عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

التراث الشفاهي عند شعب الصوصو

التراث الشفاهي عند شعب الصوصو
التراث الشفاهي عند شعب الصوصو

اشتهر شعب الصوصو بالمرويات وحكايات التراث الشعبي، وهذ الشعب من شعوب غرب إفريقيا، وشعب "الصوصو" هم في الغالب فرع من قبيلة "الفولان" (الفولانيين)، وهم كانوا قد هاجروا من بلاد إقليم التكرور- يقع في السنغال حاليا- ثم كونوا أسرةً حاكمة في إقليم يدعى "كانياجا"، ويقع إلى الجنوب من تخوم مملكة غانة (469-600هـ). 



وبلاد الصوصو كانت تابعة- في بداية أمرها- لسلطان ملوك غانة القديمة، غير أن ملوك "الصوصو" تمكنوا من أن يستعيدوا من جديد استقلالهم مرة أخرى أواخر القرن الخامس الهجري/ القرن الحادي عشر الميلادي، وذلـك بعد أن ضعفت مملكة غانة ثم سقطت تحت حكم المرابطين، الذين فرضوا على الصوصو دفع الجزية منذ سنة 469هـ/ 1076م. 

 

 

ويُطلق اسم "الصوصو" (السوسو) Kingdom of So-So، وقد يُكتب الاسم Su Su، على إحدى الممالـك الإفريقية التي قامت في السودان الغربـي، وعلى أي حال فهي ليست من الممالـك الكبرى التي نالت شهرة واسعة كغيرها من باقي الممالـك السودانية الأخرى المعروفة، التي كانت قد تأسست في غرب إفريقيا، مثل غانة (469-600هـ)، أو مملكة مالي (596-874هـ) أو "سلطنة صنغي" (777-1000هـ). 

 

 

ويكتب اسم المملكة- حسب ما ورد في العديد من المصادر- بصادين مُهملتين، مضموتين، بعد كل منهما واو ساكنة، وربما أبدلوا الصاد سينًا، ولهذا يكتب البعضُ اسم المملكة السوسو، وقد يكتب أيضًا نكرة (بدون التعريف)، أي: بلاد صوصو. 

 

 

أما جغرافيًا فتقع "مملكة الصوصو" بالقرب من التخوم الغربية من "مملكة مالي"، وقد عرفت بذلـك الاسم نسبة إلى الشعب الذي كان يسكن أراضيها، وهو الذي اشتهر بـ(الصوصو). 

 

 

وعن أصل شعب الصوصو، يقول الدكتور حسن إبراهيم حسن: "قام المهاجرون الفلانيون من بلاد التكرور بدور بارز في تكوين الطبقة الحاكمة التي ساعدت على استقلال إقليم كانياجا، وقيام إمبراطورية عرفت باسم إمبراطورية صوصو غربي إقليم مالي..".

 

 

وتُشير بعض المصادر إلى أن "شعب الصوصو" كان يُعرف أيضًا باسم شعب (الإنكارية) أو "الونكارية"، وغير معروف على وجه التحديد دلالة هذا الاسم، لكن ربما يرتبط فيما يرى المؤلفُ باسم شعب "الونقارة". 

 

 

وتذكر بعض الروايات المحلية أنه في سنة 469هـ/ 1076م، وحتى سنة 576هـ/ 1180م كان شعب الصوصو تحت حكم "أسرة ملكية" تعتنق الدين الإسلامي، وهذه الأسرة كانت في الغالب من ذوي "الأصول السوننكية" المعروفة، وكان اسم هذه العشيرة (دياري- سو). 

 

 

وخلال حكم أحد سلاطينهم، وكان يدعى "بنـا– بوبو" في حوالي الفترة من (494-514هـ/ 1100-1120م)، ظهرت جماعات من قبيلة "الفولاني"، واتخذ بعض الأفراد من أمراء تلك "الأسرة" زوجات من عشيرة محلية تُعرف باسم "صو" (سو)، وعلى هذا عرف أحفادهم باسم "شعب الصوصو"، ثم اشتهرت هذه البلاد بعد ذلـك بذات الاسم في المصادر التاريخية. 

 

 

وقبل نهاية القرن السادس الهجري/ القرن الثاني عشر الميلادي، ضم حكام الصوصو لبلادهم مدينة ديارا، وفي سنة 1303م ضم ملوك الصوصو بلاد غانة لحكمهم.

 

 

ويعتبر الملك سومنجورو- كانتيه من أبرز الملوك في تاريخ شعب الصوصو، ومن ثم يعتبر في صورة البطل الشعبي عند هذا الشعب الإفريقي القديم. 

 

 

ولما سقط حكمُ الأسرة الحاكمة السابقة في بلاد الصوصو في حوالي سنة 576هـ/ 1180م، على يد أحد المحاربين من أصل ونكري (سركلي) الذي كان يدين بـ"الديانة الـوثنية"، وينتمي إلى أسرة من طائفة "الحدادين"، ويدعى "جارا- كانتيه" Djara Kante.

 

 

ثم ارتقى الحكم من بعده حاكمًا نال شهرة في هذه البلاد، ويُعرف بـ(سومنجورو- كانتيه)، وهو الذي أعطى "مملكة الصوصو" أهمية كبيرة في منطقة السودان الغربي، حيث تمكن من ضم عدد من الأقاليم التي كانت تقع في شمال وجنوب بلاد الصوصو، ثم استطاع ملوك بلاد الصوصو بعد ذلـك من هزيمة ملوك غانة المسلمين، ومن ثم اضطهدوهم، ولعل هذا ما جعل عددًا كبيرًا من سكان "مملكة غانة" مجبرين على الهروب من بلادهم والهجرة بعيدًا إلى بعض المناطق النائية في بلاد السودان الغربي، وكان منها مدينة هي: ولاتة (بير)، وكان ذلك في حوالي سنة 621هـ/ 1224م، ثم تمكن الملك "سومنجورو- كانتيه" من هزيمة ملوك دولة مالي.

 

 

وقد بقي حكام بلاد مالي خاضعين لحكم الصوصو حتى تمكن السلطان ماري جاطة (سندياتا) من تكوين جيش قوي، وتقابل مع ملك "الصوصو" بمنطقة قرب مجرى "نهر النيجر"، وعند بلدة تدعى (كيرينا) سنة 628هـ/ 1230م انتهت الحرب التي اشتهرت باسم "معركة كيرينا"، بهزيمة ملك الصوصو (سومنجورو- كانتيه)، ويقال إن السلطان سندياتا (ماري جاطة) ملك مالي ضرب "ملك الصوصو" بسهم، وكان يتكون رأسه من مخلب ديك أبيض، وذلك حسب ما ورد في بعض الروايات.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز