عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

عاجل| 48 عاماً على استشهاده..من "الرفاعي" لـ"المنسي": تطهير سيناء واجب مقدس

مسيرة وطنية غنية بالتضحية والفداء.. فحق عليهم قول المولى عزجل وجل “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”..



 

 

هكذا دأب أبناء القوات المسلحة المصرية، مصنع الرجال وفخر الوطن وعزته وصون عرضه وشرفه.

عندما تُذكَر أسماؤهم تقشعر الأبدانُ لها هيبةً واحترامًا وفخرًا لما قدّموه من تضحية وفداء من أجل عزة وكرامة الوطن.

إنهم رجال قواتنا المسلحة البواسل؛ حيث يتواصل عطاؤهم.. رجال، جيلًا بعد جيل على مر العصور والأزمان، "وما بدّلوا تبديلًا".

ما بين 19 أكتوبر 1973، و7 يوليو 2016، حكاية بطولة مصرية بطلاها شهيدان من رجال الصاعقة المصرية، تكشف حكايتهما تضحيتهما من أجل سيناء؛ حيث استشهد الأولُ فى حرب تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، بينما استشهد الثانى فى حرب تطهير سيناء من الإرهاب..

 

إبراهيم الرفاعى.. رأس النمر

 

أتت حربُ اليمن لتزيد خبرات ومهارات الشهيد إبراهيم الرفاعى أضعافًا.. الرفاعى تخرج فى الكلية الحربية عام 54 وانضم إلى سلاح المشاه ثم تولى خلالها منصبَ قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور الكبير الذي قام به خلال المعارك.

 فى حرب الاستنزاف شكّل البطل مجموعة من خيرة مقاتلى رجال الصاعقة المصرية أطلق عليها "المجموعة 39 قتال"، ويوم 25 يوليو 1969 واختار الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى شعار "رأس النمر" كرمز للمجموعة، وهو الشعار نفسه الذي اتخذه الشهيد أحمد عبدالعزيز خلال معارك 1948.

وأصبح الهدف الأسمَى لمجموعة الرفاعى تكبيد العدو خسائر فادحة كل يوم.

 فى حوار لـ "بوابة روزاليوسف" مع الزميل محمد هاشم، كشف البطل اللواء محيى نوح- الساعد الأيمن للشهيد إبراهيم الرفاعى- تفاصيل واحدة من بطولات المجموعة 39 بقيادة الشهيد، وهى عملية الثأر لمقتل الفريق الشهيد عبدالمنعم رياض، ويطلق عليها "عملية لسان التمساح"، أو "عملية المَعَدّيّة رقم 6" نسبة إلى المكان الذي وقعت فيه، ففى يوم 9 مارس 1969. بعد اندلاع حرب 6 أكتوبر1973 وحدوث ثغرة الدفرسوار استدعى "الرفاعى" فى غرفة عمليات الحرب أمامَ الرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل، وشرحا له فى عُجالة الموقفَ فى الثغرة وطلبا منه إعداد خطة لتدمير المَعبر الصهيونى، وعندما تحرّك القائد الشهيد على رأس رجاله من أبطال المجموعة 39 قتال، إلى منطقة الجيش الثانى الميدانى، وتوجّه إلى مركز قيادة الجيش وهناك علم باستحالة نسف المَعبر عن طريق الضفادع البشرية، حتى أصدر الفريق سعد الشاذلى- رئيس أركان الجيش  لمنع تقدُّم قوات العدو لاحتلال الإسماعيلية.

 

وتقدَّم "الرفاعى" ورجاله واكتشف عناصر الاستطلاع، مجموعة من دبابات العدو، فتقدم فى اتجاه موقع الصواريخ المضادة، وعلى الفور أعاد الرفاعى توزيع قواته؛ لتتمركز فى أماكنها، وتم الاشتباك مع قوات العدو، وتم تدمير دبابتين، وراح الرفاعى ورجاله يقاتلون بشراسة وهم يسمعون قرآن أذان الجمعة، فى يوم 19 أكتوبر، الموافق 23 رمضان، ومع بداية الأذان سقط البطل إبراهيم الرفاعى، شهيدًا، وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها؛ ليحصل على أمنيته الشهادة فى سبيل الوطن.. وهكذا توّج البطل العظيم مشوارَه مع البطولات والعطاء، ببطولته.

 

 

 

 

 

أحمد منسى.. الأسطورة

 

كان الشهيد البطل أحمد منسى، يتخذ الرفاعى كدأب أبناء الصاعقة المصرية مَثلا وقدوة فى البطولة والفداء، وطلب الشهادة.. ومن شدة إعجاب العقيد أحمد منسى بالشهيد إبراهيم الرفاعى، كتب عنه قصيدة بعنوان "بطل كل الأبطال...على مَرّ الزمان". 

يقول منسى فى قصيدته عن الرفاعى:

قاهرة المُعز يا مصر الفداء.........درة التاج أنت ونبع الصفاء

سألت التاريخ عن يوم مولدك.......وهل يشهد الأبناء ولادة الآباء

جذور شجرة بعمر الحياة............أظلت حضارة أنارت الأرجاء

تعاقُب الفصول سُنة الله...........ما بين خريف التاريخ وربيعة العطاء

عواصف ورياح للغصن ضاربة..........أصيلة صامدة كصخرة صماء

بلد السلام يا مصر أفديكى..........بلد العزة بفخر... بلد الأباء

أرهقنى يااا مصر عشقًا.................عشق المحارب لسيرة الشهداء

فنحن الصعيد بعزة أهله...............ونحن الشمال..أهل الثناء

ويا نوبة الجنوب يا طيبة..................ويا أهل البداوة قاطنى سيناء

بكل شبر فى أرضك الطاهرة...............يحيا الجيش بشعبة العظماء

يتربص الأشرار بصفوة الأخيار.............فوالله..لا نامت أعين الجبناء

خصبة أرضك تنبت الأبطال................ وقصة شهيدك تملأ الأصداء

شعبك الأبى العصى على الطغاة.... أحن من أم الرضيع على الضعفاء

يحرس أرضك أُسُدك الضارية...............ناجزة سيوفهم على الأعداء

يلبى الشهيد نداء ربا..............وقصاصة وِثأره بعد العزاء

وقبيل أن أرحل أوصيكم ونفسى........... بوطن يستحق منا العناء

تحية على من وهب الروح والجسد... وسلام على من انتقى الكفن كرداء

 

وتظهر رسالة كتبها الشهيد أحمد منسى إلى الإرهابيين أن هدفه الحفاظ على الوطن مهمته المقدسة فى الحياة عندما قال: "جزيل الشكر لعدوى اللى أتاح لى الفرصة بعد سنين من التدريبات أنى أواجهه .. شكرًا ليك أنك دخلتنى أرض مروية بدم آبائى وأجدادى اللى ضحوا بالنفيس والغالى.. ودخلتنى أرض الفيروز بافارولى .. وخلتنى أصلى فى كل شبر فيها.. هيروح مننا واحد فى غيره ألف بيتسابقوا على دورهم فى الشهادة .. بس أقسم بالله ملكش عيش فيها طول ما إحنا فيها".

وتابع: "سِبتلنا قدوة فى شهدائنا .. شوفت أخويا الشهيد وضحكته بقى بيجيلى كل يوم فى المنام ويحكى لى عن الجنة.. والله شوقنى للجنة".

نعيه للشهيد العقيد رامى حسنين، تنبأ منى أنه سيلحق به قائلًا:

"فى ذمة الله أستاذى ومعلمى.. اتعلمت على إيده كتير.. إلى لقاء شئنا أمْ أبينا قريب".. وتولى العقيد أحمد منسى قيادة الكتيبة 103 بشمال سيناء، ويوم 7 يوليو 2017 تعرَّض كمين البرث لهجوم إرهابى وقاتل الشهيد ورجاله وفاضت روحه شهيدًا ينال شهادة تمنّاها وغبط زملائه الذين سبقوه إليها.

 

نقلًا عن الكتاب الذهبي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز