عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هجرة آل الجلندي إلى كينيا

د إبراهيم محمد مرجونة
د إبراهيم محمد مرجونة

تمتع آل الجلندي باستقلال كبير في عمان في بداية العصر الأموي، وكانوا يسيرون أمورها دون الرجوع إلى الخلافة الأموية في دمشق، مع أن عمان كانت تابعة لأمير العراق، ولما اضطربت أحوال الدولة الأموية بعد وفاة يزيد وقويت شوكة الخوارج في شرقي شبه الجزيرة العربية، وسيطر نجدة بن عامر الحنفي من الخوارج على البحرين، أرسل ابن عامر جيشًا إلى عمان بقيادة عطية بن الأسود الحنفي، وكان يحكم عمان في تلك الفترة عباد بن عبدالله بن الجلندي من قبيلة الأزد العمانية، ويعاونه أبناء سعيد وسليمان، فقتل عباد واستولى الخوارج على عمان الذين كانوا من أقوى وأعنف خصوم الأمويين، واختار الخوارج عمان لطبيعتها الجبيلة وامتداد الصحاري الجرداء في غربها، ما يجعلها ملجأ حصينًا يلوذون به في حالة الخطر.



لم يؤيد أهل عمان الخوارج وأيدوا آل الجلندي، واستغلوا الفرصة حين عودة عطية إلى البحرين، بعد أن أمضى أشهُر في عمان، وانقضوا بمساعدة سعيد وسليمان على أبي القاسم نائب عطية في عمان وقتلوه وبذلك عادت عمان لآل الجلندي.

 

ثم اهتم الأمويون باستعادة سيطرتهم على عمان، لكن سعيد وسليمان كانا يقومان بطرد الولاة أو بقتلهم الذين كانت ترسلهم الخلافة الأموية إلى عمان، وعند ذلك أرسل والي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد عبدالملك بن مروان (65-85هـ/ 685-705م) قوة بحرية وبرية كبيرة اشتبكت في معارك مع أهل عمان واستطاعت إلحاق الهزيمة بهم والقضاء على نفوذ آل الجلندي، ومما ساعد على هزيمة أهل عمان، السياسة القبلية التي اتبعها عبد الملك بن مروان، حيث استعان ببعض القبائل على البعض الآخر، فاستعان بقبائل نزار ضد قبيلة الأزد العمانية.

 

وعند ذلك حمل سعيد وسليمان ابنا الجلندي ذراريهما وسوداهما وخرج معهما من أتباعهما وقومهما، فلحقا بأرض الزنج، أي إلى ساحل شرق إفريقيا، حيث وصلوا ومن معهما من رجال وجند وأهالي إلى جزر (أرخبيل لامو) التي تقع في دولة كينيا الآن، واستقروا هناك، ووجدوا بها عددًا من المستقرين العرب، كما وجدوا الأرض خصبة والطبيعة جميلة، فاستقروا هناك وعملوا بالتجارة في الحديد والذهب والعاج المجلوب من داخل القارة، ونتج عن ذلك انتشار الإسلام في أرخبيل لامو، ومما شجع ذلك أيضًا زواج العرب من النساء الإفريقيات، لأن المهاجرين العرب لم يكن معهم إلا عدد قليل من النسوة العربيات، وأصبحت هذه الإمارة مقصدًا لأهل عمان، وقام هؤلاء المهاجرون بإنشاء إمارة إسلامية هناك، وأنشؤوا المدارس والكتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم أصول الدين والشريعة واللغة العربية للأهالي الذين أسلموا، وكان لهم الفضل في نشر الإسلام بين الأهالي الموجودين في تلك المنطقة.

 

أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية 

ورئيس قسم التاريخ- كلية الآداب

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز