عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مواجهة التطرف
البنك الاهلي

تعرف على الدوافع الاجتماعية للتطرف وفقا للدليل المرجعي لمواجهة التطرف "فيديو"

مفتي الجمهورية في الندوة المنعقدة بالهيئة الوطنية للصحافة
مفتي الجمهورية في الندوة المنعقدة بالهيئة الوطنية للصحافة

رصد الدليل المرجعي لمواجهة التطرف الصادر عن دار الإفتاء المصرية،  الدوافع الاجتماعية للتطرف. 
 
 
 
وفى مقدمة المبحث،  قال الدليل إنه لا يولد أحد متطرفا ، بل يتجه إلى التطرف مدفوعا بعدة عوامل متنوعة ومتشابكة، وتأتي أهمية دراسة تلك الدوافع من كونها المدخل إلى تفسير  الظاهرة، وفهمها فهما دقيقا، مما يساعد على وضع استراتيجيات الوقاية والمكافحة.
 
وبعيدا عن المقاربات النمطية التي تبنت الدافع النفسي فقط، أو دافع الدين فقط لتفسير ظاهرة التطرف، فإن الدراسات النظرية والميدانية ودراسات الحالة، أثبتت أن دوافع التطرف متعددة الاتجاهات، فقد تكون سسيولوجية أي اجتماعية، أو دينية، أو سياسية، أو نفسية ، وأن محاولة تفسير الظاهرة في اتجاه واحد فقط قد يكون تبسيط مخلا يؤدى إلى قصور في فهم الظاهرة وتحليلها.
 
 

الدوافع الاجتماعية 

 
لا  تختلف الظروف الاجتماعية من حيث تأثيرها وقوة دافعيتها للسلوك المتطرف عن العوامل النفسية، فكلاهما يحظى بدوره في تعزيز السلوك المتطرف، وتؤدي العوامل والظروف الاجتماعية دور تهيئة الشخص للتعاطي الايجابي مع أيدلوجية التطرف، إما لأنه يرى فيها فرصة لتعديل الاخفاقات الاجتماعية، أو لسخطه الكبير على المجتمع الذي وفق تصوره كان سببا في تلك الاخفاقات.
 
وأبرز الدوافع الاجتماعية المؤدية إلى التطرف هي:
 

- الطفولة التعيسة

 
 
ً الطفولة البائسة أو التعيسة تؤدي دورا حاسما في تجهيز الطفل لاعتناق الفكر المتطرف في المستقبل، بداية من الحرمان من أحد الوالدين، سواء بسبب اليتم أو غياب رعاية الوالدين، وانتهاء بتعريض الطفل للعقاب البدني العنيف، فحيثما يكون هناك ظلم وحرمان ويأس، فإن الايديولوجيات المتطرفة العنيفة تطرح نفسها كشكل من أشكال الهروب التي يلجأ إليها الشخص هربا من تلك الظروف.
 
 
وهناك دراسة أعدها برنامج الامم المتحدة الانمائي، تحمل عنوان "رحلة إلى التطرف في إفريقيا.. العوامل والحوافز ونقطة التحول للتجنيد"، اعتمدت هذه الدراسة على إجراء مقابلات مباشرة مع متطرفين أفارقة سبق لهم الانخراط في تنظيمات إرهابية.
 
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها: أن الفقر والحياة على هامش المجتمع يدفعان إلى الولوج في دروب التطرف والعنف، وأن الطفولة التعيسة قد تكون سببا يقود الشباب إلى انتهاج العنف والانضمام إلى الجماعات الارهابية.
 
 
وأكدت الدراسة أن ثمة ارتباطا قويا بين الافراد الذين انضموا للجماعات المتطرفة ومعاناتهم بسبب حرمانهم من أحد الوالدين أو كليهما معا، أو غياب التأثير الفاعل للوالدين في مرحلة الطفولة لمن تم تجنيده، والامر نفسه بالنسبة لمن مر  بمراحل يأس وإحباط  في طفولته، أو عانى من عقوبات جسدية، مما يعني أن التنشئة الاجتماعية السلبية للفرد أحد العوامل الجوهرية لتجنيد المتطرف .
 
 
 

- العيوب والاخطاء خلال عملية التنشئة الاجتماعية

 
 
في حين أن الدراسات المعنية بمواجهة ظاهرة التطرف وتفسيرها تسلط الضوء على الكثير من الدوافع المؤدية للتطرف، إلا أنها تهمل أو تقلل من أهمية دور التنشئة الاجتماعية في خلق تلك الظاهرة والتأثير في حجمها 
وانتشارها، والحقيقة أن التنشئة الاجتماعية لها أكبر الأثر في حجم ظاهرة التطرف، وكلما اكتنف عملية التنشئة الاجتماعية العوار ارتفعت نسبة التطرف في المجتمع، ومن أبرز أخطاء عملية التنشئة الاجتماعية المؤدية إلى تضخم احتمالية التطرف ما يأتي: 
 
محدودية الرؤى والطموح - تعزيز قيم الطاعة المطلقة-سيطرة الانماط السلبية
 
 

- العنف الأسري 

 
 
العنف الأسري من الظواهر التي تضعف من استقرار الاسرة، والتي تعرف بأنها  استخدام أحد أفراد الاسرة العنف بالاعتداء لفظي أو جسديا على فرد أو مجموعة بالاسرة، كالذي يحدث بين الازواج، ومن الاباء والامهات تجاه أطفالهم، أو حتى تجاه المسنين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن العنف بين الأطفال أنفسهم .
 
ويعد الزواج المبكر للفتيات أحد أشكال العنف الاسري ضد القصر .
 
وقد تبين أن ظاهرة العنف الاسرى لها ارتباط وثيق بالتطرف، سواء أكان ذلك على المستوى 
الفكري أم السلوكي؛ بل إنها في كثير من الاحيان تمثل أبرز مكونات الشخصية المتطرفة وأحد الاسباب الرئيسة في نهج السلوكيات العنيفة .
 
 
 
 

 - عدم الانسجام في المركز الاجتماعي

 
 
يرى بعض العلماء أن عدم الانسجام في المركز الاجتماعي أحد الاسباب الدافعة إلى التطرف، وعدم الانسجام يحدث للأفراد الذين يجدون أنفسهم مرتبين بصور متباينة وفى مقاييس مختلفة من الطبقات، وكنموذج لذلك فقد يعمل البعض في مهنة ذات مكانة عالية، ولكن لا يدفع لهم من الاجور ما يوازي هذا المركز، أو يحصل البعض الاخر على دخول عالية ولكن مركزهم الاجتماعي منخفض، ويرى علماء الاجتماع والسياسة أن هؤلاء الافراد قد يندمجون في حركات اجتماعية وسياسية تتحدى النظام القائم كاستجابة للإحباط الاجتماعي الذي يعانون منه.
 
 
 

- دائرة الأصدقاء المتطرفين

قد تلعب الصداقة دورا كبيرا فى صناعة التطرف ، وكثير ما يتميز الصديق بدرجة إقناع كبيرة قد تفوق درجة إقناع أفراد الاسرة ، وبخاصة  في فترة المراهقة.
 
 

- البطالة 

  
البطالة أحد المشكلات المزمنة التي تعانى منها دول العالم، وبخاصة الدول النامية، التي  ترتفع فيها معدالت البطالة بشكل كبير، فوفقا  لـ "منظمة العمل الدولية" فإن أعلى مستويات البطالة عند الشباب في العالم موجودة في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا؛ حيث يعمل عدد كبير من الشباب في وظائف تحتاج إلى مؤهلات  أقل بكثير من المؤهلات التي يمتلكونها، والسبب في تلك البطالة المقنعة هو عدم وجود فرص عمل ملائمة .
 
فمثل هذه الاوضاع الاقتصادية المتردية قد تكون السبب وراء نجاح جماعات من أمثال داعش وأذرعها في تأسيس موطئ قدم لها في هذا الموقع من العالم.
 
 
 

- العنف القائم على النوع

 
 
والمراد به العنف الذي قد تتعرض له المرأة، والتمييز الذي يمارس ضدها، وفي دراسة أجراها المكتب الاقليمي لهيئة الامم المتحدة للمرأة للدول العربية، وجامعة "موناش" الاسترالية بالشراكة مع المؤسسات الوطنية والجهات الفاعلة في ليبيا، تحت عنوان "المساواة بين الجنسين والتطرف القائم على العنف: أجندة بحثية عن ليبيا"، وأجرى الباحثون دراستهم في أربع مناطق ليبية مختلفة "بنغازي وأجدابيا وطرابلس وسبها"، كما صمموا استبانة
 
استمرت لمدة ثلاثة أشهر امتدت بين مارس ويونيو 2019م بمشاركة 1007 من الاشخاص من المناطق الاربع، واعتمدت الدراسة على أن ُهناك عوامل خاصة أدت إلى التطرف والتطرف المصحوب بالعنف في ليبيا، ومن ذلك تأييد العنف ضد المرأة أو التغاضي عنه، وأظهرت النتائج أن العنف القائم على أساس نوع الجنس يمكن أن يدفع النساء للانضمام إلى الجماعات المتطرفة 
 
وأظهرت النتائج أيضا: أن الجماعات المتطرفة القائمة على العنف مثل "داعش" تركز على تجنيد الرجال ثم على تجنيد أفراد عائلاتهم من النساء، وبمجرد أن ييحكموا سيطرتهم على النساء يستخدمونهن كأداة للضغط على 
ٍالرجال؛ ففي حال تردد أي من الرجال عن مواصلة الانتماء إلى تلك التنظيمات يصبح من السهل تهديده باستخدام العنف ضد أفراد  أسرته من الاناث، كما أظهرت النتائج أيضا: 
 
أن الزواج القسري للفتيات القاصرات من قبلمتطرفين يتسمون بالعنف يمثل أحد عوامل الضغط على النساء للانضمام إلى الجماعات المتطرفة؛ إذ يجبر بعض أولياء الامور فتياتهن على الزواج من أتباع الايديولوجيات المتطرفة دون موافقتهن. 
 
.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز