فن الدبلوماسية.. إتيكيت ألوان ملابس الرجال (2)

تتبارى المدارس الدبلوماسية الأجنبية حول طبيعة بروتوكول وإتيكيت اختيار ألوان الملابس، سواء على المستوى العائلي الشخصي أو على مستوى كبار الشخصيات، وبكافة المناسبات، ويتنافسون في وضع المراسم والخطوات التي تبدي أهمية اللون ومدى تقبّله لدى الطرف الأخر.

وقد درست المدارس الدبلوماسية تأثير اللون ونوعه على نفسية الأشخاص وسلوكهم، وكانت نظريات علم النفس الاجتماعي تلعب دوراً مهماً في وضع استراتيجيات هذا الإتيكيت، وقد حللت بعض المدارس أن ربطة لون ربطة العنق التي كان يرتديها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب (الأحمر أو الأزرق) تدل على حب التسلط والانفراد بالقرار، وهو ما لمسناه من إقالته الكثير من وزراءه ومستشاريه لأن لهم رأياً مخالف لرأيه.

  نتكلم أولاً عن حضور المؤتمرات الخارجية بـ"البدلة"، ويفضل في الأنشطة الصباحية مثل الاجتماعات أو الزيارات الرسمية لمواقع معينة، ارتداء البدلة الرمادي أو الرصاصي (سلفر) الفاتح / السمائي أو البحري الفاتح، مع قميص أبيض أو بنفس لون مشتقات البدلة، مع ربطة عنق متناسقة مع اللون السمائي أو البحري، وأن نبتعد كثيراً على ألوان الأبيض أو البيج، مع الاهتمام بلون الحذاء ويفضل له اللون الأسود.

وعند حضور حفلات العشاء يفضل البني الداكن أو الأسود، مع قميص أبيض وربطة عنق تلائم لون البدلة، مع الابتعاد عن ربطة العنق الحمراء، لأنها فى الغالب ستكون نفس لون رابطة عنق العاملين فى المطعم.

وعند حضور المناسبات داخل السلطنة أو خارجها (حسب البروتوكول والرغبة) بالزي التقليدي العُماني الراقي بكل مفرداته (المَصر، الدشداشة، البشت أو العباءة، العصا، والخنجر).

يلبس البشت أو العباءة الشتوية الثقيلة إذا كنت متوجهاً لدول أوروبية باردة، أما إذا كنت متوجهاً إلى البلدان الحارة وفي فصل الصيف فعليك ارتداء البشت الخفيف الصيفي المصنوع من وبر الماعز وألوان فاتحة (بيج، خشبي أو بني)، على أن يكون اللون الأسود خلال الاجتماعات.

  وتتميز الوفود العمانية على جميع المستويات بأناقة اللون الواحد، سواء البشت والدشداشة ولون المَصر، ويعتبر والدنا ومولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم،  حفظه الله ورعاه، قدوة لنا فى ذلك، حيث نشاهده يرتدى في سفراته إلى الدول الأوربية الباردة الزي العماني بغالبيته من مشتقات اللون الداكن (الأسود/ الخشبي/ البني) ولذلك علينا الانتباه إلى طبيعة ونوع المناخ، بعدها يتم اختيار النوع واللون، وكثيراً ما نرى ونشاهد زملاء يرتدون المَصر الأحمر/ الأزرق/ الأصفر، بغير تناسق مع لون الدشداشة أو البشت .

 المَصــر: يعتمد كثيراً على نوع البشرة، فمن غير المعقول ارتداء أصحاب البشرة السمراء الداكنة "مَصر" أخضر أو أحمر، لذلك علينا الانتباه إلى ذلك، ويميل والدنا مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق "أبقاه الله" إلى ارتداء المَصر الأبيض أو البيج ذو النقشة أو الرسمة باللون البحري أو الأزرق في أغلب جولاته الرسمية أو غير الرسمية، لما يحمله هذا اللون من هدوء للأعصاب والثقة بالنفس وبعد النظر، وترتاح له العين البشرية.

 ولقد كان مولانا المغفور له السلطان قابوس بن سعيد "طيب الله ثراه"، استاذاً في البروتوكول والإتيكيت، ومن خلال متابعتي الدقيقة لجلالته فقد كان يفضل لبس "المَصر" الأبيض والبيج الفاتح، مع وجود نقشة أو رسمة بألوان مختلفة.

  وعلينا الابتعاد عن الألوان الشعاعية، مثل الأحمر أو الأصفر أو الأخضر، ويمكن ارتداء ملابس بهذه الألوان في مناسبات الأعراس أو حفلات التخرج الليلية.

وتؤكد مدارس ومراكز الأزياء العالمية على مشتقات اللون الأبيض في النهار، والألوان الداكنة في الأنشطة الليلية، وعلى أن لكل وقت وحدث لوناً مستحباً ومفضلاً، وكذلك أضافت النقاط التالية: عمر الشخص/الوظيفة /المنصب/ المناسبة/ الوقت /الطول /الوزن/ الدوام الحكومي/ المؤتمرات والاجتماعات/ حفلات الشاي الصباحية أم الليلية/ الدعوات الرسمية/ المناسبات الاجتماعية/ المقابلات الرسمية/ السفر/ الأماكن الدينية/ مجالس العزاء، وغيرها من مفردات وُضِعت تحت إتيكيت إختيار اللون.

وفي الختام فإن اختيار الألوان المتناسقة يعكس شخصية الرجل وذوقه وثقافته، ومدى تقبله للتطور الحضاري الحديث.

دبلوماسي سابق

 عضو جمعية الصحفيين العمانية