عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

به أقدم نسخة من المزامير باللغة القبطية..

المتحف القبطي بالقاهرة أكبر متحف في العالم للآثار القبطية

أقدم وأكمل نسخة من كتاب المزامير بالمتحف القبطى بالقاهرة
أقدم وأكمل نسخة من كتاب المزامير بالمتحف القبطى بالقاهرة

يقع المتحف القبطي داخل حدود حصن بابليون الروماني، بالقرب من مجموعة الكنائس القديمة- كنيسة أبي سرجة، وكنيسة السيدة العذراء الشهيرة "بالمعلقة"، بالإضافة إلى المعبد اليهودي.



 

تم إنشاء المتحف القبطي خلال عام ١٩١٠م، وكان الغرض من إنشائه هو جمع الآثار والوثائق التي تسهم في إثراء دراسة الفن القبطي في مصر.

يتكون المتحف من جناحين يربط بينهما ممر؛ الجناح القديم الذي شيده مرقص سميكة باشا في عام ١٩١٠م، والجناح الجديد الذي افتتح في عام ١٩٤٧م، ويعد هذا المتحف أكبر متحف في العالم للآثار القبطية، ويضم مجموعة من أروع نماذج الفنون القبطية التي تم توزيعها على أقسام المتحف المختلفة.

 

وبحسب موقع محافظة القاهرة، يضم المتحف نحو 20 ألف قطعة أثرية وفنية نادرة من الأناجيل والأيقونات والمخطوطات والنسيج والأخشاب تعكس حقب تاريخية منذ القرن الرابع الميلادي يحتضنها متحف الفن القبطي بمصر، كما يحتضن بين جدرانه ما يعكس الوضع المسيحي أثناء فترة العصر الروماني، ذلك العصر الذي سُمي بـ "عصر الشهداء"، حيث تعرض المسيحيون للتنكيل والتعذيب طيلة القرون الأولى من ميلاد السيد المسيح عليه السلام، حتى اعترفت الإمبراطورية الرومانية بالديانة المسيحية.

موقعه

يقع في حي مصر القديمة بمدينة القاهرة، وتحديداً داخل أسوار "حصن بابليون" ذلك الحصن الذي بُني في العصر الروماني أثناء حكم الإمبراطور تراجان، ليكون خط الدفاع الأول لبوابة مصر الشرقية، والذي يُعد أحد أشهر الآثار الرومانية في مصر.

أهميته التاريخية

بدأت فكرة المتحف القبطي تطفو على السطح بعد أن قام عالم المصريات الفرنسي، "جاستون كاميل شارل ماسبيرو"، بجمع أعمال الفن القبطي التي كانت متناثرة في أماكن عديدة في مصر، وخصص لها إحدى قاعات المتحف المصري للآثار في بولاق، حيث كان يشغل منصب أمين عام للمتحف المصري حينئذ، ومع زيادة أعداد القطع الفنية التي عُثر عليها، ازدحمت قاعة المتحف المصري، واقترح ضرورة إنشاء متحف مستقل مُخصص لعرض الآثار المسيحية.

سميكة والمتحف

كان الباحث القبطي المصري "مرقس سميكة باشا"، أول من ساهم في تأسيس المتحف، حيث طالب بضم مجموعة الآثار القبطية إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون عام 1893 م، فمنحه البابا "كيرلس الخامس" بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أرض تابعة للكنيسة المعلقة، نظراً لأهمية المكان وعظمة مكانته التاريخية، وفتح باب الاكتتاب العام ليشارك فيه جميع فئات المصريين، وبُني المتحف وكان يتكون من حجرتين داخل الكنيسة المعلقة، وافتتح عام 1910 م، وجُمع فيه الآثار القبطية التي كانت موجوده بالمتحف المصري، كما جمع سميكة باشا الباقي من الكنائس والأديرة الأثرية وقصور الأغنياء من الأقباط، وتولى سميكة إدارة المتحف فكان أول مدير له حتى وافته المنية في أكتوبر 1944م.

التبعية

وظل المتحف تابعاً للإدارة البطريركية القبطية حتى عام 1931م، حيث انتقلت تبعيته لوزارة المعرفة الثقافية، وفي عام 1947م أُنشئ الجناح الجديد في عهد الملك فاروق، وبدأت عمليات تطوير جناحيه القديم والجديد ليفتتح من جديد عام 1984، وفي عام 1992م، وقع أكبر زلزال لمصر في العصر الحديث، هذا الزلزال تسبب في تدمير جزء كبير من المتحف، فاضطر المسؤولين لغلقه، وبدأت عمليات الترميم ليفتتح عام 2006م، بعد غلقه لفترة 14 عاما، وبمجرد أن تطأ قدماك أرض المتحف سيلفت انتباهك طابع الفن القبطي الممزوج بالتقاليد المصرية القديمة، والحضارة الهلنستية، والبيزنطية، والإسلامية، ويجمع المتحف بين المادة الأثرية والوثائق التي تساعد في دراسة تاريخ مصر منذ بدايات ظهور المسيحية وحتى الآن.

مقتنيات المتحف

رتبت المقتنيات تبعاً لنوعياتها إلى اثني عشر قسماً، حيث نجد قسم الأحجار والرسوم الجصية، وقسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات، وقسم الأقمشة والمنسوجات، وقسم العاج والأيقونات، وقسم الأخشاب، وقسم المعادن، وقسم الفخار والزجاج. فضلا عن روائع الفن القبطي ومخطوطات للكتاب المقدس تعود لآلاف السنين.

يتألف المتحف من جناحين يربط بينهما ممر صغير، ويُعد الجناح القديم؛ الذي أنشئ عام 1910م تحفه معمارية رائعة تضم قاعات فسيحة صممت سقوفها من خشب مزخرف، وهو أحد روائع هذا الجناح، كما يشتمل أيضا على مشربيات غاية في الروعة، فضلا عن جدرانه التي كسُيت بألواح من الرخام الفاخر والفسيفساء وزود بمجموعة من النافورات، كما يتميز الجناح القديم بوجود أقدم مخطوطات للكتاب المقدس، و بفاترينة تحتوي على مناظر نيلية توضح عمليات الصيد، وأخرى تظهر النباتات المائية، فضلا عن قطع حجرية تمثل الإله "نيلوس" رمز النيل عند الإغريق، كما يضم الجناح عدد من الأفاريز المزخرفة بنقوش على شكل أرنب وبعض الطيور مثل الطاووس.

أهم مقتنيات المتحف

يُعد كتاب "مزامير داوود" الذي تفرد بتخصيص قاعة كاملة له وهي القاعة رقم 17، من أهم مقتنيات المتحف، وقد عثر عليه في مقبرة تعود إلى الفترة المسيحية المبكرة وكان موضوع تحت مومياء طفل، وفيم يخص الجناح الجديد فهو يضم العديد من المقتنيات مثل مجموعة الأيقونات وهي اللوحات الخشبية التي تتضمن صوراً تمثل موضوعات مختلفة أو قديسين والتي تٌعلق على جدران الأديرة والكنائس مثل: أيقونة الانبا بولا والأنبا أنطونيوس، حيث تمثل هذه الأيقونة الشهيرة زيارة القديس أنطونيوس- على اليسار- للقديس بولا، الذي عاش في الصحراء الشرقية بالقرب من البحر الأحمر.

الفن القبطي

كما يضم المتحف عينات كثيرة من النسيج القبطي المتميز؛ والذي يعُبر عن قدرة الفنان القبطي في مجال الغزل والنسيج، وفي تكوين العديد من المناظر والكتابات والعناصر الزخرفية.

ومن أبرز تلك المقتنيات "ستارة الزمار" التي تعود للقرن الرابع أو الخامس الميلادي، والمصنوعة من الكتان والصوف، وهي تصور زَّماراً وإلى اليسار لوحة رأسية تتكون زخارفها من محاربين وراقصات وفى الوسط فرسان من نسيج القباطى من الكتان والصوف.

فن النحت

وفيما يخص المقتنيات الخشبية فإن المتحف يضم قطع خشبيه هامه تفيد في دراسة فن النحت فيما بين القرنين الرابع والسادس مثل باب كنيسة القديسة برباره المصنوع من خشب الجميز، ومذبح كنيسة القديس سرجيوس وواخس، بالإضافة إلى بعض القطع الخشبية مثل الأحجبة والأبواب التي ترجع للقرنين العاشر والرابع عشر الميلادي.

من أهم المقتنيات في المتحف القبطي، أقدم وأكمل نسخة من كتاب المزامير باللغة القبطية، وعثر عليه داخل مقبرة في محافظة بني سويف، يرجع تاريخه للقرن ٤-٥ الميلادى، ومخطوط أبصلمودية محفوظ بالمتحف القبطي مصنوع من الورق، ويرجع إلى القرن ١٧ الميلادى، والأبصلمودية هى كتاب التسابيح وكلمة أبصلمودية مشتقة من الكلمة القبطية- أبصال- أي تسبيح أو نشيد.

يوجد نوعين من الأبصلمودية، أبصلمودية سنوية يُصلى بها طوال ايام السنة، وأبصلمودية كيهكية يُصلى بها في شهر كهيك فقط.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز