مؤكدين أن الفن قدم صورا متنوعة ومؤثرة عن الرجل
نقاد فنيون لـ"بوابة روز اليوسف": الأعمال الفنية قدمت نماذج للرجال بها الكثير من المبالغة
أمنية فوزي
يحتفل العالم، يوم 19 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للرجل، بهدف تعزيز الوعي بقضايا الرجال، من الصحة العقلية ومفهوم الذكورة السامة الموروثة في الأغلب من عادات وتقاليد ثقافية قديمة جسدتها الأعمال الفنية كثيرا على رأسها "سي السيد"، الصفات الذي يتبعها الكثير من الرجال كنهج حياتي لا يمكن لأي امرأة تخطيه، في مقابل تجسد ما يسمي بـ"العوض"، الذي يملك العديد من صفات فتيان أحلام البنات.
ربما يعجبك
جسد الفنان الراحل نور الشريف في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" الرجل المكافح المخلص المجد في عمله رغم أميته، بالإضافة إلى تجسيد الفنان ظافر عابدين الزوج الحنون على زوجته المريضة وتصارعهما للشفاء من السرطان.
وقد ظهر الفنان محمد ممدوح في مسلسل "خلي بالك من زيزي" مجسدا الرجل المنظم والكلاسيكي، المحب للطبخ، والمساعد لجميع الناس.
كما عرض مسلسل "هذا المساء" الفنان أحمد داود نموذجا للرجل الذي فضل الحب والتمسك باختياره، رغم كونها ليست عذراء على عادات وتقاليد المجتمع.
وتزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للرجل، طرحت "بوابة روز اليوسف" عددا من التساؤلات للنقاد الفنيين حول الصورة الذهنية المقدمة للرجل بالأعمال الفنية ومدى واقعيتها.
أعمال متعددة.. وأدوار مؤثرة
وعبرت الناقدة الفنية حنان شومان عن رأيها قائلة: "لا نستطيع القول إن الأعمال الفنية رسخت صورة ذهنية موحدة عن الرجل المصري على النقيض في أدوار المرأة على سبيل المثال، بل تعددت الأعمال التي تجسد شخصية الرجل المصري وصفاته المختلفة، خاصة الأدوار المؤثرة.
وأضافت شومان في تصريحاتها لـ"بوابة روز اليوسف"، أن الأعمال الفنية لا ترسخ صورة نمطية للرجل المصري بل أعطته مساحة كبيرة من التنوع ما بين الرجل الشرقي المتعصب، والعنيف وفي مقابله تضع صورة رجل رقيق، محب، حالم.
كما أشادت أنه من خلال رحلاتها إلى دولة المغرب، رأت العديد من الفتيات يحلمن بالزواج من رجل مصري لما نقلته إليهم الأعمال الفنية المصرية من صفات وصور مختلفة، من الجائز عدم اشتراكها في رجل واحد في الواقع، بل جعلت لديهن الرغبة في الزواج بمصري لكونه أكثر رقة ورومانسية مع الشدة والغيرة من الرجل المغربي الصارم أغلب الوقت، وهذا يعود لعدم حصر الأعمال الفنية لصورة واحدة متكررة للرجل المصري، بل حصرت أنماطا أخرى من أدوار النساء على سبيل المثال "الراقصة امرأة منحرفة، مساعد الراقصة رجل مخنس، السكرتيرة خاطفة للرجال".
وأوضحت الناقدة الفنية، أنه من الصعب الإشارة إلى أفضل الأعمال الفنية تجسيدا للرجل المصري، وأفضل ممثل جسدها لعدم توحيد صورة لهذا النوع في جميع الأعمال المقدمة، بل وجد منذ زمن كبير في الفن كنموذج الفنان الراحل "أحمد زكي"، الذي لعب العديد من الأدوار الفنية تظهر صور متنوعة من صفات الرجل المصري المختلفة؛ منها: "المستهتر، المحب، المشاغب، الأب، الزوج، الحبيب.. وغيرهما".
وأكدت أن الفن أصل المبالغة، لكنه يمس الواقع بشكل أو بآخر، والكثير من الأعمال الفنية القيمة التي من ضمنها ثلاثية نجيب محفوظ أعطننا حيزا واسعا لرؤية أنماط وصفات مختلفة للرجال منها الشرقي المتعصب، والوطني، بالإضافة إلى النموذج الشاذ.
واختتمت شومان حوارها لـ"بوابة روز اليوسف"، بالحديث عن أن التنميط في الفن أحد مآسي الأعمال الفنية، وترى أن "الزوجة الثانية" مؤخرا كان من الأعمال التي غيرت الصورة المنمطة لرجل الدين كونه ملاك سمائي، لإيجازة استخدام الدين في غير محله.
نماذج بها الكثير من المبالغة
ومن جانبه قال الناقد الفني كريم المصري، أنه لا يوجد صورة ثابتة طرحت للرجل المصري في الأعمال الفنية، خصوصاً في الأعمال ذات طابع الدراما الاجتماعية في جميع الأوقات، بل يظهر نموذج لراجلين الأول يقوم بظلم المرأة والثاني يقوم بدعمها، ولذلك لم تتكون صورة واضحة.
وعبر كريم عن وجهة نظره في تصريحاته لـ"بوابة رو اليوسف"، بأن هناك الكثير من الأعمال التي تناولت فكرة الرجل المصري ولكن فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" للراحل أحمد زكي والأب الذي يجاهد من أجل مستقبل ابنته، هو أفضل من جسد الرجل المصري في الأعمال الفنية.
وأضاف أن الدراما في الحقيقة قدمت نموذج الرجل المصري، به الكثير من المبالغة، سواء على الصعيد الإيجابي أو السلبي، وقليلاً من الأعمال التي ارتبطت بالواقعية.
كما صرح عن رفضه لمصطلح الدنجوان، فالفنان بحجم موهبته وليس بوسامته، كما يرى أنه من الضروري النظر للموهبة وليس الوسامة، ولو تحول السؤال عمن الأفضل الآن يوجد الكثير، ولكن الأكثر تميزا الآن هو النجم محمد فراج.
جوجل نيوز
