عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإشاعات.. وخطر السوشيال ميديا

همس الكلمات ..

الإشاعات.. وخطر السوشيال ميديا

على الرغم من الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي من تقليل الفجوة سواء بين الشعوب أو على مستوى الأفراد، في تسهيل التواصل مع الذين يصعب مقابلتهم شخصيًا، ممّا يوفر عناء الوصول إليهم، إلى جانب تقليل الحواجز التي تعيق الاتصال، ودورها في إيصال المعلومة بالسرعة المطلوبة التي تتلاءم مع متطلبات العصر الحديث.



ورغم إيجابيات هذه الوسائل إلا أنها سلاح ذو حدين.. ومخاطر تلك المواقع تصبح أكبر إذا لم يتم "كبح جماحها"، والخضوع للمراقبة والثواب والعقاب.

 

وهناك العديد من الأمور التي جعلتني أتعرض لذلك، والذي قد يعترض عليه البعض وهم مدمنو تلك المواقع، ففي البداية تمثل تلك المواقع تأثيرا خطيرا على أمن البلاد واستقرارها، لأنه عندما يطلق أحدهم إشاعة كاذبة فإنها ببساطة تجد سبيلها سريعًا في الانتقال و"التشيير"، دون أي تحقق من مصداقيتها والنتائج السلبية المترتبة عنها.

 

ولا جدال أن الشائعات لها تأثير على المجتمعات سواء كان إيجابيا أو سلبيًا، وقد تزايدت ضرورة مواجهة الشائعات مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة، التواصل الاجتماعي وعصر المعلومات، حيث أصبح العديد من تلك الوسائل مصادر للمعلومات المغلوطة، التي تستهدف زعزعة الثقة وضياع المعلومات الصحيحة.

 

وهناك الكثير من صانعي تلك الإشاعات وأيضا مروجيها مما يوجب علينا جميعًا توخي الحذر في نقل أي معلومة والمساعدة في نشرها، خاصة أن الدولة أخذت على عاتقها مسؤولية اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من الشائعات عن طريق توفير مصادر معلومات موثوقة للأفراد.

 

وهناك حقائق لا بد أن نأخذها في الاعتبار حتى يسلم مجتمعنا من أي عبث يضر بمصالحه، فليس من المقبول أن نصدق ضعاف النفوس ونجري وراءهم ونساندهم بنشر الأكاذيب، وهذا ما حدث فى قضية انتحار "فتاة الغربية" ذات الـ17عاما، والتي أثرت فينا جميعًا، وكانت ضحية الشباب المستهتر الذي استغل وسائل التواصل الاجتماعي في فبركة صور ونشرها، وللأسف ساعد البعض في "تشيير" تلك الجريمة، ودفعت الفتاة حياتها ثمنًا نتيجة تصديق مروجي الإشاعات.

 

ولا بد أن يعلم من تسول له نفسه صنع الشائعة أو الفبركة بهدف إلحاق الضرر، أن العقوبة القانونية ستكون كبيرة، ولن يفلت من العقاب، فليس من المقبول أن تتحول التكنولوجيا إلى وسائل لجرائم السب والقذف على فيس بوك وواتس آب وتويتر وانستجرام وتليجرام، وغيرهم، لا بد من معرفة أن هناك قانونا لمنع تلك الجرائم ووسائل لإثباتها، وعقوبات تتراوح بين الحبس والغرامة المالية.

 

وهناك أيضًا الكثير من الشائعات التي يتم تكذيبها يوميًا، ولكن شدتني إحدى الشائعات التي جعلتني أقف أمامها بتفكير عميق، فهي شائعة رغم أنها كروية، إلا أنها خلطت بين السياسة والرياضة بتفكير عقيم، وكان ذلك خلال مباريات كأس العرب، وتحديدًا قبل مباراة تحديد المركز الثالث والرابع بين مصر وقطر ، حيث انتشر حديث أن مصر هزمت من تونس بتعليمات، وبصراحة لا أعلم ممن ستصدر مثل هذه التعليمات!

 

وقيل أيضًا أن مصر ستفوز على قطر أيضًا بتعليمات! والغريب أن من كان يروج لذلك يتحدث متأكدًا تمامًا مما يقول، لكن "ربنا خيب ظنه" و"اتغلبنا من قطر" حتى يفقد مطلقو الإشاعات مصداقيتهم، فمن الخطأ خلط الأمور بجهالة قد تؤدي إلى نتائج عكسية، ولا بد أن نعترف بأن هناك أخطاء ينبغي تصحيحها بدلًا من تعليق شماعات واهية.

 

أولستم معي في أن هناك حاجة إلى نشر التوعية بأن مواقع التواصل الاجتماعي ليست وسيلة للحصول على المعلومة الصادقة والصحيحة، وأنه لا بد من الحصول على الأخبار من مصادرها السليمة المتعارف عليها، وعدم التسرع في نقل المعلومات الخاطئة التي تهدد كيان دول وتهدم استقرارها، وتعطي الفرصة لخفافيش الظلام في النيل من استقرار بلادنا الاجتماعي والتنموي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز