عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
منتدى شباب العالم.. بين الأهداف والإنجازات "١-٣"

منتدى شباب العالم.. بين الأهداف والإنجازات "١-٣"

منتدى شباب العالم، حدثٌ لو تعلمون عظيم، مؤسسة وطنية خالصة، عالمية التأثير، ولدت من رحم دولة 30 يونيو، نموذج شديد الدلالة على تحويل المحن إلى منح، هندسة التلقي الفعال لبذور الأفكار وغرسها في تربة الرعاية، لتنمو جذورها وتمتد فروعها المؤسسية حتى تطال سماء العالم بأسره، تؤتي أكلها كل حين ثمارًا طيبة للتعاون، والتواصل، والبناء، ومناقشة القضايا الأكثر أهمية محليًا وعالميًا، ما يشغل العالم والشباب، وفيه لمصر مكاسب أخرى.



 

عظمة هذا الحدث، تتلخص في كونه فكرة إبداعية، صناعة محلية خالصة، ترسخ أثرها عالميًا، فهي وليدة توصيات المؤتمر الوطني للشباب 25 إبريل 2017 بالإسماعيلية، ليبدأ فريق عمل احترافي، في وضعها موضع التنفيذ، فلم يمر عشرة أشهر إلا وكان الحُلم واقعًا على أرض السلام بانطلاق النسخة الأولى نوفمبر 2017.

 

في تلك السنوات التالية على ثورة 30 يونيو، تلك الثورة التصحيحية التي حفظت الهوية المصرية، وثوابت الدولة الوطنية، كانت محاولات التشكيك تستهدف شباب الوطن، بما يمثله من قوة ضاربة وأمل في المُستقبل، شباب مصر الذي يتجاوز عدده 21 مليونًا، في الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة فقط.

 

حملات التشكيك تلك سعت لخلق صورة ذهنية كاذبة عن انفصال الشباب عن دولة 30 يونيو، لتؤكد الدولة- بالعمل على الأرض- أن الشباب في قلب اهتمامها، وتمكينهم إرادة سياسية واستراتيجية عمل، لإعداد قادة للمُستقبل، يملكون من المهارات والخبرات ما يضمن نجاح تجاربهم، والنهوض بالوطن لآفاق تليق بحضارته العريقة، وتحديات الحاضر ومتطلبات المُستقبل.

 

بدأت المسيرة بالمؤتمرات الوطنية للشباب، تلك المؤتمرات المحلية، التي خلقت حالة نقاش واتصالًا مُباشرًا، بين الشباب والقيادة السياسية، ليرى المصريون والعالم، شبابًا يحاورون رئيسهم وحكومة وطنهم، يطرحون أسئلتهم، وأفكارهم ومُقترحاتهم.

 

بالتوازي مع ذلك بدأ تأسيس الأكاديمية الوطنية للشباب، والبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، بهدف تأهيل الشباب، وإكسابهم مهارات وخبرات تمكنهم من تحمل المسؤولية، والمشاركة في القيادة بمستوياتها المتنوعة.

 

ورأينا الشباب يُمكن في السلطة التشريعية، بمجلسي النواب والشيوخ، ونواب المحافظين، بل بمؤسسة مُنتدى شباب العالم، ينظمون وينفذون بنجاح- مُنقطع النظير- فعالية عالمية، باتت علامة مصرية مضيئة، وقبلة لشباب العالم يتنافس مئات الآلاف منهم كل عام للفوز بشرف المشاركة، والنقاشات التي تشهدها الفعاليات.

 

هنا، في شرم الشيخ، مدينة السلام، كانت الرسائل الأولى، التي تؤكدها النسخ المتعاقبة للمُنتدى، ففي الوقت الذي استهدفت فيه الصورة الذهنية لدى الرأي العام العالمي عن الوضع الأمني في مصر، كان الرد بليغًا وعمليًا، بمشاركة آلاف الشباب من مختلف قارات العالم، ليشهدوا بأنفسهم الأمن والسلام الذي تنعم به مصر.

 

وفي الوقت الذي تتوالى حملات تحريض الشباب، يأتي الواقع ليؤكد مدى اهتمام الدولة بالشباب، ذلك الاهتمام الذي تعاظم عامًا بعد عام، من حماية الحق في السكن، والتعليم والتدريب والتأهيل والمشاركة السياسية، إلى ريادة الأعمال وإتاحة الجامعات التكنولوجية، والارتقاء بجودة الحياة.

 

لنصل عامًا بعد عام إلى تنامي ثقة الشباب في وطنهم ومؤسساتهم وقياداتهم، مما شاهدوه من تفعيل عملي لتوصيات مؤتمرات الشباب الوطنية، وما يوصي به منتدى الشباب العالمي، تلك الفكرة التي غرست في تربة الجمهورية الجديدة، وروتها الإرادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي آمن بشباب مصر وقدراتهم، وأتاح لهم الفرصة والرعاية، فأبهرت العالم ثمار جهودهم.

 

واليوم تُعقد النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، في مدينة السلام، شرم الشيخ، مضيفة إلى الإنجازات السابقة إنجازًا جديدًا، كونها الأولى بعد جائحة كورونا، وسط إجراءات احترازية قمة في الاحترافية.

 

تتعدد أهداف منتدى شباب العالم، وإنجازاته المُتحققة، ومن بين تلك الأهداف، خلق منصة للحوار بين شباب العالم، من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وتقديم صورة حقيقية عما تشهده مصر من تنمية، ورؤيتها للتحديات المحلية والعالمية، وتقديم نماذج محلية وعالمية ناجحة، لترسيخ القدرة لدى الشباب، ومناقشات علمية لتحديات الجيل الجديد، ورؤيته للمُستقبل والتنمية والسلام. 

 

النجاح منقطع النظير للنسخ الثلاث السابقة لمُنتدى شباب العالم، دفع لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، اعتماد النسخ الثلاث السابقة كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.

 

والنجاح يتواصل في نسخته الرابعة، التي تُفتتح رسميًا غدًا تحت رعاية وتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ليواصل شباب مصر والعالم حالة الحوار والنقاش في قضايا شبابية وعالمية عامة، عبر ثلاثة أيام متوالية، بين السياسية والصحية والبيئية والتكنولوجية، وبالتوازي مع الفعاليات يشاهد شباب العالم متحف "حياة كريمة"، وجديد مسرح العالم من إبداعات فنية.

 

ولعل النجاح الأهم والهدف الأسمى، الذي قد لا يلحظه البعض بين زخم الفعاليات، وتعدد الإنجازات؛ هو نجاح الدولة المصرية في تأهيل آلاف الشباب المشاركين في التنظيم الاحترافي، والمتطوعين، بل ومنظمي الورش والمتحدثين.

 

جيل مصري جديد أنجب فكرة، وسهر عليها، حتى باتت شجرة مُثمرة تؤتي أكلها كل عام، فكر وإبداع ووعي وثقة في النفس، ورسائل من شباب العالم إلى قادة العالم، تشع من أرض الحضارة نورًا وهدى لمن يصغي السمع، ويدقق النظر.

 

وللحديث بقية، إن شاء الله.. وإليكم ألف تحية من أرض السلام والأمان والجمال شرم الشيخ، جنوب سيناء المُباركة أرض التضحيات والبطولات، ساحة التنمية والبناء.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز