عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
جبر الخواطر.. ومواجهة التنمر

همس الكلمات..

جبر الخواطر.. ومواجهة التنمر

في الوقت الذي تسعى فيه جميع قطاعات الدولة نحو "جبر خواطر" ذوي الهمم، سواء تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى هذا الصدد، التي بدأها خلال احتفالية "قادرون باختلاف"، أو من خلال شعورها بواجبها تجاه تلك الفئات التي يمثل وجودها نعمة من نعم الله على المجتمع؛ نجد في المقابل فئات ما زالت تصمم على التنمر والبعد عن أهم قواعد الإنسانية.. وبطبيعة الحال كل منهم له "الجزاء من جنس العمل".



ما الذي جعلني أتطرق إلى ذلك؟ في الواقع لتحقيق هدفين، أولهما الإشادة وشكر من جعلهم الله سببًا لرسم البسمة على شفاه أصحاب الهمم، ليكونوا قدوة ومبدأ أساسيًا للتعامل معهم، والثاني لنبذ من تسول له نفسه "التنمر" أو إيذاء ذوي الهمم.

 

وعلى صعيد "جبر الخواطر"، نجد قرارات الدولة الداعمة للتيسير على أصحاب الهمم، كان آخرها موافقة مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، على مشروع قانون بتعديل بعض مواد قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الصادر بالقانون رقم 10 لسنة 2018 تيسيرًا عليهم. 

 

ويقرر التعديل منح ذوي الإعاقة ميزة الاستعانة بالزوج أو أحد الأقارب حتى الدرجة الثانية، مثل الإخوة والأخوات لقيادة السيارة، أو وسيلة النقل المعدة لنقله، حال استحالة عدم وجود أحد أقاربه من الدرجة الأولى، وذلك في حال كون الشخص ذوي الإعاقة قاصرًا، أو كانت حالته لا تسمح بقيادة السيارة بنفسه، ولا يستطيع الاستعانة بسائق خاص، وذلك مراعاة للظروف الخاصة لتلك الفئات.. تحية لحكومتنا على ذلك التوجه.

 

يضاف إلى ذلك ما لمسه أصحاب الهمم من تكاتف الجميع لبث الثقة والسرور فيهم، منها على سبيل المثال تنظيم زيارة للبعض من ذوي الهمم إلى مقر الكلية الحربية، والاستقبال الحافل من جانب طلاب الكلية  لهم، وهو ما كشفت عنه الصور الحانية، التي تظهر الاحتفاء من دون تكلف والحب الحقيقي، الذي شعر به ذوو الههم، الذين أعطاهم الله- سبحانه وتعالى- القدرة على التمييز بين الحب الحقيقي والرياء وتأدية الواجب.

 

الأكثر من ذلك، قام طلبة الكلية الحربية بأداء التحية العسكرية لأصحاب الهمم العظيمة.. وقدموا عرضًا عسكريًا مبهرًا لهم، دليل على الاهتمام والاحترام، وحرص طلبة الكلية على أن يشارك أصحاب الهمم في كل أنشطتهم بمعداتهم الحقيقية، مثل الدبابات والعربات العسكرية وغيرها.

 

ولاستكمال سعادتهم حرصوا على ركوب ذوي الهمم الخيول، ومساعدتهم على الرماية بالبنادق بالميدان المخصص لذلك بالكلية، وكان هناك حرص كبير من قيادة الكلية الحربية على توفير مختلف الألعاب لذوي الهمم باستاد الكلية، حتى يشعروا ليس فقط بالفرحة، ولكن أنهم لا يختلفون عن الآخرين.

 

هذا إلى جانب ما قامت به وزارة الطيران المدني لدعم وتشجيع الشباب والأطفال من ذوي الهمم، حيث أكد الطيار محمد منار، وزير الطيران المدني، تقديم كافة الخدمات اللازمة لأصحاب الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة خلال سفرهم بالمطارات المصرية، وعلى متن رحلات الناقل الوطني مصر للطيران، وتسهيل إجراءات سفرهم، والتأكيد على اكتشاف مواهبهم المختلفة، ودعم قدراتهم الخاصة، وإرادتهم وعزيمتهم الكبيرة، والعمل على خلق مناخ جيد يستوعب إبداعاتهم.

 

إضافة إلى منح مصر للطيران تخفيضًا نسبته 20% على أسعار تذاكر رحلاتها لذوي الهمم و10% لمرافقيهم من أقارب الدرجة الأولى، كما استضافت أكاديمية مصر للطيران للتدريب، عددًا كبيرًا من ذوي الهمم في جولة داخل  الأكاديمية، وخوض بعضهم تجربة الطيران على الأجهزة المخصصة لذلك، مع ركوب طائرة حقيقية للتمتع بها خلال رحلة ترفيهية إلى مدينة الأقصر، لتحقيق أمنية ذوي الهمم في خوض تجربة السفر وزيارة الأماكن السياحية والأثرية بالمدينة.

 

كما لا ننسى استقبال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بمركز المحاكاة والتدريب البحري التابع للهيئة بمحافظة الإسماعيلية، 100 طفل من ذوي الهمم، بصحبة وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، لتشجيعهم على الإبداع وتنمية قدراتهم وزيادة وعيهم بمحيطهم، وذلك عبر زيارات ميدانية لقناة السويس لتعريفهم بأهميتها، وأيضًا زيارة قناة السويس الجديدة كأحد أبرز المشروعات القومية التي شهدتها مصر.

 

وتتفقون معي أنه في الوقت الذي يتم فيه الإشادة بتلك الجهود الحريصة على رعاية ودعم ذوي الهمم في مختلف المجالات وتحقيق أحلامهم، نجد في المقابل واقعة "التنمر" التي قامت بها معلمة إحدى المدارس الإعدادية بمنطقة شبرا، تجاه طالب من بينهم، وهو الطالب "عز الدين"، البالغ من العمر 13 عامًا، وهو من طلاب الدمج المحتاجين للرعاية، حيث تعدت عليه المعلمة بعبارات قصدت منها الحطّ من شأنه، ووضعه موضع السخرية بين زملائه، لمجرد أنه طلب الجلوسَ بأحد المقاعد الأمامية بالصف، فرفضت ونهرته وسخرت منه أمام زملائه، ثم عاقبته بتوجيهه لمديرة المدرسة، في ظاهرة تنمر واضحة تجاه الطالب، وهي الواقعة التي أكدها زملاؤه، وللأسف لم تراع تلك المعلمة أو مديرة المدرسة ظروف الطالب، ولم تحقق توجيهات الرئيس بضرورة تحسين الفرص التعليمية المقدمة للأطفال ذوي الإعاقات البسيطة، ما أثار غضب الجميع تجاه ذلك التصرف.

 

ولكن لا بد من الإشادة بما تم اتخاذه سريعًا من جانب وزارة التربية والتعليم، حيث قررت نقل معلمة المدرسة فورًا، مع إحالة الواقعة إلى النيابة للتحقيق فيها، وذلك حتى تكون عبرة لمن تسول له نفسه توجيه أي أذى لأصحاب الهمم.

 

أولستم معي أننا جميعًا في حاجة إلى رعاية ودعم أي اتجاه يهدف إلى دمج ذوي الهمم، وإتاحة التعليم والتدريب لهم بجودة عالية دون تمييز، ومساعدتهم على التكيف مع المجتمع من خلال دمجهم بالمدارس،  وجعلهم قوة منتجة ومؤثرة في المجتمع، دون تفرقة أو تنمر من جانب أصحاب النفوس الضعيفة، والجهلاء بقيمة هؤلاء في مجتمعنا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز