القصة الكاملة لواقعة مُعلمة الدقهلية ضحية فيديو "رقص المركب"
الدقهلية - مي الكناني
أثارت قضية مُعلمة الدقهلية، التي ظهرت في مقطع فيديو وهي ترقص رفقة زملائها، جدلًا كبيرًا على جميع منصات التواصل الاجتماعي.
وشغل مقطع الفيديو المتداول الرأي العام، بعدما أظهر المُعلمة وهي تشارك مجموعة من زملائها الرقص على متن مركب، خلال رحلة أسرية خاصة نظمتها نقابة المُعلمين لمحافظة القاهرة، للترفيه والابتعاد عن ضغط العمل.
على مدار 3 أيام، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو بكثافة، وما زال متصدرًا التريند حتى الآن، لكنه أثار موجة من الجدل حول تصرف المُعلمين، وانقسمت التعليقات ما بين مؤيد ومعارض.
في 10 ديسمبر الماضي، نظمت نقابة مُعلمي أول المنصورة رحلة لمدينة القاهرة، بمشاركة 150 فردًا من المُعلمين وأسرهم، تضمنت في برنامجها زيارة الأهرامات، ثم القيام برحلة نيلية، وأثناء ذلك شاركت إحدى المُعلمات الرقص مع زملائها، وقام أحد الأشخاص الموجودين بالتقاط مقاطع فيديو لها، ثم أرسلها لمديرية التربية والتعليم، وقدم شكوى ضد كل من ظهر في الفيديو.
فتحت المديرية تحقيقًا في الواقعة، غلب عليه السرية في البداية، لكن سرعان ما غزت الفيديوهات مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مرور شهر على الواقعة، وتقرر إحالة 5 مُعلمين للنيابة الإدارية، ليس من بينهم المُعلمة، كونها تعمل بالتطوع دون أجر وغير مقيدة على قوة العاملين بالمديرية.
وحسبما صرحت المُعلمة، فإنه تقرر مجازاتها ونقلها لمدرسة تبعد عن منزلها 30 كيلو، لكنها رفضت لاستحالة ترك أبنائها الصغار، واضطرت للتنازل عن وظيفتها، مؤكدة أنها كانت تعمل دون أجر لمدة 3 سنوات.
وأضافت ل"بوابة روزاليوسف"، أنها كانت تنتظر التعيين بفارغ الصبر، وما أن أدرجت ضمن من سيتم تعيينهم بالحصة، تم تسريب الفيديوهات لها، وأجبرت على التنازل عن وظيفتها.
لم تتوقف عواقب تسريب الفيديوهات عند هذا الحد، بل أكدت أن زوجها طلقها، وحدثت خلافات مع أسرتها، جراء ما تعرضت له من إهانات وسباب نالت منها ومن شرفها.
ونالت تلك القضية اهتمامًا كبيرًا من قبل أصحاب الفتوى والفنانين، والذين بادروا لكتابة منشورات لدعم مُعلمة الدقهلية، مطالبين باتخاذ الإجراءات القانونية ضد مصور الفيديو ومروجه.
حيث علق الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال مداخلة تليفزيونية، قائلا: الدين حثنا على احترام الخصوصيات، ونذكر أن الرسول عاب على شخص لما دخل بعض الأماكن يظن بها أنه يشرب الخمر، وبدون استئذان، وأنه له حقه، فاختراق الخصوصيات محرم.
وأضاف: التصوير والنشر، بصرف النظر عن الأخطاء، واستخدامه ونشره، ليس من حقه، ويحرم عليه أن يفعل ذلك، لا أن ينصب نفسه مقومًا على سلوك الناس.
كما قال الشيخ مبروك عطية، إن رقص المعلمين تصرف مهين لمهنتهم وغير مقبول، لكنه استنكر بشكل أكبر تصرف الزملاء المحيطين بهم، ممن قاموا بالتصوير ونشر الفيديوهات بهذا الشكل، مؤكدًا أن القائم على التصوير والنشر هو المذنب والمجرم الحقيقي في الواقعة.
ودعمت سمية الخشاب، مُعلمة الدقهلية عبر تغريدة على موقع تويتر، قائلة: لو كل إنسان اتلهى في نفسه والله هننهض، حسبي الله ونعم الوكيل في اللي صورها وخرب بيتها، اشتغلوا بنفسكوا بقى كلكم عيوب والله، الدين مين اللي نزله؟ ربنا ولا البني آدمين؟ ربنا يبقى اللي يحاسب، ربنا مش شوية بني آدمين كلهم غلط وعيوب، صلحوا من نفسكم بدل ما تؤذوا الناس وتخربوا بيوتهم.
وأضافت عبر تويتة أخرى لها قائلة: وأعتقد والله أعلم أن اللي صورها إما واحدة حاقدة وغيرانة منها، أو واحد مريض ونيته سودة، وبرضه غيران منها، لو كل واحد يخليه في حاله ويسلك حياتنا ستتغير للأفضل، فعلا الجهل كارثة كبيرة.