عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

إذا أردت طالبا ذكيا ومواكبا للعصر

التكنولوجيا والتعليم يجب ألا يفترقان

التكنولوجيا والتعليم
التكنولوجيا والتعليم

التعليم ومشاكله قضية لا تنتهي، وهذا العام اشتبك وزير التربية والتعليم مع أولياء الأمور والطلاب بسبب إصراره على التغيير في المناهج وطرق التدريس، ومن هذا المدخل أناقش معكم كتاب التكنولوجيا والتعليم الصادر مؤخرًا عن سلسلة الثقافة العلمية للشباب بالهيئة العامة للكتاب، فقد فرض التقدم العلمي والتكنولوجي في عصرنا الحالي والمسمى بعصر المعلوماتية تحديات كثيرة واختلافًا جذريًا للتعامل، من أجل مواكبة أدوات هذا العصر وطبيعته في جميع مجالات الحياة، خاصة في مجال التعليم ولهذا نشأ مصطلح "تكنولوجيا التعليم"، والذي يهدف إلى منظومات تعليم جديدة ومستحدثة تؤثر إيجابيًا في النظام التعليمي عن طريق الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، بهدف الارتقاء بمستوى التعليم في مصر، وبلا شك فإن هذا النوع من التعليم يوفر معلومات عديدة ويساعد الطلاب على الانتباه والتركيز وإخراج طالب يحمل عقلية نقدية، فضلا عن تحسين عملية التعليم من أجل مستقبل أفضل. 



إمكانية التعليم عن بُعد

هذا ما تريد أن تقوله الدكتورة رشا الوتيدي مدرس تكنولوجيا التعليم بكلية التربية بجامعة حلوان في كتابها، وتؤكد أن التكنولوجيا تلعب أدوارًا غاية في الأهمية في العملية التعليمية منها: المشاركة الفعالة للطلاب والتفاعل مع المعلم، وسهولة الوصول إلى المعلومات وهي القوة الدافعة لأي مجال، ناهيك عن زيادة إمكانية التعليم عن بُعد والتعلم مدى الحياة، من خلال انتشار المنصات التعليمية المختلفة على الإنترنت وإتاحة برامج التعليم عن بُعد، كما أن التعليم من خلال التكنولوجيا أصبح أكثر متعة فقد يكون تعلمًا قائما على اللعب أو الانغماس في رحلات حول العالم أو ممارسة أنشطة قائمة على التكنولوجيا، وبالتالي لم يعد هناك تعليم نمطي ممل لا يناسب جيل هذه الألفية. 

 

نحن من نملك التكنولوجيا

وتلفت الدكتورة رشا الوتيدي أن التكنولوجبا أصبحت نمط حياتنا، فيجب علينا أن نألفها ونتعامل معها بكفاءة وألا نقع فريسة لها بأن تكون هي المتحكمة فينا أو أن تسلب ارادتنا نحو التقدم، والانتقال بأنفسنا بما يفيدنا ويفيد مجتمعنا، وأن نضع نصب أعيننا أننا نحن من نملك التكنولوجيا وليست هي من تملكنا. 

وتكنولوجيا التعليم كما تقول المؤلفة، تمثل حلقة الوصل بين متطلبات التعليم وطبيعة العصر الذي يتسم بسيطرة التكنولوجيا متسارعة التغير بكل صورها، وهي المجال الذي يطبق مخرجات العلوم المختلفة في ميدان التعليم فهي تهتم بالعلوم السيكولوجية والمناهج وطرق التدريس والاتصالات وعلم المعلومات، وبمعنى أوضح فإن تكنولوجيا التعليم تهتم بتفعيل استخدام مختلف مجالات التكنولوجيا في الحقل التعليمي.

 

وتطرح المؤلفة عددًا من الأسئلة في كتابها المهم منها: هل مفهومنا للتعليم والتدريس في هذا الإطار سوف يتغير، وهل سيفرض علينا القرن الواحد والعشرين متطلبات ذات طبيعة خاصة في التعليم؟

 

وتجيب: أن التعليم أصبح قضية جدلية بين كثير من العلماء فيما يتعلق بدوره في المجتمع والمهام الموكلة إليه، وطريقة إعداد الطلاب لكي يواجهوا العصر الذي يعيشون فيه بقدر كافٍ من المعارف والمهارات، ومن أهمها: التفكير الناقد حتي يمكنهم التفاعل مع المتغيرات والمستجدات، وتتمثل في القدرة على التفكير الكلي، وحل المشكلات واتخاذ الأحكام والقرارات، وهناك أيضًا القدرة على الإبداع والتشارك والتواصل والتعبير عن الأفكار بفاعلية عن طريق استخدام كل أشكال الاتصال الذي توفره تكنولوجيا التعليم. 

 

مهارات الثقافة الرقمية

وتضيف الدكتورة رشا الوتيدي: أن هناك عددًا من مهارات الثقافة الرقمية، التي ينبغي أن يجيدها الطلاب منها الثقافة المعلوماتية، لتمكنهم من فهم الحقائق بمعنى الوصول للمعلومات بفاعلية وكفاءة، والتمييز بين المواقع الموثوق فيها وغير الموثوق فيها، والقدرة على إجادة استخدام أجهزة الكمبيوتر ومشغلات الميديا وأدوات الاتصال والشبكات الاجتماعية بشكل ملائم وفاعل. 

المبادرة والإنتاجية

وترى أن استخدام تكنولوجيا التعليم بهذا المفهوم، يكسب الطلاب مهارات عديدة في الحياة والعمل منها: المرونة بمعنى القدرة على معرفة كيف تستجيب للتغير، ومتى تتغير، وكيف تتغير؟، وهناك أيضًا القيادة والقدرة على وضع الأهداف، وكذلك المبادرة والإنتاجية، والقدرة على إتمام العمل بالمستوى المطلوب، والتمكن من إدارة الوقت والتعاون مع الآخرين.  

 

وهكذا ترى مؤلفة كتاب التكنولوجيا والتعليم الأهمية القصوى للتكنولوجيا وضرورة استخدامها في العملية التعليمية، لما توفره من بدائل تثري العملية التعليمية، وتؤدي إلى مخرجات مختلفة تفيد المجتمع وأفراده. 

 

التطبيقات التكنولوجية

وتسرد الدكتورة رشا الوتيدي في كتابها عددًا من النماذج التي تقدمها التكنولوجيا في التعليم وقدرتها على تحسين العملية التعليمية في مصر، وانعكاس ذلك على الإدارة والطلاب معًا ومنها: تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإدماج الروبوت في العملية التعليمية، خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك ما يُعرف بتكنولوجيا إنترنت الأشياء وتطبيقاتها المختلفة مثل السبورة الذكية، وتحديد الهوية بموجات الراديو لنقل البيانات والمعلومات للطلاب.

وهناك أيضًا ما يُعرف بالتطبيقات التكنولوجية، التي تستخدم تكنولوجيا الواقع الافتراضي، والواقع المعزز وهو تطوير للواقع الافتراضي، وهو تكنولوجيا قادرة على الدمج بين العالم الحقيقي والافتراضي، ويمكن استخدامه في دراسة المجالات العلمية كالعلوم الفلكية ومجالات اللغة، بالإضافة إلى ذلك هناك طرق ووسائل تكنولوجية عديدة تقدمها التكنولوجيا للتعليم، وكلها من شأنها أن تقدم لنا طالبًا قادرًا على التعامل مع متغيرات العصر الذي نعيشه، ويؤثر فينا بالإيجاب والسلب.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز