عيد الشرطة المصرية.. ملحمة الإسماعيلية

مما لا يدع مجالًا للشك أن الوطن يتقدم بسواعد أبنائه المخلصين، الذين يضحون بأرواحهم من أجل رفعته، والحفاظ على أمن البلاد وبث الطمأنينة في نفوس وقلوب المصريين، هنا تجد الجيش والشرطة حصن الأمن والأمان والاستقرار، فقد قال الله تعالى "أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، وجنود مصر هم خير أجناد الأرض، فهم في رباط إلى يوم القيامة.

لا يستطيع أحد أن يغفل أو ينسى أن ٢٥ يناير تاريخ للملحمة الوطنية للشرطة المصرية عام ١٩٥٢، وكل من يتخيل أن ما حدث يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ قد يؤثر أو يمحو هذا التاريخ الأصلي بالاحتفال بعيد الشرطة يكون واهمًا وسارحًا في الخيال، فهذا اليوم علامة مميزة فى مسيرة الأبطال، الذين قاموا بحماية الوطن ومقدرات الأمة، حيث تصدوا للإرهاب ومخططاته المختلفة، واستطاعوا أن يقفوا سدًا منيعًا أمام المخاطر والتحديات الجسيمة، ما دفع القائمين على الفن في مصر إلى تجسيد بعض البطولات في الدراما المصرية مثل مسلسل "كلبش"، والاختيار "١ و٢"، وفيلم "الممر"، وغيرها من الأعمال الفنية التي تسجل تاريخ هؤلاء الأبطال، فهذا أقل ما يمكن أن يقدم لتضحياتهم العظيمة.

ولا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والعرفان لأرواح شهدائنا من رجال الشرطة، لما قدموه من بطولات و تضحيات من أجل طمأنة المواطنين والحفاظ على الأمن والاستقرار حتى ولو كان المقابل أرواحهم، اعلموا جيدًا إذا ذهبت أجسادكم فذكرى روحكم العطرة خالدة، وستبقى مواقفكم وتضحياتكم البطولية تاجًا فوق رؤوسنا جميعًا، وسيسطر التاريخ أسماءكم بحروف من نور لتقف الأجيال القادمة أمامها كي تتعلم وتعي قيمة التضحيات، التي قدمت فداء للوطن، "لم ولن ننساكم".

وفي إطار حرص واهتمام وتقدير الدولة لتضحيات أبنائها المخلصين من الشهداء والمصابين من رجال الشرطة والجيش، لما قدموه، من أجل الحفاظ على كل ذرة من تراب مصر الحبيبة، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن يضع ملف الشهداء والمصابين وأسرهم في مقدمة أولوياته، حيث أصبح الأب الحنون لكل طفل يتيم، والسند لكل أرملة فقدت زوجها والابن، لكل أم وأب فقدوا ابنهم، حيث تلقت أسر الشهداء والمصابين من رجال الجيش والشرطة الدعم والرعاية والاهتمام، بالإضافة إلى الاهتمام بتكريم هؤلاء الأبطال بكل المناسبات الرسمية والشعبية، فضلًا على تقديم الخدمات والتنفيذ السريع لطلباتهم، وتذليل أي عقبات حياتيه تواجههم.

ومن الجدير بالإشارة، أن الشرطة المصرية السلطة المختصة بمجال الأمن المدني والنظام العام، ولها الضبطية القضائية في مصر طبقًا للقانون، وهم الذين يحفظون أمن مصر واستقرارها ووحدتها، بالإضافة إلى أنهم الأعين الساهرة على حمايتنا ورعايتنا، وقد قامت الدولة بالاحتفال بهم في يوم "٢٥ يناير" من كل عام.

فى مثل هذا اليوم عام ١٩٥٢ حدثت موقعة الإسماعيلية،، حيث رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية، مما أدى إلى الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية، وأسفر ذلك عن مقتل 56 شرطيًا مصريًا و73 جريحًا، وقامت القوات البريطانية بالاستيلاء على مبنى محافظة الإسماعيلية، وما تلاها من أحداث بطولية لرجال الشرطة المصرية. 

وأخيرًا وليس آخرًا أتمنى الشفاء العاجل للمصابين من أبناء وزارة الداخلية الأبطال، واللهم أرحم الشهداء البواسل، ويصبر قلوب أسرهم وذويهم، ويلهمهم الصبر والسلوان. 

كل عام والشرطة المصرية بخير

كل عام ومصر وشعبها في استقرار وأمان 

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر