاح به منتخبنا أيضًا بضربات الترجيح، وصولًا للنهائي الذي خسره المنتخب أيضًا بضربات الترجيح، وبعد الوقت الإضافي للمرة الرابعة في البطولة، في سابقة ربما لم تحدث لفريق من قبل في كأس الأمم أو في أي بطولة دولية أخرى. 

والحقيقة أن المنتخب لعب أربع مباريات بما فيها الوقت الإضافي في غضون ثمانية أيام، من الأحد إلى الأحد، وهو جهد يفوق طاقة أي فريق مطلوب منه الفوز بالبطولة، والسبب في ذلك هو المدير الفني كيروش الذي فشل تمامًا في تنمية القدرات الهجومية للاعبينا، ومن يتابع مباريات الفريق من كأس العرب وحتى المباراة مع منتخب في الكاميرون، سيلاحظ أن المنتخب لم يحقق الفوز في أي مباراة بأكثر من هدف، اللهم إلا في مباراة السودان في البطولة العربية.

وفي بطولة الأمم الإفريقية لم يسجل المنتخب سوى أربعة أهداف فقط، كلها في سبع مباريات، أي نصف هدف تقريبًا في كل مباراة، حيث فاز على غينيا بهدف، والسودان هدف، والمغرب هدفين، وفشل في التسجيل في الأربع مباريات الأخرى أمام نيجيريا، وكوت ديفوار، والكاميرون، والسنغال، وهذه فلسفة وتكتيك لعب لا يمكن لفريق أن يحقق به بطولة.

وإذا كان المنتخب قد نجح في تخطي كوت ديفوار والكاميرون بهذاء الأداء الدفاعي فقد شرب من نفس الكأس في النهائي أمام السنغال، ووقفت ضربات الترجيح هذه المرة مع الفريق الأفضل فنيًا وهجوميًا، والأجدر بالفوز بالنهائي والبطولة. 

كيروش في المباريات السبع في البطولة لم يغير خططه وتكتيكاته وفق معطيات كل فريق منافس، فأصبح المنتخب مثل الكتاب المفتوح لكل منتخب واجهناه، بل كانت تغييراته متوقعة في كل مباراة، وهذا أحد الأسباب الرئيسية للعقم التهديفي بعد أن تم إغلاق مفاتيح اللعب للمنتخب، وبالتحديد محمد صلاح.

ولا ننسى أيضًا الإصابات المفاجئة للاعبينا الأساسيين، وعلى رأسهم أكرم توفيق وتريزيجيه، والأخير لعب وهو مصاب أصلًا، لكن الذي صنع الفارق في هذه المباريات الصعبة هو الأداء البطولي والرجولي والفدائي للاعبينا، الذين كانوا أبطالًا بمعنى الكلمة، وهم الذين تحملوا عبء أخطاء التشكيل والتغييرات التي تأخرت في بعض المباريات الحاسمة، وهم أيضًا الذين رفعوا سقف الطموح لدى ملايين المصريين والعرب في الفوز والعودة بالكأس الثامنة، ولا تقلل خسارتها من قيمة الإنجاز الذي حققه اللاعبون بالأرقام التي حطموها. 

الأداء الذي قدمه "كيروش" يشبه إلى حد كبير الأداء الخططي والدفاعي لهيكتور كوبر في كأس الأمم ٢٠١٧، حيث تأهلنا للنهائي بنفس الأسلوب، وخسرنا أمام الكاميرون بنفس السيناريو تقريبًا في النسخة ٣٣ أمام السنغال. 

بالطبع وبالتأكيد هناك إيجابيات عديدة في تجربة "كيروش"، منها اكتشاف أسماء جديدة تعتبر إضافة قوية في المرحلة المقبلة، مثل عمر كمال، وفتوح، ومحمد عبد المنعم، ومهند لاشين، وبالطبع أبو جبل، أكبر مكاسب البطولة وأحسن حارس مرمى بها رغم أنف الجميع. 

وغيرهم من الأسماء المميزة التي حجزت مكانها في الفريق، كما استطاع "كيروش" تجديد دماء المنتخب، لكن هناك ثغرات قاتلة في خط الوسط، منها عدم وجود صانع لعب حقيقي، وأيضًا أخطاء في خط الوسط المدافع، وفي رأس الحربة الهداف، وهذه أمور على المدير الفني أن يتداركها سريعًا.

الأمر الثاني الذي يجب أن ينتبه إليه المدير الفني ومساعدوه، هو ضرورة تغيير تكتيك اللعب والتحول للطابع الهجومي، وأخذ المبادرة الهجومية في المباريات الصعبة، لأن الطريقة والأداء الخططي الحالي لن يصلح في مباراتي السنغال بالتصفيات المؤهلة للمونديال، خاصة أن المباراة الثانية ستكون في داكار، وبالتالي لا مفر من حسم الفوز بفارق يزيد عن هدفين في مباراة القاهرة، لأننا لا نضمن الأداء الدفاعي أمام هجوم السنغال القوي على أرضهم، وأيضًا لا نضمن التحكيم وألاعيبه مع الفريق المضيف، لذا فإن على "كيروش" أن يعيد حساباته من الآن، وأن يراجع اختياراته للاعبين حسب احتياجات المراكز الهجومية والدفاعية، بما يتوافق مع خطة الفوز الحاسم في القاهرة، والخروج بنتيجة إيجابية في داكار التي ستكون بوابة العبور للمونديال للمرة الرابعة في تاريخنا إن شاء الله.

 

 وأخيرًا شكرًا لرجال منتخبنا العظام والكبار والأبطال جدًا جدًا، شرفتونا ورفعتوا رأس الكرة المصرية بجد، وأضفتم وسامًا جديدًا على صدرها رغم الخسارة. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز