فن الدبلوماسية وإتيكيت المقابلات الرسمية والاجتماعية

تعتبر المقابلات الرسمية من أهم مقومات نجاح الشخص في تحقيق أهدافه، سواء (تعيين، الحصول على وظيفة/ ترقية / زيادة مبيعات/ شركات / مجالات اقتصادية) وغيرها من أغراض المقابلات الرسمية، ومن أولويات المدارس الدبلوماسية والكليات التي تهتم بالتسويق والعلاقات العامة أن تجعل إتيكيت المقابلات الرسمية والاجتماعية من أهم مناهجها الرئيسية، وسوف نتطرق إلى بعض النقاط الجوهرية في إتيكيت المقابلات الرسمية، وكيفية الحصول على أعلى الدرجات أو النجاح فيها.

 يعتمد فن إتيكيت المقابلات الرسمية كثيراً على لغة الجسد وإدارة الحديث، بالإضافة إلى حسن إنتقاء الكلمة، وكيفية التناغم مع الطرف المسؤول أو الطرف الأول الذي يدير دفة المقابلة، والمقابلات للنساء ليست نفس مقومات وشروط المقابلات للرجال.

وتركز الكليات الدبلوماسية ذات العلاقة بهذا الموضوع كثيراً على علم النفس الاجتماعي ومهارات الاتصال والتواصل، وفن الذوق واللباقة، بالإضافة إلى الثقافة العامة والشهادات الأكاديمية ذات العلاقة، حيث بدأت من زمن ليس بقريب  بعض النظريات حول طبيعة إتيكيت المقابلات الاجتماعية، مثل ( الخطوبة أو الزواج وغيرها) أو على المستوى الرسمي، وكذلك طبيعة الحديث حسب نوع المقابلة، وكلٍّ حسب مستواه وطبيعة العلاقة مع الطرف الثاني، ويرتكز إتيكيت المقابلات الرسمية على فن إدارة الحديث، وكيفية التناغم مع  المتكلم، حيث نرى الابتسامة وحلاوة الروح والبشاشة ورحابة الصدر التي تميزت بها المدارس الدبلوماسية الغربية على وجه الخصوص، وتتفاخر بأنها من الأوائل في مدخلات مجاملة الحديث وأشكاله.

وندرج بعض هذه النقاط ذات الأهمية بالنسبة لكيفية أداء المقابلات الرسمية،  والتميز بها وهي:

-    علم وفن المعنى والنحو - كل حديث يحتاج إلى مقدمة وبداية، مستنداَ على علم المعنى، وفيه انتقالات واضحة في نبرة الصوت، لأن الانتقال من نقطة إلى أخرى مطلوب بغرض التشويق والاسترسال بالأفكار حتى يتابعك الطرف الثاني،  ولا ينصرف  عنك من خلال عينيه، فإذا كان لديك بداية حديث مشوق وصادق وذو هدف، فإن المستمع سيكون معك من البداية إلى النهاية، معتمدأَ على علم المعنى للوصول للهدف، ومستنداً على أبسط قواعد النحو.

- علم وفن الكلمة - يتميز المتحدثون المهرة بأنهم على درجة عالية من الوعي بالكلمات المهنية التي يستخدمونها، ومدى تأثيرها على المتلقي، فهم يتحدثون بقوة الكلمة ولذلك نقول دائما نقول على مثل هؤلاء بأنه (دبلوماسي) أي لديه قوة وعلم الكلمة المؤثرة، وإن كان إنساناً بسيطاً، وليس دبلوماسياً بشكل رسمي.

- تسلسل  وتنظيم الأفكار-  على المتكلم عدم القفز في الأفكار من موضوع إلى آخر، بل يجب أن تكون متسلسلة ضمن بداية الحديث إلى نهايته، بكلمات راقية التعبير، وبلباقة اللسان التي تجلب المستمع، مع تجنب الكلمات والمفردات الدارجة والعامية التي تدفع الأفكار عن المسار الصحيح، وبالتالي يأخذ المتلقي نظرة عكسية عن شخصيتك، ولذلك عليك دائمأَ أن تستمتع أنت بالحديث أولاً كي يقتنع الطرف الثاني، ولا تنسى أبداً الابتسامة البسيطة.

- لغة الجسد ومهاراتها - استخدام نبرة وطبقة الصوت، وهي أحد مقومات ثلاثية الشخصية (العقل والخيال والصوت) وهي تساعدنا فى الوصول إلى غايتنا بحسن استخدام نبرة الصوت والتحكم فيه، وعدم المبالغة في استخدام اليدين وفتح العنيين أو حركة الرموش، كي تصل الكلمة إلى آذان المستمع بكل مقومات النجاح، وهي لباقة اللسان والكلمة، ولأن صوتك هو الوسيلة التي تعرض أفكارك فإن الأداء الصوتي ذو الوتيرة الواحدة يؤدي إلى الشعور بالملل، والصعود والانخفاض بنبرات الصوت تثير المستمع وتملأ قلبه وعقله بالحماسة، ويبقى يقظاَ معك، وللصوت فنون وأوجه، وهي (عالي أو مرتفع للغاية، منخفضاً وواطئ للغاية، صاخب للغاية، ايقاع التنغيم، الاندهاش والتعجب، التحسر وعدم الرضا).

وفي الختام علينا جمعياً الانتباه إلى ما يلي:

 إن إتيكيت المقابلات يشمل على عدة وجوه، أهمها: الاهتمام كثيراً بإتيكيت ألوان ونوع الملابس، وخاصة للمرأة التي يجب عليها عدم استخدام الحلى كالمجوهرات أو الذهب أثناء المقابلة/ عدم ارتداء الملابس الصارخة والألوان الشعاعية كالأصفر في فترات الصباح/ عدم استخدام الهاتف أثناء المقابلة/ عدم وضع المكياج المبتذل، وكذلك عدم استخدام العطور القوية.

 حاول أن تختم المقابلة بكلمة رقيقة وجمل ودية/ حافظ على ابتسامتك وهدوء أعصابك/ نبرة الصوت التي تناسب المسافة بينك وبين المستمع/ تجنب استخدام ألفاظ تحمل أكثر من معنى أو كلمات أجنبية/ أفسح مجال للطرف الأخر للتعقيب/ راقب ردود فعل المستمع حتى يتبين مدى فهمه واستقباله لحديثك/  تجنب الحديث في كل من السياسة/ الأحزاب/ الدين والمذاهب/ الجانب المالي/ النقد الجارح.

دبلوماسي سابق- كلية عُمان للإدارة والتكنولوجيا