عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
الكتاب الذهبي
البنك الاهلي

هل أنت صديقي؟

رسم: عصام طه
رسم: عصام طه

(على برنامج التواصل الاجتماعي واتس آب)



تامر: صباح الخير يا أجمل علا.

علا: صباح الخير يا تامر، هل ذهبت إلى العمل؟

تامر: نعم أنا بالعمل الآن، وأنت هل ذهبتِ إلى عملكِ؟

علا بضحك: نعم أنا هنا: وسأحتسي القهوة الآن.

الكتاب الذهبي
 

 

تامر: وأنا أيضًا أشربها الآن، هل ذهب زوجكِ إلى العمل والأولاد إلى المدرسة؟ا

علا: بالطبع، وأنت هل ذهبت زوجتك للعمل وأبناؤك إلى المدرسة؟ا

تامر: نعم قبل أن أنزل يا حبيبتي.

علا بضحك: قلت لك صديقتي ولست حبيبتي.

تامر: أعرف ولكنك صديقتي وحبيبتي ومعانٍ كثيرة.

علا بتنهيدة: وأنت أيضًا يا تامر.

تامر بتنهيدة: إنه القدر، هيا بنا الآن للعمل قبل أن يقتلونا.

علا بضحك: هيا.

(على برنامج التواصل الاجتماعي ماسنجر) 

هبة: كيف حالك يا محمد؟

محمد: بخير، وأنتِ كيف حالك، وهل نزل تامر زوجك والأولاد؟

هبة: نعم وأنت نزلت علا والأولاد؟

محمد: نعم ولكن قبل النزول رأيت الوجه العابس، والطلبات الكثيرة كالعادة.

هبة بلوم: الضغط عليها كثير يا محمد، أنا أشعر بها.

محمد: بالطبع ستدافعين عنها؛ لأنكِ امرأة مثلها!

هبة: لا، ولكنها الحقيقة، هل تعلم لو أنك قبلت جبينها وقلت لها أُحبك قبل أن تنزل إلى عملك ستشعر بفارق كبير، وستشعر أنت وهي بطاقة إيجابية رهيبة.

محمد: لا أعلم لماذا أشعر وأنا أكلمك براحة غريبة، وأتقبل نقدك؟!

هبة: لأننا متشابهان، وبيننا توافق فكري، ولكن يجب أن نحاول مع من رُبطت حياتنا بهم.

محمد: إذن يجب أنتِ أيضًا أن تنفذي ما أقوله لكِ، حضري له الفطور وأحضنيه قبل النزول، ثم ابتسمي في وجهه، وستشعرين بالفرق. 

هبة بضحك: أعدك أني سأجرب، ولكن يجب أن أذهب الآن لنبدأ العمل.

محمد: وهو كذلك سنتحدث بالليل. 

هبة: وهو كذلك.

في البيت:

علا لمحمد: مؤخرًا انتهيت من مذاكرة الأبناء، كان الموضوع مرهقًا.

محمد وهو ممسك بجواله، وينظر إليه: "أعانك الله يا حبيبتي".

علا: لماذا لا تترك الهاتف وتتحدث معي بعضًا من الوقت؟

محمد وهو يحاول أن يبدو لطيفًا: سأتركه ولكن ماذا تريدين؟

علا: حدثني بأي شيء.

محمد: ليس هناك شيء لأقوله!

علا بنفاد صبر: إذن سأذهب لعمل قدح من (الكاكاو).

أمسكت علا هاتفها النقال وتحدثت إلى تامر: أين أنت هل أنت موجود الآن؟

تامر: أنا هنا، هل انتهيت من المذاكرة مع الأبناء؟

علا: نعم وأنت ماذا تفعل؟

تامر: كنت أنتظرك لأحدثك، فهبة ذاكرت للأولاد ونامت!

علا: كان الله معها أشعر بها.

تامر: ولكني كنت أحتاج أن أتكلم، وماذا عنك هل نام محمد؟

علا بإحباط: لا لم ينم، ولكنه ممسك بجواله!

تامر بضحك: قولي لي كيف كان يومك؟

على الجانب الآخر كانت هبة بالسرير، وممسكة بهاتفها تحدث محمد.

هبة: مؤخرًا أحاول النوم بعد عناء يوم طويل.

محمد: وأنا أيضًا أحاول أن أسترخي، ولكني اشتقت للحديث معكِ يا صديقتي.

هبة: وأنا أيضًا، كيف كان يومك، وكيف عالجتِ المشكلة التي كانت بعملك؟

محمد: سأقول لك. 

كثرت المحادثات بين محمد وهبة وتامر وعلا، إلى أن أصبحوا جميعًا يشعرون بأن وجود كل منهم بحياة الآخر أمر لا يمكن الاستغناء عنه، وبيوم حدثت مشادة بين علا ومحمد سألته قائلة: لماذا أنت غير موجود بحياتي؟

محمد: وأنتِ أيضًا نفس الشيء!

علا: لم أشعر يومًا أنك صديقي، وكثير من الأوقات كنت أريد أن أتحدث معك، أحكى لك عن أشياء أمر بها، ومخاوف داخلي، ولكني أتراجع بآخر لحظة لأني أشعر أنك لن تفهمني!

محمد بذهول: هذا ما أشعر به دائمًا.

علا: وما السبب في ذلك؟

محمد: لا أعلم.

علا: ولكنك أنت الرجل، ويجب أن تبدأ.

محمد بزهق: ولماذا يبدأ الرجل دائمًا غيرك من النساء يبدأن!

علا بانفعال: ومن من النساء من تبدأ.

محمد بارتباك: أتكلم في العموم.

علا: هل لنا أن نبدأ من جديد؟

محمد: وما الذي يمنع؟ أنا معك فلنبدأ.

بعد أن اتفق محمد مع علا، أمسك هاتفه النقال وتحدث مع هبة عن الحوار الذي دار بينه وبين علا، فردت عليه قائلة: فكرة جيدة وسأجربها أنا أيضًا.

فرد عليها محمد بشيء من الغيرة: هيا جربيها.

هبة: إن هذا هو الصحيح، سأغلق معك الآن.

بعد أن تركت هبة الحديث مع محمد، ذهبت لزوجها تامر، الذي كان بدوره يتحدث عبر(الشاتنج) مع علا بنفس الحوار وشجعها على ذلك، وقالت له: لماذا لا نتقرب من بعضنا يا تامر؟

تامر باستغراب: لا أعرف، ولكن لماذا تتحدثين الآن بهذا الموضوع؟!

هبة: لا أعرف، ولكني أشعر أنك بعيد عني، هل لنا أن نحاول التقرب مرة أخرى؟

محمد: ليس هناك مانع لدي، ارتمت هبة بين أحضانه، ولكنه حدث نفسه قائلًا هبة وعلا يتحدثان بنفس الموضوع ما السبب؟!

بصلاة الجمعة اجتمع المصلون بمسجد المنطقة، وسلم محمد وتامر على بعضهما، لأنهما جيران بنفس المنطقة. محمد: كيف حالك؟

تامر: بخير وأنت؟

محمد: بخير، لماذا لا أراك كثيرًا بالنادي؟

تامر: ظروف العمل.

محمد: ولكن دعنا نتقابل مثل ما كنا نفعل سابقًا.

تامر: وهو كذلك، تركه محمد وانصرف، ولكن تامر كان يحدث نفسه قائلًا إن ما أفعله مع جاري بأن أصبحت زوجته أقرب صديقة لقلبي، بل وأحيانًا أشعر بالغيرة تجاهه شيء مخزٍ، يجب أن أوقف هذه المهزلة حتى وإن تعبت!

كانت هبة تقف بالبلكونة، فرأت علا سلمت عليها وسألتها عن أحوالها، وبعد الانتهاء معها، تحدثت هبة مع نفسها قائلة: إنها جارتي وبيننا أشياء كثيرة وأبناؤها أصدقاء لأبنائي، يجب أن أوقف علاقتي بزوجها، صديقي، حتى وإن تعبت.

اتفقوا جميعًا بينهم وبين أنفسهم أن يتباعدوا، دون تصريح بذلك، وقلت المحادثات وازداد التقرب بين الأزواج بعد صحوة الضمير الفُجائية، ولكن حدث خلاف بين محمد وعلا، وبعد الخلاف كل منهم أمسك هاتفه، وتحدث إلى رفيقه كأن شيئًا لم يكن، فقالت علا لتامر عبر الهاتف: أين أنت؟ أريد التحدث معك. تامر: أنا هنا اشتقت للحديث معك.

علا: وأنا أيضًا فأنت صديقي.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز