عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الملاذ الآمن للإسفاف

الملاذ الآمن للإسفاف

ما حدث من استضافة الإعلامي شريف عامر لفتى شاب ممن خرجوا بأغنية تافهة على قناة إم بي سي مصر من المفترض أنها تدخل كل بيت مصري بعد أن اقترن اسمها باسم مصر  فنالت بذلك شرف الانتساب لمصر وهو شرف لا تستحقه للأسف، حدث لا يجب أن يمر بسهولة مهما كانت الدعوات أو المبررات التي تصنف القناة بأنها إعلام ترفيهى ليس من المفترض منها أن تقدم إعلاما جادا، ولكن هدفها تقديم ما يسلي.



 

 هنا يجب أن ندق ناقوس الخطر لأن هذه القنوات تستخدم إعلام الترفيه فى الوصول لعقول شبابنا ودس السم فى العسل والتسويق للتفاهة والانحطاط والسفالة والرخص المتمثل في مغني المهرجانات بداية من بيكا وحتى سوستة.

 

والسؤال: هل هذه مصر التي نعيش فيها ونريدها؟! نراها في مغني مهرجان تروج له قناة إم بي سي شخص بملابس رثة ممزقة يسير في شوارع مليئة بالقمامة والقذارة بجوار سيارة بالية خربة، مصر التي تصرف تريليونات الجنيهات من قوت شعبها لتجميل الشوارع والطرق وبناء مجتمعات عمرانية متطورة ومدن جديدة والقضاء على العشوائيات، مصر التي منذ أيام افتتحت طريق الكباش أقدم طريق أثري أبهر العالم كله ومن قبلها أقامت حفلا ضخما لنقل مومياوات ملوكها القدماء من متحف التحرير إلى متحف الحضارة وتنتظر خلال شهور لافتتاح أكبر متحف فى العالم، المتحف المصري الكبير؟

 

 بالتأكيد ليست مصر التي نعيش فيها والتي نفخر بالترويج لصورتها فى الخارج، ليست مصر الجميلة التي نتباهى بجمال شوارعها ومدنها، ليست مصر التي كان العالم كله يكتم أنفاسه عندما كانت سواعد أبنائها تسابق الزمن لتعويم السفينة ايفرجيفن والتي جنحت فى قناة السويس فتوقفت حركة التجارة العالمية بسببها وقام عمال مصر ومهندسيها وبحاريها بتعويمها بكل سلام.

 

مصر التي نحبها هى صورة ذلك الشاب الذي يعمل فى مصنعه لنصنع ما نلبس والمزارع الذي يزرع ما ناكل صورة العالم  الذي يعكف فى معمله ليبتكر ويخترع ليحسن من الواقع الذي نعيشه ويصنع المستقبل الذي نريده.

 

ما الصورة والمثل والقدوة الذي تريد القناة تسويقه وترويجه على الشباب بأن الصياعة والإسفاف والانحطاط هو اللى يكسب من خلال تقديم نماذج لمغني المهرجانات الذين لا يملكون صوتا جميلا أو أدنى المقومات الفنية فى حين أن لدينا كليات التربية والفنية ومعاهد الموسيقى ودار الأوبرا التي يدرس فيها المئات من شباب مصر وبناتها موسيقى راقية بهدف تقديم فن راقٍ ولكن لا تفتح لهم القنوات ويروج لهم لأنه مقصود عدم ظهور هؤلاء فى المقابل إعطاء الفرصة والتمهيد لما يمسى بمغني المهرجانات ليستولوا على الساحة.

 

هناك من يوفر الملاذ الآمن لمطربي المهرجانات ويغدق عليهم المال ويوفر لهم المنصات الإعلامية للتبجح فى الغناء فى الوقت الذي تمنعهم نقابة المهن الموسيقية من الغناء فى مصر حفاظا على الفن المصري من الانحطاط ولكن على الجانب الآخر تختفى القناة إياها بمغنى المهرجانات وتغدق عليهم الأموال فى محاولة للتسويق للانحطاط الفنى والاسفاف وكأن الرسالة التي تريد إيصالها للشباب وترسيخها أن الرخص هو من يكسب والانحطاط هو يوصلك الشهرة والاسفاف سوقه رائجه وله مشجعين وملاذ آمن يحتضنه.

 

ففي حين تروج إم بي سي لمغني المهرجانات على حساب الفن المصري والأغاني المصرية الأصيلة والمغنيين المصريين الذين تم الاستيلاء على ارشيف أغانيهم وأرشيف افلام وأغاني السينما وعدد من المسلسلات والمسرحيات ومنعت عن عمد من العرض بعد أن استولت عليها قنوات خليجية أخرى  يتم إفساح الطريق لمغنى المهرجانات وأمثالهم وبما يحملونه وما تحمله اغانيهم من فوضى وتسويق للبلطجة وتعاطى المخدرات بما يجعل الاطفال و الشباب الصغير يتأثر بهذه الاغانى وهذا السلوكيات  على المدى البعيد والقريب وهو أمر خطير جدا ، وخطره على مصر والأمة المصرية التي تخوض حرب التنمية والتحديث فى شتى المجالات وتخوض حرب ضد تعاطى المخدرات وضد الفوضى وعدم الانضباط مستمر وتأثيره كبير خاصة أن أطفالنا وشبابنا يوجهون السلاح لعيونهم وقلوبهم وهم يمسكون بالهواتف الذكية بين أيديهم وهم لا يعلمون انهم يلعبون بالنار التي قد تحرقهم وتحرقنا معهم.

 

لذلك يجب أن نرفع أصواتنا ضد من يروج لهذا الإسفاف ونؤكد أننا لن نسكت أبدا عن مواجهة كل من يريد أن يفرض وجهة نظره الخطأ على المصريين، لن نسكت وسنقولها كما أن هناك إعلاما يسوق للإسفاف بأمر وبإيعاز من ملاكه فإن هناك اقلاما مصرية ستدافع عن هوية مصر وفنها الأصيل ولن نسكت لهؤلاء وسنطاردهم وتكشف زيفهم وخبثهم وهي مهمة كل مصري شريف وكل قلم وطني.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز