في ختام فعاليات معرض الكتاب..
متخصصون: الكاتب يحيى حقي قدم خلطة سحرية في القصة القصيرة
متابعة محمد خضير
شهدت القاعة الرئيسية في ختام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 53، ندوة بعنوان «يحيى حقي رائدا للقصة القصيرة»، بحضور كل من الدكتور حسام فاروق، والدكتور حسام جايل، والدكتورة هويدا صالح، وأدارها الدكتور عبد السلام بهجت.
في البداية؛ قال الدكتور عبد السلام بهجت إن يحيى حقي كرس حياته لإرساء القيم الفكرية والاجتماعية والثقافية والأدبية، من خلال أعماله القصصية والروائية والمقالات، مشيرا إلى أنه كان من المهم تسليط الضوء على الجانب الإبداعي في حياة يحيى حقي.
وأوضح أن يحيى حقي يعد ذاكرة حية لأنه أرسى تقاليد فن القصة القصيرة، كما أن لإبداعه قيمته الفنية والجمالية والنقدية، مؤكدا أن مساهماته لعبت دورا كبيرا في الحياة الأدبية، والقصة القصيرة بشكل خاص، من خلال أسلوبه المنضبط واستطاع أن يصبح رائدا لفن القصيرة.
ومن جهته: تطرق الدكتور حسام فاروق إلى مدخل إنساني في علاقته بيحيى حقي من خلال القراءة والكتابة، فهو أول من لفت نظره من خلال إحدى قصصه، كما كان أول من قرأ له بجانب الأديب الراحل إحسان عبد القدوس، مشيرا إلى أن ليحيى حقي تأثير كبير في الحياة الإبداعية.
واستطرد فاروق أن يحيى حقي أرخ للقصة القصيرة وتحدث عن رواد هذا الفن، وكان ينقل الواقع كما هو، وركز على تفاصيل صغيرة مهمة، مضيفا أن ما كتبه ليس «كليشيه»، وجميع ما كتبه كان مواكبا لعصرها، وكتاباته القصصية تعد بصمة مشرفة لعصرها ومختلفة عن ما سبقته.
وتحدث أيضا عن مساندته للشباب من خلال مجلة «المجلة»، وإعطائه فرص عديدة لهم للكتابة بها، فضلا عن مساندته للسينمائيين بعد ندوة الفيلم، إذ كان بسيطا ولكنه عميقا في نفس الوقت.
أما الدكتورة هويدا صالح، عبرت عن سعادتها لاختيار يحيى حقي شخصية معرض الكتاب لهذا العام، مؤكدة أنه جدير بها، فهو كاتب مميز في القصة القصيرة، الذي يعد من أصعب الفنون الكتابية على الإطلاق.
وأشارت إلى أن يحيى حقي استطاع أن يقدم خلطة سحرية في فن القصة القصيرة مع الاستناد إلى الواقع، وذلك من خلال طاقته الشعرية وأسلوبه ولغته واختياره الجيد للمفردات، وهي خلطة فنية ليست بالأمر السهل صنعها.
وواصل حديثه قائلا إن يحيى حقي يعد أول من أشار إلى فن المتتالية القصصية، وهي مجموعة من القصص القصيرة تجمعها عناصر معينة كالبطل أو المكان أو الزمان، لافتا إلى أنه استطاع أن يجمع بين البساطة والعمق، وحرص على إضافة الكثير من خلال رصد الواقع ودمجه بالخيال، دون الخلل بالفكرة الرئيسية.
وقال الدكتور حسام جايل، أستاذ بكلية الألسن في جامعة الأقصر، إن يحيى حقي استطاع أن يجمع بين البساطة والصعوبة، إذ أراح النقاد والمتحدثين عنه وكتب سيرته الذاتية وتحدث عن سبب اختياره للقصة القصيرة وتفضيله لها عن الرواية، وفي نفس الوقت فهو رجل ثري ومتنوع.
وتابع أن يحيى حقي يعد من أوائل الذين كتبوا للقصة القصيرة، وكان السبق متحققا عنده، وأصبح رائدا مع آخرين في فن القصة القصيرة، واستطاع أن يجمع بين عناصرها بشكل إبداعي، بجمعه بين اللغة والاكتناز والزمان والمكان.
وأضاف أن يحيى حقي كان أبا روحيا لجيل الستينيات، وأثرى العالم القصصي بلغته وأسلوبه المميز، ولعبت نشأته وعالمه دورا مهما في حياته الإبداعية، مضيفا أن الشمول عند يحيى حقي كان متحققا، ولا يمكن القول إنه كاتب قصة قصيرة، أو روائي أو كاتب مقالات فقط، فهو كاتب موسوعي.