عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

التراث الشفاهي في "مملكة كوكو" 

مملكة كوكو
مملكة كوكو

تذكر المصادرُ التاريخية، ومنها رواية القلقشندي" (ت: سنة 821هـ/ 1418م) في كتاب "صبح الأعشى" أن "بلاد كوكو" تقع شمال إقليم مالي، كما يُشير القلقشندي في روايته المهمة إلى أن قاعدة هذه البلاد مدينة اسمها: كوكو (بفتح الكاف، وسكون الواو، وفتح الكاف الثانية، وسكون الواو بعدها)، وهي كانت تحمل ذات الاسم الخاص بهذه البلاد، وتقع هذه المدينة السودانية في جنوب "بلاد كوكو". 



 

وعلى هذا كانت مدينة (كوكو) مقرًا للحاكم في هذه البلاد، ويقول عنه "القلقشندي": "يٌقاتل من غربيه مسلمي غانة، ومن شرقيه مسلمي بلاد الكانم". 

 

 

وتُشير رواية المُهلبي (ت سنة: 380هـ/ 990م) الذي كان قد ألف كتابًا معروفًا باسم "العزيزي" عن المسالك والممالك للخليفة الفاطمي العزيز بالله، في روايته إلى أن سكان بلاد كوكو كانوا من المسلمين. 

 

 

وعلى أي حال كانت المسافة بين بلاد كوكو ومدينة غانة مسيرة حوالي شهر ونصف للقوافل التجارية. 

 

 

فيما يقول المؤرخ "الحميري" (ت: 900هـ/ 1495م) في روايته عن مدينة كوكو: "هي مدينة مشهورة الذكر في بلاد السودان، كبيرة على ضفاف نهر من ناحية الشمال، فيمر بها، ومنه شرب أهلها، ويجري حتى يجوز كوكو بأيام كثيرة، ثم يغوص في الصحراء في رمال ودهاس مثلما يغوص الفرات..". 

 

 

وتشير المصادر إلى أن حاكم كوكو كان له حشم وجند كثيرون، وله قادة وأجناد وله ثياب حسان، وهم يؤثرون ركوب الخيل والإبل، وأهل هذه البلاد لهم بأس شديد وقوة على من يجاورهم من شعوب الممالك والأمم التي تحيط بهذه البلاد، أما ثياب العامة في كوكو فهي من الجلود، يسترون بها عوراتهم، أما التجار فيرتدون القداوير والأكسية، ويضعون على رؤوسهم الكرازي، وحليهم من الذهب. 

 

 

وتذكر بعض المصادر، ومنها ما ورد في رواية المؤرخ ابن فضل الله العمري (صاحب موسوعة "مسالك الأبصار") أن أصل السكان المحليين في بلاد كوكو كانوا من قبائل يعرفون باسم: (قبائل يرنان)، وهم من شعوب بلاد السودان، أي أنهم من سكان جنوب الصحراء الكبرى. 

 

 

نبات العود في التراث الشفاهي:

يُعتبر نبات العود من أبرز ما كانت تشتهر به سكان مملكة كوكو في غرب إفريقيا، حيث كان السكان المحليون يقومون بزراعة صنف من أصناف العود، وهو مشهور عندهم باسم: (عود الحية)، وهذا النوع من العود يشبه "العاقر قرحًا" (فيما يذكر القلقشندي)، غير أنه كان يتسم بأنه أسود اللون، ومن خواصه أنه إذا وُضع على جُحر الحية خرجت إليه الحيات بسرعة فائقة من أماكنها بطريقة تلفت الأنظار، ومن أمسكه بيده أخذ من الحيات ما شاء دون خوف أو جزع يدركه. 

 

 

وربما لهذا السبب فيما يُعتقد ارتبط هذا النوع المحلي من العود بالحيات والأفاعي، ومن جانب آخر كانت ثياب العامة من بلاد كوكو حسب رواية المصادر التاريخية، مصنوعة من جلود الحيوانات، بينما كان التجار يرتدون الأكسية، ويضعون على رؤوسهم الكرازين، أما الخواص فكان الأزرق.

 

 

التراث الشفاهي عند شعبُ الموسيفي:

يسكن هذا الشعب الإفريقي القديم بالقرب من المناطق الواقعة عند أعالي نهر الفولتا، وكذلك تسكن بجوارهم قبائل أو بطون قبلية أخرى متفرعة من شعب الموسي، وتعتبر منطقة نهر الفولتا من أهم الأنهار التي تصب في خليج غينيا، ومصبه يوجد عند الحدود الشرقية لدولة غانا حاليًا. 

 

 

وهم في الغالب سكان دولة فولتا العليا، وهي بوركينافاسو حاليًا، وعاصمتها مدينة: واجادوجو، ويتسم شعب الموسي (الموصي) بأنهم شعب زراعي، وقوام الزراعة عندهم حتى اليوم الذرة، ولهم بعض الماشية وخيل جيدة.

 

 

وعن انتشار الإسلام بين أفراد شعب الموسي، يعتقد الدكتور محمد عوض محمد، أنه لم ينتشر كثيرًا في هذه البلاد التي كانت خاضعة للاحتلال الفرنسي، وعلى الرغم من وجود المبشرين حاليًا في فولتا العليا (بوركينافاسو) فلا تزال الوثنية- بحسب رأي الدكتور محمد عوض محمد- منشرة في هذه البلاد، وتبدو من خلال تقديس الشمس والأرض والأجداد، غير أنه من المؤكد أن الإسلام هو الأكثر انتشارا بين شعب بوركينافاسو حتى اليوم.  

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز