عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أحمد فايز يكتب: مسرح البولشوى والعرض مستمر

أحمد فايز
أحمد فايز

مسرح البولشوي أو بولشوي تياتر كما يطلق عليه بالروسية، والذي يقع فى وسط العاصمة موسكو، يُعد واحدًا من أهم وأرقى المسارح العالمية، وأحد أبرز المعالم التاريخية والثقافية في موسكو على مر العصور.



تعرض المبنى إلى كوارث عديدة، منها فيضان مياه، وحرائق وقصف من هتلر، لكنها لم تستطع أن تنهي رمزًا تاريخيًا من أهم رموز الثقافة والفن في العالم، وتجد صورته على ورقة المئة روبل.

 

 

يهرع لزيارته كل القادمين إلى موسكو، إما للاستمتاع بالعروض العالمية التي يقدمها، فهو يحتضن أقدم فرقة باليه في العالم، والتي تتكون من 200 فنان، وهى حلم يصبو إليه كل راقص وراقصة باليه على طريق الشهرة، أو لمشاهدة ذلك المبنى الفاخر الذي شهد قياصرة وأميرات طواهم الزمن، فهو مثالًا رائعًا لفن العمارة الكلاسيكية، وهو عبارة عن مبنى ضخم مكون من ست طوابق، يضم رواقًا غاية في الإتقان مكون من ثمانية أعمدة يعلوها تمثال أبولو في عربة يجرها أربعة خيول، وأربع شرفات مصممة بطريقة كلاسيكية باهرة، وتتسع الصالة الرئيسية إلى حوالي 3000 متفرج.

 

 

 

تاريخ إنشاء مسرح البولشوي

يعود تاريخ تأسيس مسرح البولشوي إلى عام 1776، عندما منحت الإمبراطورة كاترينا الثانية إلى الأمير بيوتر أوروسوف (1733-1813) حق الامتياز لتنظيم عروض الأوبرا والباليه والدراما لمدة عشر سنوات، وبني أول مبنى للمسرح على ضفة نهر نجلينكا، مطلًا على شارع بيتروفكا، فأطلق عليه اسم "بيتروفسكي"، وافتتح في 30 ديسمبر عام 1780، وعبر تاريخه الطويل تعرض لحرائق عدة، إلى أن اتخذ شكله الحالى بتصميم غاية في الروعة، نفذه المهندس المعماري "جوزيف بوفيه" عام 1825، ونظرًا للحجم الكبير للمبنى الجديد، أطلق عليه اسم "بولشوي تياتر" أي المسرح الكبير.

 

 

 

محطات تاريخية

لمدة 30 عامًا قدم بولشوي تياترو عروضًا دراماتيكية، وأوبرا، وباليه، وفي عام 1853 اندلع حريق كبير في المسرح استمر لمدة ثلاثة أيام، حرق كل ما جاء في طريقه من آلات المسرح وأزياء، لكن سرعان ما أُعيد بناؤه وتوسعته بسرعة قياسية ليكون جاهزًا للمشاركة في احتفالات يوم تتويج الإمبراطور ألكسندر الثاني، وفتحت أبوابه للجمهور مع عرض لأوبرا "أنا بيوريتاني" للملحن الإيطالي فينتشنزو بيليني عام 1856.

وبعد ثورة عام 1917 كانت جميع مؤتمرات السوفييت، ودورات اللجنة التنفيذية المركزية للحزب الشيوعي تُعقد جميعها في مسرح البولشوي، وكان هو مكان إعلان تأسيس دولة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية في عام 1922.

وفي عام 1935 تم نسج ستائر جديدة على أساس رسم للفنان فيودور فيودوروفسكي، وتم تطريز التواريخ الثورية عليها (1871، 1905،1917)، وتم استبدال الستائر المسرحية الإمبراطورية بستائر السوفييت الذهبية، ولمدة خمسين عامًا كانت هي الستائر السائدة في المسرح، وقد كان ستالين واحدًا من عشاق الفن، فقد كان يدخل إلى المسرح عبر ممر سري تحت الأرض ليجلس في مقصورته إلى يمين المسرح.

وأثناء الحرب العالمية وفي عام 1941، سقطت قنبلة على مبنى مسرح البولشوي، وألحقت أضرارًا بالغة بالردهة، ثم بدأت أعمال الترميم في شتاء عام 1942، وافتتح مسرح البولشوي أبوابه للجمهور مرة أخرى بإنتاج أوبرا "حياة القيصر" عام 1943 للملحن الروسي ميخائيل جلينكا.

وفي عام 1957 قدمت الفنانة "نعيمة عاكف" عرضا راقصا في مهرجان دولي للشباب على خشبة مسرح البولشوي، وفازت بالمركز الأول لأفضل برنامج رقص، شارك فيه راقصون من أكثر من 50 دولة، وحتى يومنا هذا تجد صورة خلدت هذا الحدث معلقة في بهو مسرح البولشوي على جدار الشهرة.

 

 

 

وفي عام 2005 أوقفت جميع العروض، وأغلق مسرح البولشوي أبوابه ليخضع لعملية ترميم شاملة ونوعية، وبتكلفة بلغت 680 مليون دولار، وتمت إعادة نسج المفروشات، وإعادة تصميم الثريات الكريستالية التي تحمل طابع القرن التاسع عشر، واستخدم ما يقارب 10 كيلوجرامات من أوراق الذهب في التصميم الداخلي لطلي جميع الشرفات، وكان التطوير الكبير جليًا في ما وراء الكواليس من صوت وإنارة وتقنية، وتم ترميم أكبر خشبة مسرح في أوروبا، تشكل قياسات الخشبة الرئيسية فيه 21×21م، وفي المسرح حاليًا 4 خشبات: الخشبة الرئيسية، والخشبة الخلفية، والجيب الأيسر والجيب الأيمن، وهي عبارة عن خشبات مسرح متغيرة، وأسدلت ستائر جديدة تحمل شعار دولة روسيا الفدرالية، وأحدث قصصه ليلة إعادة افتتاحه الباهرة التي شهدت يوم 28 أكتوبر 2011 حفلًا أسطوريًا حضره رؤساء دول عظمى وشخصيات سياسية واجتماعية نافذة توزعت على مقاعده، آتية من شتى بقاع الأرض، وبيعت بعض تذاكر حفل إعادة افتتاح مسرح البولشوى بمبالغ طائلة وصلت إلى 10 آلاف دولار للتذكرة الواحدة.

 

 

 

مسرح البولشوي وروائع الفن العالمي

أقيمت على مسرح بولشوي العروض العالمية كبحيرة البجع، والأميرة النائمة لمؤلف الموسيقى الروسي تشايكوفسكي، وأخرى للموسيقار سيرجي بروكوفييف "روميو وجولييت"، وسبارتاكوس، كما ضم ألمع الموسيقيين الأوروبيين، خاصة من إيطاليا مثل روسّيني، فيردي وبوتشيني، فرانشيسكا داراميني للموسيقار راحمانينوف، وإلى منتصف التسعينيات ومعظم عروض الأوبرا الأجنبية تقام على خشبات هذا المسرح بلهجات مختلفة وبجمهور متجدد في كل مرة. وأيضًا من بين روائع الأوبرا الروسية والعالمية التي يمكن مشاهدتها في مسرح بولشوي: "كارمن" لجورج بيزيه، و"يفجيني أونيجين" لتشايكوفسكي، و"سادكو" لنيكولاي ريمسكي- كورساكوف، و"زواج فيجارو" والتي ألفها موتسارت وغيرهم.

وعلى الراغب فى حضور عرض راقص أو مسرحي في مسرح البولشوي عليه أن يحجز تذكرته قبيل أشهر من موعد العرض.

 

الموقع الإلكتروني:

www.bolshoi.ru/en

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز