عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
الكتاب الذهبي
البنك الاهلي

أحبيه ريفيًا

رسم: ابراهيم عبدالملاك
رسم: ابراهيم عبدالملاك

لي مكان مفضل أجلس فيه بعد كل يوم عمل، وكعادتي اتجهت إليه، وكان اليوم مختلفًا عن سابقيه من الأيام، فالمكان هادئ تمامًا على غير العادة، والخلاء نظيف يخلو من زيوف الناس، العيش هنا راقٍ أشبه بفندق (العشرة نجوم)، ذهبت لمكاني المفضل وجلست فيه، شعرت وكأنه ينتظر قدومي، فأخذت أتأمله فوجدته يتأملني كأنه كان ينتظر انتهاء دوام عملي.



 

نظرت إلى الغروب، شعرت حينها أن الشمس كانت تنتظرني هذا اليوم لأودعها، فكنت دائمًا أحاول الإسراع في العودة قبل مغيبها، فلطالما عشقت منظرها حين الغروب، فالنظر لها فيه لذة عجيبة لا يعرفها إلا من أدمن النظر لها، فإن صادقتها شعرت بأن اليأس لديك يُذاب، وخيبة الرجاء تحوّلت أملا يتلألأ شعاعه لينير الأفق.

نقلًا من الكتاب الذهبي عدد يوليو 2021
نقلًا من الكتاب الذهبي عدد يوليو 2021

 

وكان جلوسي هناك ما هو إلا أني كنت أسرح وأسرح في عظيم نعم الله وآلائه، تلك النعم التي لا تُحصى ولا تُعد، تلك النعم التي لو انقطعت لحظة لما وجدتُها أبدًا.

 

وأثناء جلوسي رأيت امرأةً ذات ملبس جميل، وعيون كأنها أشبه بشلالات من السواد اللامع تنظر لي، وفجأة.. اتجهت صوبي وابتسمت لي ثم جلست أمامي على الأرض، حدقت بي فشعرت بالحياة والأمل يُشعان من بين عينيها السوداوين، آسرني جمال ابتسامتها.

 

اقتربت من المقعد الذي أجلس عليه، وجلست بجواري، فتبينت أنها كبيرة في السن، ولكنها صغيرة الروح، فقلت لها: أنتِ ذاتُ روح جميلة وسعيدة، أراكِ حائرة في مشاعركِ؟

 

حاولي ألا تتجاهليها؛ لأنها قارب نجاتكِ من هذا العالم الحزين القاسي.

 

فيا جميلتي.. أحبيه ريفيًا نشأ وترعرع في التربة الخضراء المحببة إلى العيون والأفئدة.

 

أحبيه ريفيًا، وسيجعل منكِ ملكةً متوجةً على عرش قلبه.

 

أحبيه ريفيًا، ومع كل دقة قلب ستشعرين معه بالدفء والحنان والاستقرار.

 

أحبيه ريفيًا، وسيعلو بكِ إلى السماء لدرجة أن الأبراج العالية ستحاول الوصول لمكانتكم ولن تصل.

 

أحبيه ريفيًا، لأن معه ستذوب جميع آلامك وأوجاعك الداخلية والخارجية.

 

أحبيه ريفيًا، لأنه البيت حين لا مكان يؤويكِ، ولا سماء تُظلكِ.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز