عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

أقاليم بلاد مالي

د إبراهيم محمد مرجونة
د إبراهيم محمد مرجونة

تضم مملكة مالي خمسة أقاليم، كُلّ منها عبارة عن مملكة لها حكم ذاتي محلي، وهي: إقليم مالي: يقع وسط المملكة، ويحدّ من الغرب إقليم صوصو ومن الشرق كوكو، وقاعدة الإقليم مدينة (بني)، وهي مدينة بيوتها مبنية من الطين، ومسقفة بالخشب والقصب، وغالبية تلك البيوت على شكل قباب، وأرضها رملية، والمدينة غير مسوّرة، ويحيط بها عِدَّة فروع للنيل من جهاتها الأربع، بعضها لا يعبر فيه إِلَّا سفن، ولملك الإقليم عِدَّة قصور يحوطها سور واحد.



 

إقليم صوصو: سمي باسم سكانه، ويحدّه من الشرق إقليم مالي ومن الغرب إقليم غانة، ومن الجنوب الغابات الاستوائية والقبائل الوثنية، ولم يردّ اسم هذا الإقليم في المصادر التالية للقلقشندي، ولم يذكره العمري ضمن أقاليم المملكة، ويبدو أَنَّهُ اتخذ اسمًا جديدًا بعد انتشار الإسلام في المنطقة. 

 

إقليم كَوكَو: يقع شرق إقليم مالي من الغرب وتحدّه مملكة كانم وبرنو، ومن الشمال الصحراء، أَمّا الجنوب فشعب الهوسا وبعض القبائل الوثنية السودانية، ومدينة كوكو هي عاصمة الإقليم، وتقع شرقي نهري النيجر، إذ يمر بها ثمَّ يغوص في رمال الصحراء، كما يغوص الفرات في بطائح العراق، وهي واقعة بين خط الاستواء وبين أول الإقليم الأَوّل، إذ يقابلها مسلمو غانة من الغرب، ومسلمو كانم من الشرق، وأهلها مسلمون، ولباس عامة أهلها الجلود، يسترون بها عوراتهم، وتجارها يلبسون الأكسية، وعلى رؤوسهم كرازين، ولباس خواصهم الأزرق، وقاعدتهم مدينة كوكو تقع جنوب البلاد، وهي مقر صاحب البلاد، وهو وثني كافر بجميع الأديان.

 

إقليم غانة: يقع هذا الإقليم غرب إقليم صوصو، ويجاور البحر المحيط الغربي، وقاعدة الإقليم أو عاصمته مدينة غانة التي تقع على ضفتي النهر (النيل)، وتمتاز بوجود مناجم الذهب، لا سِيَّمَا في مناطق الجنوب، ويحكم الإقليم حاكم يدعى السلطان، ويدعي أَنَّهُ من نسل الإمام الحسين، ولغانة نيل شقيق لنيل مصر يصب في البحر المحيط، وتقع على ضفتيه مدينتان إحداهما للمسلمين والأخرى لغيرهم، وفي أرضها الذهب ظاهر، ولهم في النيل زوارق عظيمة، وأهلها يستخرجون الذهب ويصنعونه كاللبن، ويصدر لها التين، والملح، والنحاس، ولها ملك ضخم في عدد الجنود، وله ممالك عديدة فيها ملوك تحت يده.

 

إقليم التكرور: ممن أشار إلى مدينة التكرور البكري (ت852ه)، والذي وصف المدينة بأَنَّها كانت على شرك وعبادة الأصنام، حتّى حكمهم أرجابي بن رابي، الذي أَسلم وأقام شرائع الدِّين الإسلامي، وحمل أهل التكرور على الإسلام في وقت كانت سائر السودان الغربي على شرك وعبادة الأصنام.

 

وتطور اسم التكرور ليشمل مناطق السودان الغربي كُلّها، بعد أَنْ كانَ يطلق على مدينة التكرور فقط، "والتكرور بلاد تنسب إلى قبيلة من السودان في الأقصى جنوب المغرب، وهي مدينة لا سور لها وأهلها مسلمون وغير مسلمين، ذلك في القرن السابع الهجريّ".

 

وينتشر اسم التكرور بالمشرق ليعبر عن مفهوم كُلّ أرض السودان الغربي، التي كانت تسمى بأرض التكرور، وملكها هو ملك التكرور، وصاحب تلك المملكة– دولة مالي– وهو المعروف عند أهل مصر بملك التكرور، لأن التكرور إِنَّما هو إقليم من أقاليم السودان الغربي، والأحب إليه أَنْ يُقال: صاحب مالي لأَنَّهُ الإقليم الأكبر، وهو به أشهر، ويحدد القلقشندي إقليم التكرور جغرافيًا بأَنَّهُ يقع غرب إقليم كوكو، ويمتد إلى المحيط الأطلسي غربًا، وفي الشمال تحدّه الصحراء الكبرى، وقبائل مملكة الملثمين من صنهاجة وغيرها، وعاصمة هذا الإقليم التكرور التي تبعد عن سجلماسة مسيرة أربعين يومًا، وهي مدينة على جانبي النيل حيث الطول والعرض، والتكرور قسمان، قسم يسكنه الحضر في المدن، وقسم رحالة يسكنون في البوادي، وطعامهم السمك، والذرة، والألبان، وأكثر مواشيهم الجمال والماعز، ولباس عامة أهلها الصوف، وعلى رؤوسهم كرازبن صوف، ولباس خاصتهم القطن، وأكثر ما يسافرون به تجار المغرب الأقصى إليها الصوف، والنحاس، والخرز، ويخرجون منها بالتبر والعبيد.

 

أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية 

ورئيس قسم التاريخ- كلية الآداب

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز