عاجل
الجمعة 28 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
“القيادة” (3) قادرون باختلاف.. قادرون بامتياز!

“القيادة” (3) قادرون باختلاف.. قادرون بامتياز!

ليكن الحديث من واقع الحدث.. ونحن نستكمل سلسلة حلقات القيادة والتي نسعى من خلالها لقراءة النسق السياسى والاجتماعى والاقتصادى الذي تُعاد من خلاله صياغة مصر المستقبل التي دخلت عصر الجمهورية الجديدة.. وهذا النسق إنما يدفع لقراءة فلسفة عمل القيادة السياسية.. فالقادة هم بُناة الأمم ومحركو بوصلتها نحو المصير السليم.



الكل شاهد الاحتفالية السنوية (قادرون باختلاف) والتي تعكس العزف الجديد للجمهورية المصرية التي باتت تنظر أخيرًا لذوى الهمم.. الكل تفاعَل مع تفاصيل إنسانية دقيقة بين الرئيس «السيسي» وملائكة أبهرونا بمواهبهم.. ولكن الأمْر من وجهة نظرى يتعدى مجرد الاحتفالية.. يتعدى مجرد الانتباه لذوى الهمم.

نحن هنا أمام (القدوة المجتمعية).. القائد الذي يقدم المَثل والقدوة لإصلاح تفاصيل دقيقة فى النسيج المصري، وهى إحدى أهم دعائم الترابط المصري فى ظل حُكم الرئيس «عبدالفتاح السيسي».

وهنا علينا أن نعود إلى حال المجتمع المصري قبل أن يتسلم الرئيس «السيسي» المسؤولية.. بعد ما جرى فى عام 2011 عمدت الجماعة الإرهابية إلى تنميط وتقسيم المجتمع إلى فئات لتشتيته وتفكيكه بهدف واحد هو الانفراد بمصير مصر للأبَد.. ظهر على السوشيال ميديا ما يُسمَّى بالقوائم السوداء تُقَسِّم النخب مع الميدان أو ضده وكأن مصر هى الميدان!

ثم ظهرت نعرة جيلية نحن الشباب أهل الحلم وأنتم عواجيز البلد اللى خرّبوها! كان مثل هذا الحديث يدور داخل البيوت المصرية.

ثم اكتمل الخراب المجتمعى بالتنميط الدينى.. هذا مسلم وهذا مسيحى أولاً..ثم هذا علمانى وهذا سُنّى، وهذا سَلفى وهذا شيعى وهذا صوفى، وبدأت الحرائق تشتعل فى مجتمع لم يعرف عمره الفكر الطائفى إلى أن وصلنا لنقطة إن لم تكن إخوانيًا فأنت كافر!.

كان الانفلات المجتمعى مرادفًا للانفلات الأمنى.. كلما زادت حدة الأول تعذر النهوض بالمنظومة الأمنية؛ لأن الأمن العام قبل أى شىء.

فى غمضة عين.. عاد المجتمع المصري 100 عام إلى الوراء وربما أكثر.. عاد إلى ما قبل ثورة 1919.. مجرد شعب.. لا تجمعهم قضية.. بلغ التردى مَداه أن المسلم يَسأل هل من حقى أن أعايد على جارى المسيحى؟ وكأن الإسلام يدخل مصر الآن وكأن المسيحية لم تستقبل الإسلام فى مصر!

وحين انتفض الجين الحضارى المصري واكتمل شمل الأمة حول قضية واحدة وهى استعادة مصر وكسر فك الإخوان الذي ظن يومًا أن بإمكانه ابتلاع هذه الأرض ومَن عليها لتحقيق وهْم الخلافة، وهى كذبة يتم ترويجها لتغيير مفاهيم الدولة الوطنية بجعل انتماء الشعوب إلى خارج الأوطان.. وخرج الملايين فى ثورة يونيو المجيدة والتي تمثل أحد أنبل وأعظم أيام مصر فى تاريخها القديم والحديث وبزوغ نجم القائد الذي يتحدى العالمَ دفاعًا عن وطنه وأهل وطنه.. لم يكن هذا ليمحو الإرث الاجتماعى الصعب والذي كان يعانى من تشنجات حادة انسحبت على كرامة كل مكونات المجتمع المصري.

وفضلاً عن هذا التنميط كان هناك منهج لتحقير المرأة وانتهاك الأطفال فما بالك بحال ذوى الهمم.. وكأن مصر وأهلها أصبحوا رهائن لأحقر وأخطر فكر عرفته الإنسانية.

قُم بتثبيت هذه الصورة فى ذهنك وانظر إلى ترابُط المجتمع المصري الآن ومسيرته نحو التمدن والتحضر مَهما انتابتنا نوبات عارضة نتفهم حضورها بين الحين والآخر لأنها نتاج مجتمعى لمرحلة عدم اليقين المصري وهى الفترة ما بين (2010 - 2014).. ثم اسأل نفسك: كيف تطور الفكرُ المجتمعى فى مصر؟

هل حصدنا مثلاً ثمار منتج تعليمى متطور؟ الإجابة لا؛ لا نزال نشق الطريق رُغم مقاومة التغيير.

هل هبطت على مصر من السماء نُخب فى كل المجالات قادرة على انتشال الأمة من أفكار ضالة؟.. الإجابة لا؛ وإن كان مشروع إنتاج نُخب مصرية جديدة بدأ يؤتى ثماره فى مختلف مفاصل الحياة المصرية.

كلمة السر كانت القيادة التي قدّمت القدوة فى السلوك العام.. القيادة التي تعزز مفاهيم التسامح الدينى والحرية الدينية وأن الدين لله ومصر للجميع ولا فرق بين المصريين على أى أساس، الكل سواء.

القيادة التي تعزّز احترامَ المرأة وتمكينها وتمكين الشباب من أجل القيادة وصناعة القادة فى كل المجالات. القيادة التي جعلت المجتمع ينتبه إلى ذوى الهمم.. وأنهم جزءٌ حاضرٌ فى حياتنا.. قادرون على كل شىء، ولكن قادرون باختلاف أو بمعنى أدق قادرون بامتياز.. وللحديث بقية. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز