عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لعبة الرياح الأربعة للكاتب المصري القديم 

لعبة الرياح الأربعة للكاتب المصري القديم 

رأيت أنه أمر مهم في تاريخ الفنون المصرية، أن نتأمل هذه القطعة الدرامية النادرة، التي ينظر إليها مؤرخو الدراما على أنها ربما تكون أول قطعة درامية في التاريخ البشري، وهي محفوظة في لوحة بمقبرة أمير من أمراء بنى حسن وهو خمنمحوتبي (1987 – 1877 ق.م)، وذلك في عصر سنوسرت الثاني. 



وأيضاً من كتاب سحري في النص رقم 162 من متون التوابيت، ومن مقدمة وترجمة د. ثروت عكاشة لكتاب عالم الآثار الفرنسي الأب دريتون.

 

وقد قمت بعملية ترتيب وتجميع لأجزائها المتناثرة على النحو الآتي، علها تجد عبر النشر العام ما يليق بها من اهتمام معاصر.  

المشهد الأول:

دخول: دخول صاحب للمهرجات، يصنعن حالة من البهجة في المكان ذات طابع احتفالي، ويصاحب ذلك إنشاداً لإيزيس وأوزوريس احتفالاً بالنماء والخصب والحياة.

 

المشهد الثاني: 

يتم الإظلام التدريجي كي تخرج المهرجات، لتتم إضاءة المشهد لنرى تمثالاً للملك أوزوريس. ونشهد فتاتين عذراون.. وتمسك الأولى بيدها دف، والثانية تمسك آلة الهارب المصرية القديمة.

 

الأولى إيزيس والثانية نفتيس.. يدخل أشخاص ستة لينشدوا لأوزوريس، ثم أشخاص ستة أيضاً ينشدون للسماء كي تفتح أبوابها.

 

المشهد الثالث:

في استجابة لنور من السماء تظهر رياح الشرق والغرب والشمال والجنوب. 

 

تمد الأولى ذراعيها إلى الإمام.

 

الثانية: تأتي وقد أثنت ظهرها إلى الخلف، وكأنها سوف تقفز قفزة خطرة.

 

الثالثة: تأتي وهى تثني ظهرها إلى الخلف، وتضع يدها اليمنى على منكبها الأيسر.

 

أما الرابعة: فهى تجثو على ركبتيها وتضع يدها على رأسها.

 

-  يقفون جميعهم متجهين إلى تمثال الملك.

 

المشهد الرابع: 

تدخل الفتاة الخامسة وهى (العالمة المندسة)، وتدخل لتصنع حالة من التوتر، وتنظر للفتيات نظرة مريبة، وكأنها تهم بضرب الفتاة الرابعة، وترفع يدها اليمنى أمامها.

 

- العالمة المندسة معها مجموعة من الأعوان الأشرار، إلا أن جميعهن عالمات مثلها.

تبدو الخامسة المندسة قوية شابة مسيطرة.

تناديهن:

يا أيتها الرياح الأربعة لماذا تطوفون العالم كله ثم تجتمعن هنا؟

 

- الفتاة: لقد أعطيت هذه الرياح، هذه رياح الشمال التي تسير سفن الأيونيين.. وتمد ذراعيها في أطراف مصر.. وتغفو بعد أن تعطي اللذة لمن يريدها كل يوم، لقد أعُطيت إياها وأحبابها.

 

- فتاة: لقد أعطيت هذه الرياح، وهذه هي رياح الجنوب.

 

تأتي على هيئة زنجي الجنوب –  تخرج منها المياه، التي تبعث منها الحياة.

 

العالمة المندسة: (بحقد) 

- سلام أيها الرياح الأربعة أفصحوا لي عن أسمائكم، وأسماء من أعطاها لكن.

 

واكشفوا لي سابق تسليمها.. من منحكم إياها؟

 

-  لقد حصلتم عليها قبل ولادة البشر.

 

وقبل أن تقع الطيور في الشرك. 

 

وقبل أن يلقى الحبل على عنق الثور.

 

ترد الرياح الأربعة: 

لقد أعطاني إياها سيد الرياح.. وها أنا أحيا بها.

 

ريح الغرب: لا نملك إلا أن ندور ونجتمع هنا.

 

ريح الشرق: نجتمع كي نكتمل.

 

ريح الجنوب: نأتي هنا، حيث النماء والزرع.

 

ريح الشمال: نأتي هنا كي نرى شمس الحقيقة والعدالة.

 

العالمة المندسة: من أين أتيتن بهذه القوة؟ ولماذا تستحقونها أنتم؟

 

ريح الشمال: من المعرفة من الموسيقى والغناء من الفلك والطب والهندسة، من الرقص والفنون.

 

ريح الغرب: من طمأنينة معرفة السماء، من نور الله، من الأمان.

 

ريح الجنوب: من لون الزرع الأخضر من سلة الغلال، التي يأكل منها الجميع.

 

ريح الشرق: من متون الإجادة والاتقان.

 

الرياح الأربعة: 

نأتي هنا كي نكتمل كي نكون في انسجام الكون، وفي عين الخلود.

 

نأتي هنا، حيث أسرار الدنيا والبهجة والسرور.

 

الريح المندسة:

من يعطيني تلك الأسرار، أمنحه اللؤلؤ والجواهر والكنوز.

 

الرياح الأربعة: "ينظرن لبعضهن البعض بدهشة". 

 

"لا... لا... لا لن نبوح.... هي التي تمنح ما تريد... بكل الرضا هي التي تعطى لمن يطلب لا... لا لن نبوح".

 

هي كنوز لا تُسرق هي نور لا يُغتصب.

 

الخامسة المندسة لريح الغرب: "تعال... أخبريني سرها وأنا أخُذك ملكة إلى بلادك... أتوجك على أهلك سيدة مقدرة".

 

الريح: "لا... لا هي أشياء لا تسرق... هي أسرار لا تُنزع بالقوة... لا... لا... لن أبوح".

 

الخامسة المندسة لريح الجنوب:

لا تأتيها بالمياه ولا بالدفء أعطيني إياها.. هذا القدر يجب أن يتوقف، سأمنحك القوة والسلاح، سأجعل نسلك ملوكاً... ملوكاً أبناء الملوك.

 

ريح الجنوب: لا... لا... لن أبوح، المياه تسري من قبل أن يولد البشر... السر قديم قديم أكبر من كل شيء.

 

تدور الرياح في اكتمال وسعادة متوجهة نحو تمثال أوزوريس. بينما تتميز الخامسة المندسة غيظاً.

 

المشهد الخامس: 

تطلق الخامسة المندسة عدداً من أعوانها... كي تحاول الإمساك بالرياح الأربعة وضربهن.

وتدور معركة كبيرة.. تنتصر فيها الرياح الأربعة، ويتم الإمساك بالخامسة المندسة. 

تنجح الرياح الأربعة في تقييد المندسة بقيد قوي من يديها وقدميها، أسفل قدم أوزوريس.

وتنشد الرياح أنشودة الانتصار، وتنادين على الأم إيزيس.

 

المشهد السادس: 

تظهر إيزيس الأم بجوار حورس الابن المنتصر الملك المتوج بكل القوة والمبارك من أوزوريس، حورس يظهر منتصراً بكامل زينته، تحيط الرياح الأربعة بأوزوريس وإيزيس وحورس.. بينما تنتشر في أنحاء المكان آثار الأسرار الخالدة، تشرق في كل أنحاء المشهد إبداعاً وعلوماً وفنوناً وتناسقاً وانسجاماً، يتزين المشهد ببهجة الورود والبشر المصريين القدماء يسيرون مع أحفادهم في احتفال قديم معاصر، يعيد إنتاج مظاهر أول حضارة في التاريخ حية معاصرة.

- ختام -  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز