عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الهجن المصرية تعيش أزهى عصورها في عهد الرئيس السيسي

أكد عبد القادر مبارك، الصحفي والباحث في التراث السيناوي أن الهجن المصرية تعيش أزهى عصورها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع انتشار الميادين في ربوع مصر، وإضافة محطات جديدة لإقامة السباقات وممارسة الرياضة.



 

وأعلن في برنامج "الهجن" بموقع البادية العربية، في إطار تغطيته لسباقات الهجن التي تشارك فيها سيناء وأبناء البادية في كافة المحافظات، أن السلوم هي أحدث محطة للهجن في جمهورية مصر العربية، حيث تم تجهيز وأعداد ميدان الهجن للسباقات، مشيراً إلى أن رياضة سباقات الهجن تحظى باهتمام كبير "سواء فلا مصر أو على مستوى الدول العربية" باعتبارها أحد أهم المؤثرات الثقافية المرتبطة بتراث العرب والبادية العربية.

وأوضح أن رياضة سباقات الهجن في مصر تحظى باهتمام كبير مثلما يحدث في الدول الخليجية، مشيراً إلى أن القيادة السياسية في مصر اهتمت بسباقات الهجن على الصعيدين الرسمي والشعبي حتى أصبحت إرثا تاريخيا يعكس الماضي والتراث الثقافي، وأصبح يمثل موردا اقتصاديا هاما في حياتهم للكثير من أصحاب الهجن الذين يعتمدون عليه بنسبة 90 %، خاصة في المواسم التي لا تسقط فيها الأمطار.

وأضاف أنه مهما تطور الزمن فستظل سباقات الهجن تحظى باهتمام كبير من أبناء البادية والقبائل العربية في محافظات: شمال وجنوب سيناء، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، البحر الأحمر، الشرقية، السويس، وغيرها من المحافظات نظرا لتعلقهم بها منذ الصغر، فضلا عن أنها تشكل جزءا كبيرا من معيشتهم الأساسية في الماضي، بالإضافة إلى اعتبارها أحد أهم الموروثات التي ارتبطت تاريخيا بحياتهم.

وأعلن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتم بسباقات الهجن، حيث وجه بالتوسع في إنشاء المضامير لها وإقامة السباقات عليها بالعريش ووسط سيناء وشرم الشيخ والطور والإسماعيلية والشرقية والوادي الجديد والعلمين والسلوم وغيرها، والتي يقبل عليها أبناء القبائل والبادية الذين يستعدون لها ويربون الإبل من أجلها والاشتراك والتنافس فيها باعتبارها من أهم أساليب المحافظة على التراث.

وتمثل هذا الاهتمام مؤخرا في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وبعض مشايخ وأمراء دول الخليج العربى لمهرجانات وسباقات الهجن.

وأشار إلى أن إبل السباق تدر على أصحابها الكثير من الأموال، حيث يصل سعر المطية في مصر الى أكثر من 750 ألف جنيه، وذلك بعد المنافسات القوية والسباقات الداعمة للهجن، كما يتم تقديم جوائز ضخمة للفائزين في السباقات. وتعتبر سباقات الهجن من أحد أهم أنواع إحياء التراث، حيث تضمن الحفاظ على الهجن العربية الأصيلة بما فيها من التراث المتمثل في العادات والتقاليد.

وهناك أنواع لهجن السباق في مصر، خاصه سيناء، وهي: الحرائر أو المحليات التي تتميز بالتحمل والسرعة، الهجن السودانية التي تسمى العباديات التي تتميز بكثرة الحركة والسرعة، والهجن المجنسة. وهناك أنواع للهجن وأسماء خاصة تطلق عليها بحسب أعمارها التي تحدد مسافة السباق التي تخوضها، وكل مرحلة عمرية لها اسم، ومنها: اللقايا، الحجايج، الثنايا، الرباع، ومنها في سيناء أنواع: حلوان، دهمان، سمحان، عويجان، وغيرها من السلالات الطيبة.

ويعود تاريخ سباقات الهجن العربية إلى القرن السابع قبل الميلاد، حيث مارسه العرب منذ القدم، وأصبح مرتبطا بتراث الحياة البدوية وتاريخ العرب حتى أصبحت من الرياضات العالمية التراثية ومن الرياضات الجاذبة للمواطنين والسياح من مختلف دول العالم.

وقد ارتبط تواجد الإبل في سيناء بتواجد أبناء سيناء أنفسهم، واقترن أهل سيناء في معيشتهم بوسيلتهم الأولى في التغلب على صعوبة الصحراء بما سخره الله لهم من الأنعام وخاصة الإبل، فهي عماد حياتهم في السلم والحرب والحل والترحال.

 

والإبل في سيناء، كما في غيرها من المناطق العربية، تنقسم الى نوعين رئيسيين وهما: الإبل الأصيلة والإبل الخوارة، والفرق بينهما هو أن أهلها يهتمون اهتماما بالغا بسلالة النوع الأول، ولا يولون النوع الثانى اهتماما.  يذكر فمهمة كل من النوعين محددة: فالأول هو الأصيل ومهمته تتركز في معضلات الأمور في ساعات الشدة والأزمات ورد المنهوب ونجدة المستغيث وصون العرض وحفظ الديار، نظرا لتميزه بمواصفات عدة تؤهله لهذه المهمات من صبر وجلد وقدرة على العدو لمسافات طويلة بدون كلل أو ملل، أما النوع الثانى فهو الخوار فهذا مهمته جلب الماء وحمل المتاع في الطحن وبعض الأمور الزراعية.

وتركز معظم قبائل سيناء والبادية العربية على النوع الأول من حيث الاهتمام والعناية بها وبأنسابها، ولكل قبيلة مجموعة من الأنواع التي يسمونها " أرسان "، حيث ينسب الرسن اما الى بعير مشهور أو العائلة أو القبيلة التي تقتنيه. ومن بعض الأرسان " الأنواع " المتواجدة في سيناء: المغميحيات، السموريات، الحانيات، العشيبيات، الهميلعيات، النميريات، العرضيات، الزحيفانات، الجحتانات، القميريات، الشعيلانات، الروعيات ، النعيمانات ، الخضيرانات ، الزرزورات ، العسيفانات ، العويجانات ، السمجانات ، العليجانات ، الغزيلانات ، العميريات ، الغويبات ، الدهمانات ، والقويدانات.

وهناك أسماء للابل، فالبعير في السنة الأولى يسمى مفرودا أو مصاصا أو مبارى، وفى السنة الثانية يسمى مربوطا أو ابن لبون أو بنت لبون، وفى السنة الثالثة يسمى مربوطا أو أول صريمة، وفى السنة الرابعة يسمى حقا أو ثاني صريمة، وفى السنة الخامسة يسمى جذبا أو ثنى، وفى السنة السادسة يسمى رباعا، وفى السنة السابعة يسمى خامسا، وفى السنة الثامنة يسمى سداسا .. وهو الجمل كامل النمو. وهناك طريقتان لإعداد الهجين للسباقات: الأولى، وهى المثلى والأقل انتشارا: ويترك فيها القعود سنتين كاملتين رضيعا ويفطم في الثانية ويترك حتى يبلغ الرابعة من عمره " حقا "، أما الطريقة الثانية الأكثر انتشارا فهي فطامه بعد عام ويبدأ تدريبه في السنة الثالثة " مربوط " بوضع حبل من الشعر محكم الفتل " ويسمى صريمة " في رأسه ويمنع عن الطعام والشراب لمدة لا تقل عن أسبوع، ثم يقوم الهجان بتدريبه على القود " المشي خلفه " لمدة يوم أو يومين .. ثم توضع على ظهره الحوية " وهي لأخف الرحال " ثم يركب الهجان بشرط خفة الوزن والصبر والفروسية ويبدأ في تدريبه على أنواع السير والجري وكل ما يحتاج إليه الهجان من هجينه، ثم يعلمه السير ليلا ونهارا، ويسير به في الأماكن المزدحمة أو التي بها رؤى منفرة للبعير.

وتتفاوت فترة التدريب من بعير إلى آخر تبعا لمدى استجابة الهجين لراكبه، وهناك فترة يجنب فيها القعود الجرى في السنة الخامسة لخطورة الجري عليه وتسمى سنة " الفقاع "، وبعدها يصبح القعود جاهزا للسباقات، وتعتبر السنتين السابعة والثلامنة من عمر الهجين هما أفضل سنوات عطاء الهجين في العدو. ونظرا لاشتراك أهل سيناء في المراعي تضطر كل قبيلة لوضع وشما معينا " علامة " على أبلها وهي الكي بالنار، ويختلف الوشم من قبيلة لأخرى لكى تتعرف كل قبيلة على ابلها بسهولة ودون خلاف.

وحول أهمية الابل في البادية العربية ودورها في الأفراح يقول الباحث حسن سلامة أن الأفراح والأعراس في البادية بطبيعتها الصحراوية لها ظروف وطقوس تنفرد بها الابل، ولها دور مهم، فالابل يتم تجهيزها ليوم العرس بتجهيزات خاصة تنفرد بها في هذا اليوم عن غيره لتكون الابل من الأركان الأساسية لاكتمال الفرحة، وأيضا تكون فالا حسنا بقدوم السعادة للفرح وأصحابه، مشيرا الى أنه يتم تجهيز الابل قبل قيام الفرح بوقت كاف في مظهر رائع، فقد يهتم بتجهيزها وتزيينها بأدوات يمتاز بها أهل البادية ، فأولا يتم تجهيز الغبيط أو الشداد " وهو ما يوضع للجمل أثناء الركوب " بأدوات كثيرة منها الغرضة " وهى أحزمة ملونة ومنسوجة من الصوف بأشكال جميلة مدلاة بشراشب ملونة على يمين ويسار الجمل  "، وأيضا الميركة " وهى قطعة من الجلد الملون محشوة بالقطن تكون على غارب الجمل لتحمى رجل الراكب من الاحتكاك بغارب الجمل " ، ويكون فرش الغبيط جاعد من صوف الضأن يتم فرشها في داخل بحر الغبيط لراحة الراكب ، ونأتي على الدور المهم وهو الخرج والخرج نوعان : نوع عادي من القماش الأبيض ، والثاني المطرز المنسوج بألوان مختلفة من نفس البيئة ، وعادة ما يكون الخرج الرياشي أو الخرج الأحمر كله منسوجا وملونا باللون الأحمر ومن أسفله توضع شراشب كبيرة من ستة إلى ثمانية فيكون الجمل بهذه الصورة الرائعة.  كما يتم تزيين الرسن بحبل من شعر الغنم وقلائٔد مزينة من أدوات البيئة، وتقام يوم الفرح سباقات للإبل أمام كل حضور الفرح وتكون السباقات حسب المتاح من الإبل في الأعراس. وأشار إلى أن يوم الفرح هو يوم مهم للإبل ولرفع مكانتها عند أصحابها والتفاخر بها، فتكون سباقات حقيقية وأسلوبا دارجا في كل الأفراح والأعراس، فكل جار أو قريب يأتي بجملة على مدار أيام الفرح، وفي العادة يكون العرس أو أي مناسبة لمدة 3 أيام، ويتم اختيار مساحة متساوية من الأرض لقيام السباقات عليها بجانب بيوت الشعر المقامة لهذا الغرض.

وكل يزين بعيرة للأفراح قدر استطاعته، وأيضاً يتم جلب العروس من منازل أهلها علي ظهر الإبل " طالت المسافة أو قصرت " فالابل هي الوسيلة الوحيدة، حيث يتم ركوب العروس على الجمل بعد أن يجهز لهذا الغرض، والمساعدة في جلب الكلأ والحطب من مسافات بعيدة على ظهور الإبل استعدادا للفرح. ودائما، تتسابق الابل الأصايل في الأفراح أما الابل الغير معروفة فلا تشارك خوفا من تراجعها في السباق، وهى في الحقيقة كلها سباقات فرح وغبطة .. فالقاعدة لا أفراح بدون الإبل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز