عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

في الذكرى الـ 33 لرحيل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد

مشايخ وقراء يتحدثون عن قيثارة السماء في ذكرى رحيله

الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
الشيخ عبدالباسط عبدالصمد

تمر اليوم الثلاثاء الذكري ال33 لرحيل قيثارة السماء الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي ملأ صوته الشجي عنان الأرض والسماء فعندما تسمعه تشعر بأنك تسبح في ملكوت القرآن وجمال الوحي القرآني الذي أنزل علي سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام.



 

لم تكن شهرة الشيخ عبد الباسط  محليًا فقط بل امتدت لجميع أرجاء العالم سواء إسلاميًا أو غيره، حيث اعتنق  كثير ممن سمع صوته  الاسلام  بمجرد الاحرف الاولي التي تخترق القلوب .

 

ويحتفل اليوم العالم بذكري وفاته، كما تحتفل عائلته بذكراه بمسجد الحامدية الشاذلية كل عام بحضور أحبابه من القراء والمنشدين والمحبين علي مستوي العالم الإسلامي.

 

ولم تنس بلدته أيضا مدينة أرمنت بمحافظة الأقصر الاحتفاء والاحتفال بذكراه، حيث أقامت مدرسة  أرمنت الثانوية بنات احتفالا بذكرى رحيل قيثارة السماء الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وذلك بحضور نجله اللواء الشيخ طارق عبد الباسط عبد الصمد ، بحضور القارئ الدكتور محمد عطيه الرزيقى، بالإذاعة والتليفزيون  والنائب  محمد عطا الله عضو مجلس الشيوخ  ونقيب المعلمين أحمد مصطفى غبيش ومدير التعليم الثانوى والفنى رمضان أبوالحسن ورئيس مجلس أمناء إدارة أرمنت التعليمية ونائب المحافظة خيرت أحمد الطاهر والدكتور  أبوالحجاج عطيتو نائب رئيس مجلس أمناء إدارة أرمنت التعليمية وهدى عبد المريد  مديرة المدرسة والدكتور النوبي عبد الراضى كبير المعلمين وخبير اللغة العربية.

 

وأكد اللواء طارق عبد الباسط عبد الصمد خلال الاحتفالية والتي أكد من خلالها أنه فخور بوجوده في بلدته وبين أحباء الشيخ الذين يعشقون صوته ويتذكرونه دائما، وبدأ نجله يسرد قصة حياة والده حيث إن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ولد عام 1927 بمدينة أرمنت محافظة الأقصر، وكان الشيخ طفلا نابغا يتميز بالذكاء والحفظ مما جعله يحفظ القرآن كاملا دون سن العاشرة علي يد الشيخ الامير من كبار القراء بالقرية ولم يكتفي والدي بذلك بل أصر علي أجتياز القراءات والتوسع في بحرها علي يد الشيخ محمد سليم وهو من اسنا بلدة قريبة وعشق  والدي القران واتم حفظه وحظي برضا والديه حيث كان يتسم بالادب الجم والخلق الرفيعة التي يعرفها الجميع.

 

ومن خلال هذه الأجواء التي تربي فيها والدي لحبه وحفظه لكتاب الله وتطبيقا لتعاليم الاسلام، قام بتربيتنا انا وأخوتي فسلكنا هذا المسلك، حيث عشقت القرآن، وبدأت أرتل الآيات مثلما حفظني ابي إياها، لذا غرس فيّ أنا وأخوتي قراءة وحفظ القرآن وتدبر معانيه قائلا.. ويسلك هذا المسلك أخي الأصغر الشيخ ياسر عبد الباسط عبد الصمد والذي يتميز برقة وعذوبة الصوت. 

 

وكشف اللواء طارق عبد الباسط عبد الصمد، أنه تعلم هو وإخوته من الاب الذي كان يتسم بالعطف ورقة القلب الكثير، وكيف لا وهو  قيثارة السماء كما أطلقوا عليه وكان حسن الخلق والمظهرجميلا، حيث كان يقول إن الله جميل يحب الجمال، وكذا صفة عدم إنكار فضل الله وكرمه عليه من باب وأما بنعمة ربك فحدث وكان يوصينا دائما بصلة الرحم والتواصل مع الجميع لذا لم ننقطع عن بلدتنا ارمنت التي عشقها والدي وجعلنا نعشقها.

 

ويتذكر اللواء طارق عبد الباسط  قصة اعتماد والده بالإذاعة، حيث قرأ في مسجد السيدة زينب وكانت المدة المقررة له عشر دقائق ومن حلاوة صوته امتدت المدة وبالفعل بعدها ام اعتماده بالإذاعة المصرية ولشدة جمال صوت والدي تم تعيينه في بادئ الأمر بمسجد الامام الشافعي ويعد من أكبر المساجد ثم عين بعدها بمسجد مولانا الامام الحسين. 

 

وقال نجل الشيخ، إن والده طاف بلاد العالم وكان يتم استقباله بحفاوة لانه من حفظة وحملة كتاب الله ولصوته المميز  كما حظي والدي بالقراءة في المسجد الاقصي والابراهيمي وبمكة والمدينة.

 

وقال اللواء طارق، إنه تم مؤخرًا تقديم المصحف كاملا للاذاعة بقراءة ورش عن نافع المدني، حيث تم تسجيله قبل وفاة والدي بعامين بناء علي طلب شخصي من الملك محمد الخامس لبثها في الإذاعة المغربية  حيث إن هذه القراءة عن نافع هي المعتمدة في بلاد المغرب العربي 

 

وقال اللواء طارق أن والده حصل علي اعلي الأوسمة وتم تتويجه بارفع الانواط والأوسمة  سواء علي المستوي العربي أو العالمي، ويختتم حديثه بأن والده مرض بالمرض السكري في أواخر أيام حياته لينتقل الي الرفيق الاعلي يوم 30 نوفمبر عام 1988

 

ومن ناحية أخري رصدت "بوابة روز اليوسف" أقوال القراء والمشايخ بمدينة أرمنت مسقط رأس الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والذين طالبوا بضرورة إنشاء متحف أو معرض يتم من خلال عرض الاسطوانات النادرة ومقتنيات الشيخ عبد الباسط من الأوسمة والانواط وكل مايخصه لكي تراثا وعلامة بارزة لكل زائري المحافظة.

 

 صوت أرمنت لم ينقطع عبر الأثير

 

في البداية وصف الدكتور القارئ الدكتور  محمد عطيه الرزيقى القارئ والمبتهل بالإذاعة والتليفزيون وعضو نقابة القراء وعضو متابعة القراء بمحافظة الأقصر صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد بأنه  مزمار من مزامير آل داود يصدح في أرجاء العالم العربى والإسلامى ليلَ نهار إنه فضيلة العَلم الكبير رائد من رواد فن التلاوة المصرية، القارئ الشيخ عبد الباسط  محمد عبد الصمد  أول نقيب للقراء –رحمه الله – ما زال صوته يخترق القلوب والأسماع إلى أن يسكن في قلوب المحبين والعاشقين للقرآن وأهل القرآن  فقد حباه الله –سبحانه وتعالى – صوتا جميلا في تلاوة القرآن الكريم ترتيلا وتجويدا ، فما أجمله من قارئ متقن مجيد لأحكام التلاوة!، وما أعظمه من شيخ جليل جمع بين حُسن التلاوة وجمال الأداء ! كما وهبه الله فطرة سليمة وسَجية ذات طابع متميز حيث نشأ فى صعيد مصر حيث الجمال والصفاء والنقاء مما كان له الأثر الكبير فى تنشأته وتكوين شخصيته الدينية .

 

وأضاف الرزيقي، أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عرف بين أقرانه من القراء أنه  معجزة السماء بل وهدية السماء إلى الأرض ، حيث استطاع بأدائه الفريد المتميز  أن يسحر قلوب المسلمين فى كل مكان ، بل تخطى بتلاوته العرب والعَجم إلى  أن استمع إليه  الكثير من غير العرب فأسلم على يديه الكثير  بمجرد سماع صوته الطيب المبارك من السماء حيث كان سفيرا لدولة التلاوة المصرية فى مختلف بلدان العالم  . 

 

وإذا تحدثنا عن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد  من الناحية الفنية  فنجد الشيخ الحبيب وقد أتقن فن التلاوة فكان القرآن يخرج من فِيهِ كسلاسل الذهب وكالعسل المُصفى فهو يستطيع أن يتنقل بين الآيات بكل سهولة بدون نشاز فى أدائه الموسيقى وإنْ شئتَ فقل أدائه الصوتى لإتقانه المقامات الصوتية فكان يعطى لكل آية مقاما يتناسب مع معنى الآية القرآنية  فكانت التلاوة كلها تصوير نغمى صوتى، فكثيرا ما تتعرف على معنى الآية القرآنية من تلاوة الشيخ لأنه يصور الحال والمقام الذي تحويه دلالة الآيات وهو ما أسميه بـ هندسة التلاوة.

 

كما حَباه الله نَفَسَا طويلا يستطيع من خلاله إيصال معان جديدة ووقفات قرآنية غاية فى الدقة والجمال ، إنه القارئ الحاذق المتقن الذي جمع أحكام التلاوة ثم أكمل دراسته فى تعلم ودراسة القراءات القرآنية .

 

واضاف الدكتور القارئ والمبتهل بالإذاعة والتليفزيون، أن تلاوة الشيخ عبد الباسط  هى تلاوة القارئ الفاهم لكلام الله فهو يقرأ بتدبر ومعرفة للمعانى والمفردات العربية، وأخيرا –بصفتى – قارئ ومبتهل دينى ومن بلد الشيخ الحبيب الشيخ عبد الباسط عبد الصمد  أطالب أسرته الكريمة  وأحبابه  أن يُقام فى مركز أرمنت  - موطن الشيخ – معرض يحوى بعضا من تراث الشيخ ومزارا مفتوحا لمحبى الشيخ الجليل حتى تتشرف وتتبارك به أرمنت وأهلها

 

صوته الملائكي كان سببا لدخول البعض في الغرب الاسلام

 

أما الشيخ  القارئ والمبتهل منتصر الأكرت كبير مبتهلي الإذاعة والتليفزيون، فيؤكد أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد كان سببا لدخول بعض الأشخاص الاسلام  حيث كان أحد الطلاب بالهندسة بالغرب يسمع كثيرا الشيخ عبد الباسط فأصابت سهام صوت الشيخ قلبه فبدأ يقرأ في الاسلام وجاء خصيصا للأزهر وأشهر إسلامه وتعلم القران والقراءات وهناك نماذج كثيرة من ذلك

 

ويقول الأكرت، إن دخول الشيخ عبد الباسط عبد الصمد كان من باب السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها رئيسة الديوان فقد قرأ في مولدها وكان حاضرا هذه الاحتفالية مدير الإذاعة المصرية وحينما قرأ الشيخ ابهر الحضور بصوته وتلاوته المحكمة وجعل أصوات الناس تتعالي بلفظ الجلالة (الله الله) وبعد ذلك أصر مدير الإذاعة ألا يترك هذا الصوت بعيدًا عن المذياع لكي يستمتع العالم الإسلامي بصوته الشجي الندي ، حيث حباه الله بنفحة ربانية حيث إن الجميع أحب صوته وأحبوا كل من يقلد صوته أيضا  ولانجد قارئا ناب حبًا وشهرة مثلما نالها عبد الصمد. 

 

الأدب الجم وصلة الأرحام

 

ويستكمل الشيخ الأكرت كبير مبتهلي الإذاعة والتليفزيون حديثه عن الشيخ عبد الباسط، قائلا إن كان واصلا الارحام حريصا علي زيارتهم والانفاق علي اليتامي والمحتاجين والأرامل  فقد كنت في زيارته بمنزله باركنا انا والدكتور محمود أمين الاستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله وعندما ههمنا بالخروج فإذا به يخرج معنا وظننا أن خارج لكي يودعنا فقلنا له جزاكم الله عنا خيرا فقال أنه ذاهب إلي بعض أقاربه وعلمنا أنه كان يقوم بتوزيع احتياجاتهم.

 

بالإضافة إلي أنه قام ببناء  مسجدًا كبيرًا علي نفقته الخاصة  ببلدته حضرته الإذاعة المصرية وأول من قرا فيه هو الشيخ مصطفي اسماعيل، حيث إنه كان قريبا له هو والشيخ الطبلاوي وكذا الشيخ حشاد والذي أكد أنه كان متواضعًا فعندما كان يتصل به في منزله بالإسكندرية، ويرد عليه أحد الأبناء يقو ل له معك عبد الباسط عبد الصمد منزوعا من كافة الألقاب التي نراها الآن طبيب القلوب والشيخ العالمي وخلافه. 

 

ويفتخر الشيخ أسامة الرزيقي قارئ قرآن كريم أنه من أبناء مدينة أرمنت بلد الشيخ عبدالباسط عبدالصمد القارئ الذي ولد فى مدينة أرمنت التابعة لمحافظة قنا. 

 

وأضاف الشيخ الرزيقي، أن انتساب الشيخ عبد الباسط للإذاعة كان مصادفة وقتها في مسجدالسيدة زينب سنة ٥٠ وهو يتلو من سورة الأحزاب في حضورالشيخ  الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية وقتها وما أدارك مالشيخ الضباع الذي أعجب بالشيخ وأشارعليه بالتقدم لإذاعة المصرية التي  كانت أركانها مليئة بصفوة قراء مصركالشعشاعي والصيفى والشيخ ندا والقيصر و الشيخ رفعت وغيرهم ولكن الشيخ سرعان مازاحم هؤلاء العظماء فكان أداء الشيخ مميزات قدومه للإذاعة المصرية، كالغيث إذا أقبل استبشر الناس خيرا فنهالت الدعوات عليه من جميع الدول وكان يقول رحمه الله ما ذهبت مكانا في ربوع مصر ولاغيرها  الا حالفني التوفيق وكان يخرق له برتوكلات الدول، وكان يستقبل كرؤساء الدول فنحن في أرمنت ماعرفنا عالميا ولامحليا الأ بأهله كالشيخ عبدالباسط وأحمد الرزيقي. 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز