عاجل
الأحد 1 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
لسنا في حرب يا "إيتو".. والكاميرون أشقاؤنا

لسنا في حرب يا "إيتو".. والكاميرون أشقاؤنا

صدمت عندما شاهدت تصريحات صمويل إيتو، رئيس اتحاد الكرة الكاميروني، لاعب الكاميرون الدولي السابق، وهو يحفز لاعبي الكاميرون، قبل اللقاء المرتقب بعد غدٍ الخميس، بين مصر والكاميرون، في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية، وهو يقول: يجب أن تفوزوا بالحرب. حتى إن برر البعض بأنها تصريحات ليس المقصود بها مباراة مصر، وكانت في مبارة سابقة، فهذا أمر لا يليق في كرة القدم، ومن مسؤول اتحاد الكرة للبلد المضيف لكل منتخبات الدول الإفريقية المشاركة في كأس الأمم الإفريقية.



 

فشعب الكاميرون الشقيق، الذي يصل تعداده لما يقرب من 26 مليون نسمة، ليس في حرب مع الشعب المصري، الذي يبلغ 100 مليون نسمة، ودولة الكاميرون- التي تقع في وسط إفريقيا- لا يربطها أي عداء بشقيقتها الإفريقية مصر، التي تقع فى شمال شرق القارة، ونعتز بعمقنا الإفريقي وانتمائنا للقارة السمراء، ونسعى دومًا لخدمة أبنائها، لتحقيق التقدم والرفاهية لجميع دول القارة.

 

قد يكون التعبير خان الرجل، لكن حتى إن كان يقصد أنها حرب فهذا أمر لا يليق، فإيتو للأسف ربما يريد تقمص دور الضفدع الكاميروني جالوت، وهو أضخم الضفادع في القارة، الذي يبلغ حجمه حجم القط، أو بركان الكاميرون أخطر البراكين في القارة، بتصريحاته الغريبة، لكن يجب أن يعيده الجميع للصواب، فعلى المحيطين بإيتو أن ينبهوه أن تصريحاته داخل غرف الملابس المغلقة للاعبين إذا نقلت لعامة الناس ستسبب عواقب وخيمة في المدرجات، وتثير الجماهير بشكل مبالغ فيه، ولا تحمد عقباه، وربما يتحول العرس الإفريقي لكأس الأمم الإفريقية التي ساندت مصر بشدة لضرورة إقامته في الشقيقة الكاميرون- رغم ضعف الإمكانيات- إلى كارثة في مدرجات المباراة بين الجماهير، ففوزك بأحسن لاعب في القاروة لأربع مرات سابقة هو عبء عليك، فالرياضة أخلاق قبل أن تكون بطولة.

 

ونؤكد لإيتو أننا لسنا في حرب، فكرة القدم والرياضة أداة لتجميع الشعوب وإمتاعهم، وليست أداة لإثارة وصنع الضغائن بين الشعوب وشحنهم، فملاعب كرة القدم مثلها مثل الكرة الأرضية تجمع على مقاعد المتفرجين بها كل الجنسيات والأعراق والديانات، فكلنا إخوة في الإنسانية، وهدفهم هو الاستمتاع باللعبة، وبمن يبذل الجهد، ليحصل على الفوز وهي رسالة إنسانية عظيمة: من يتعب ويعمل بجد يفوز، هذا هو الغالب في كل المباريات، بعيدًا عن الحظ الذي قد يصادف بعض الفرق في الفوز.

 

يا “إيتو”، الكاميرون وشعبها أشقاؤنا ولسنا في حرب معهم، ولدينا العشرات من الشركات المصرية تعمل في الكاميرون، وهناك علاقات سياسية وعسكرية وثيقة، بل إن المئات من أبناء الكاميرون يدرسون في الأزهر الشريف، وهناك العشرات من وعاظ الأزهر يقومون بدورهم في الكاميرون، دولة الكاميرون دولة شقيقة، وأنا شخصيا كنت في إحدى المرات أزور مقام وضريح العالم الفقيه مفسر القرآن الكريم جلال الدين السيوطي، واستغربت أن هناك طلابًا من قلب نيجيريا والكاميرون يأتون كل عام ليزوره، ويعرفون مكانه قرب مسجد السيدة عائشة بمصر، بل إنهم يتابعون بشغف أخبار مصر ويعلمون قيمة علمائها، ويؤكدون أن الشعب الكاميروني هو شعب محب لمصر والمصريين، وكل تجارب المصريين الذين زاروا الكاميرون تؤكد أنهم شعب طيب يقدر مصر والمصريين ويحبها.

 

يا إيتو لسنا في حرب، فالشعب الكاميروني أشقاؤنا، ومهما كانت كرة القدم فهي لعبة، يجب أن تقرب الشعوب وتمتع الناس، من يجيد فيها ويفوز نصفق له، ومن يخسر ولا يوفق في الفوز نتمنى له حظاٌ موفقًا، وتمنياتنا لك بحظٍ موفق في التصريحات القادمة، والمباراة القادمة التي سيفوز بها منتخب مصر إن شاء الله.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز