انظروا رسائل احتفالية "طريق الكباش"

مهما كثر الحديث عن احتفالية طريق الكباش، لا يزال هناك الكثير والكثير من العبر والرسائل التي يجب تسليط الضوء عليها، ولا يمكن أن تمر مرور الكرام، وهى الاحتفالية التي شهدتها أرض الحضارة والسلام وملوك مصر القدامى مدينة الأقصر، والتي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسيدة قرينته، يرافقه وزير السياحة والأثار الدكتور خالد العنانى، وعدداً من الوزراء وكبار المسؤولين فى الدولة.

واسمحوا لى قبل سرد تلك الرسائل أن أشيد بالعرض الفنى الرائع الذي صاحب موكب الاحتفالية وأبهر العالم بأكمله، وكان ملائما لمكانة مصر وبعظمة الأجداد وعراقة الحضارة المصرية، وذلك من خلال المايسترو نادر عباسى، قائد أوركسترا وكورال الاتحاد الفيلهارموني، بداية من ارتداء المذيعات الزى الفرعونى باللون الذهبي والأزرق والأبيض.

جاءت أولى تلك الرسائل فى لمسة الحب والحنان التي ظهرت جلياً  فور وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي مقر الاحتفالية، وقام بمداعبة وتحية مجموعة الأطفال المشاركين فى الحفل بالزى الأزرق، والتقاط صورة تذكارية معهم، مما بث فى روحهم الحب والطمأنينة، وكانت لمسة حنان للرئيس الأب، الذي لم تشغله أنظار العالم التي تتابع الاحتفالية بشغف.

أما الرسالة الثانية الهامة فقد تجسدت فيما عبرت عنه الاحتفالية من نقوش ورموز، ومنها يظهر الاتحاد بين الشعب المصري ونهر النيل، هما  قوة مصر  على طول الزمان، وبالتالى الشعور بالأمان والازدهار والتقدم، وهى رسالة هامة لمن تسول لهم أنفسهم ويظنون أن فى إمكانهم التعدى على شبر واحد من مياه مصر، سواء آبى الحبشي أو غيره.. أو بث الفرقة بين أبنائها.

وحرصت الاحتفالية على تمثيل  "عيد الأوبت" الذي كان يعقد كل عام في مصر القديمة وله طقوسه الخاصة به، والذي يبدأ بالبر ويعود إلى النهر القائم على الفيضان والخير، تأكيداً على قوة نهرنا العظيم .

كما تتجسد رسالة أخرى هامة من خلال النظر إلى أن جميع التماثيل وعددها 1750 تمثالاً على طول طريق الكباش البالغ 2700 متر، وعمره 3400 سنة، جميعها بجسد أسد، رمز القوة والصلابة لبلادنا الغالية، ويؤكد أن الأقصر موسوعة لحضارة وآثار مصر.

كما أن الحرص على الحفاظ على ألوان التماثيل وعدم تغييرها بعد كل تلك السنوات، دليل على أن حضارة أجدادنا الغنية كانت تستهدف ما يعكس الأصالة والمعنى المميز لتلك الحضارة، وأيضا التأكيد على أن ترميم تلك التماثيل بأيدى مصرية تأكيد على أنه لن يعرف أحد قيمتها أو معناها سوى الفنان والمرمم المصري.

رسالة هامة تمثلت فى اهتمام الرئيس رغم انشغاله بهموم كثيرة، فقد حرص على إحياء تطوير الطريق عام 2017 من خلال توجيهات وبتنفيذ الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع العديد من الجهات، وكانت تلك الجهود قد توقفت عام 2011 رغم بدايتها منذ عام 2004، لتصبح الأقصر الأن متحفاً مكشوفاً للعالم، ومقصداً سياحياً فريداً .

وأيضاً رسالة أخرى تضمنها الفيلم التسجيلى المصاحب للاحتفالية، فقد تضمنت أهم لقطاته أن السائح الأجنبى لم يعد زائراً فقط، بل يحرص على الإقامة والعيش على أرض الأقصر، لانبهاره بعظمة آثارها وحضارتها الخارقة .

وأخيراً.. عندما يتم الاستعانة بأغنية "الأقصر بلدنا"، والتي قام بأدائها الفنان الشاب محمد حماقي فى احتفالية 2021، وهى أغنية مر عليها حوالى 60 عاماً وهى للفنان محمد العزبي، وذلك لا يعنى سوى أن الفن الأصيل يبقى ويدوم على  مر الزمان، مهما طالت الأيام والسنون.

أولستم معى، أننا جميعا شعرنا بالفخر لعظمة أجدادنا، وأن تلك الحضارة ستظل إلى ما لانهاية، وأن هناك الحاجة بصورة دائمة إلى تذكرة أولادنا بحضارتنا التي ليس لها مثيل، وغرس روح العظمة والانتماء لدى أولادنا للحفاظ على بلادنا، وتكون آثارنا ورمز حضارتنا مزاراً متواصلاً لنا للتعرف على  تاريخ أجدادنا، الذي يمثل عظمة الحاضر والمستقبل، فمن ليس له ماضى ليس له حاضر أو مستقبل.