عاجل
الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
المولد النبوي الشريف التطبيق العملي لأخلاق النبي
البنك الاهلي
صغرت مفرداتي وذابت أفكاري

صغرت مفرداتي وذابت أفكاري

مهما تكن بارعًا وتملك من أغوار اللغة أسرارها، في موقف ما تتوه الكلمات، وأمام شخص ما تذوب الأفكار، وتتضاءل الأوصاف، وتصغر الألقاب ولا تملك من أمرك شيئًا عندما يتعلق الأمر بخير البرية رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد الأولين والآخرين بلا فخر. 



اليوم ذكرى المولد النبوي الشريف فكيف لي ومن أين لإنسان مثلي القدرة على وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وصفه الله بأنه “على خلق عظيم”، فعندما يتدخل الله أو رسول الله في أمر، وجب أن يتوقف البشر في الخوض بهذا الأمر، وترفع الأقلام وتجف صحف بني الإنس وسائر المخلوقات.

 

فعندما يمدح المادحون، وينشد المنشدون ويبتهل المبتهلون، كلها غيض من فيض في خير البرية، ولما أردت أن أنقب بين كنوز اللغة وسبر أغوار الكلمات لم أجد ما يعطيك قدرك ووصفك أيها النبي المصطفى والحبيب المجتبى، فوصفك خالقنا بأنك "على خلق عظيم"، وماذا نستطيع أن نقول ونصف بعد وصف الخلق، كلها تتضاءل وتصغر وتتلاشى عبر الزمن ويبقى وصف الله في الكتاب المحفوظ.

   

ولما أراد من لا يؤمن برسالة الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالاعتماد على المعايير الدنيوية، اختير أعظم 100 شخصية أقر بأن العظماء مئة، وأعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

 من السهل أن نكتب ونخلع من الألقاب والأوصاف بما نملك من ثروة ومفردات لغوية، لكن لا بد أن نكون على يقين أنها صغيرة قليلة الحيلة أمام من وصفه ربه بأنه على خلق عظيم.  

ولما أراد المسلمون الأوائل معرفة صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين السيدة عائشة زوجة رسول الله قالت: “كان خلقه القرآن”.  

مهما نكتب وندون ونحفر عن أبلغ كلمات اللغة لم نجد ما يمكن أن نصفه به صلى الله عليه وسلم، فكلها أوصاف وألقاب تتضاءل أمام خير البرية، ولا نستطيع تعظيم قدره؛ لأن الله وحده الذي يعلم قدر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

وروى الإمام أحمد عن العرباض بن سارية، أنه سأل رسول الله: "متى وجبت لك النبوة؟ فقال: إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وأن آدم لمنجدل في طينته، وسوف أنبئكم بتأويل ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى قومه ورؤيا أمي، التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، وكذلك أمهات الأنبياء يرين" صححه الألباني.

وروى البخاري ومسلم عن عدي رضي الله عنه، قال رسول الله: "لي خمسة أسماء: أنا أحمد، وأنا محمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي لا نبي بعدي”.

حبيبي يا رسول الله، لا أستطيع أن أوفيك حقك، ولا أن أصفك، لكن أتعلق بنور محبتك لأمتك، وحبي لك يا رسول الله.. ندعو الله أن نكون في معية الله ببركة وفضل حبنا فيك، سيدي يا رسول الله.   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز