سارة الشاذلي: فيلم العودة أسهم في تعريفي على والدي بشكل مختلف

تجربة ثرية وثقتها المخرجة سارة الشاذلي في فيلم العودة، المشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بالدورة الخامسة لمهرجان الجونة، حيث سجلت بكاميرتها ساعات الحظر الطويلة التي قضتها مع والدها في المنزل في الفترة الأولى من اجتياح فيروس كورونا للعالم، فكانت نقاشاتها مع والدها واللحظات التي جمعت بينهما داخل المنزل هما النواة الأساسية للفيلم.

 

 

وفي تصريحات خاصة لـ"بوابة روز اليوسف" قالت المخرجة سارة الشاذلي إن فكرة الفيلم جاءتها بعد عودتها من كوبا، حيث تعيش هناك منذ ١٠ سنوات وتعود إلى مصر مرتين كل عام، وقبيل جائحة كورونا قررت أن تعود لزيارة مصر لتصور مشروع تخرجها هنا، لكن الكورونا أوقفت كل شيء، وبما أن فكرة تصوير والدها كانت تراودها طوال الوقت قررت أن تدير الكاميرا وتسجل لحظاتهما سويا دون أن تقرر أن يتحول كل هذا التسجيل إلى فيلم، حيث استمرت على القيام بذلك لمدة ستة أشهر، لكن مع انتهاء الشهر الثاني بدأت الفكرة تتبلور بداخلها وبدأت مرحلة المونتاج التي لم تكن صعبة على الإطلاق، مشيرة إلى أن الفيلم أسهم في تعريفها على والدها بشكل أكبر، حيث تقول أن مفهوم الأسرة لم يكن موجودا لدى عائلتها، فالجميع يتصرف بشكل فردي لكن كورونا جمعتنا سويا لأول مرة، وعن رد فعل أسرتها بعد علمهم بنيتها تحويل هذه المادة المصورة إلى فيلم تقول لم يغضب أحد منهم فمفهوم الخصوصية لدى عائلتنا مختلف وعلى العكس فقد سعدوا كثيرا عندما شاهدوا الفيلم وشجعتني والدتي المنتجة ماريان خوري على إرساله إلى مهرجان الجونة للمشاركة في المسابقة الرسمية، وعن تصويرها لمشاهد في الشارع من النافذة تقول أحببت أن أشرك الآخرين في نظرتي للمكان، فكل من يأتي لزيارتنا يشيد بجمال المنظر، لكنه لا يعلم بحجم الضوضاء والضجيج الذي يصل إلينا عبر النافذة، وفي زمن كورونا كانت المرة الأولى التي أشاهد فيها الكوبري المزدحم خاليا من كل السيارات وأردت أن أوثق ذلك أيضا.

أما عن مشاريعها القادمة فتقول أعمل على مشروعين المشروع الأول هو الفيلم الوثائقي (البحث عن ودي)، الحاصل على الدعم من منصة الجونة، والثاني هو مشروعي الروائي الأول ويحمل اسم (نور)، وسيكون من تأليفي وإخراجي وجميع مشاريعي هي تجارب ذاتية لي.